آل سعود .. الهيبة والتواضع.

في رحاب المملكة العربية السعودية، تتجسد أسمى معاني العزة والكرامة، وتتراقص أنوار التاريخ العريق مع إشراقة الحاضر المشرق، حيث تُحْكَمُ البلاد بسيرة قادة عظام جمعوا بين الهيبة التي تعلو الجباه، والتواضع الذي يلامس القلوب. إنها سلالة آل سعود، الذين حملوا راية التوحيد، وأسسوا دولةً أصبحت درةً تتلألأ في صدر العالم الإسلامي، وقبلةً للطامحين إلى الاستقرار والرخاء. الهيبة.. سِمة القيادة الراشدة، فلا يُبنى مجد الأمة إلا برجالٍ يُشْهِدُ لهم التاريخ بالعظمة، ويُسجِّلُ لهم الزمن مواقفَ تَخلُدُ في ذاكرة الأجيال. ومنذ تأسيس الدولة السعودية الأولى على يد الإمام محمد بن سعود -رحمه الله-، وحتى العهد الزاهر لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، ظلت هيبة القيادة عنواناً للعزّة والاحترام. فالهيبة هنا ليست جبروتاً، بل هي وقارٌ ينبع من العدل، وحكمةٌ تستمدّ شرعيتها من كتاب الله وسنة رسوله ﷺ. هي هيبةٌ تفرض الاحترام دون حاجة إلى تكبُّر، وتستمدّ قوّتها من إيمان الشعب برسالته، وثقة المواطن بقادته. فما أعظم أن تكون القيادة سنداً للضعيف، وحصناً للأمة، ورمزاً للعزة العربية والإسلامية! بلا شك أن التواضع.. سرّ المحبة والولاء،ومع كل هذه الهيبة، فإن آل سعود يُعلّمون الدنيا أن العظمة الحقيقية تكمن في التواضع. فها هو جلالة الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- يَمْشِي بين الناس، يُصافح الصغير والكبير، يسمع شكوى المحتاج، ويبثّ الأمل في نفوس المواطنين. وها هو سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -أيده الله- يخاطب الشباب بلهفة الأخ المحب، ويُشركهم في بناء رؤيةٍ طموحةٍ تُعيد للأمة مجدها التليد. لقد كان المؤسس الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- مثالاً يُحتذى في التواضع، حيث كان يقف مع البادية في خيامهم، ويشاركهم طعامهم، ويستمع إلى مطالبهم. وهذا النهج لم يكن مجرد سُلوكٍ عابرٍ، بل أصبح سُنةً متبعةً في حكام هذه البلاد المباركة. فهم يعلمون أن القيادة الحقيقية ليست في العُلوّ على الناس، بل في الانحناء لإعزازهم وخدمتهم. إن آل سعود -حفظهم الله- قد جمعوا بين الهيبة التي تهابها الأمم، والتواضع الذي يَستحوذ على القلوب. فهم قادةٌ عِظامٌ بسيرتهم، عُظماءٌ بمواقفهم، وَرِعَةٌ بإيمانهم. والمملكة العربية السعودية، بقيادتها الحكيمة وشعبها الأبيّ، ستظلّ -بإذن الله- شامخةً كالجبال الرواسي، عزيزةً كالكعبة المشرفة، منيعةً كالصحاري المترامية. فاللهم احفظ المملكة وأدم عليها نعمة الأمن والأمان، وانصر قادتها، ووفقهم لكل خير ، إنك سميعٌ مجيب.