تَمَاسَكتُ ما يَكفي..

هُنالكَ.. حيثُ الريحُ تغزو بَلابلي وحيثُ المرايا المهملاتُ بدَاخلي وحيثُ النَّوافيرُ التي جَفَّ ماؤها تَعيثُ بها كفٌّ بغيرِ أناملِ هُنالكَ.. لا بحرٌ، وما ثَمَّ ساحلٌ وما زلتُ في بحرٍ أغورُ وساحلِ أُصلِّي إلى الصحراءِ مِحرابُ غُربتي من السَفَرِ الممتدِّ دونَ نوافلِ تَمَاسكْتُ ما يَكفي.. مَضى العمرُ كلُّهُ ولستُ بمقتولٍ، ولستُ بقاتلِ أُحاولُ.. تاريخي من الحزنِ تائهٌ فأينَ شَبابيكي، وأين رَسائلي وأينَ التفاتاتي لِـعَبلةَ.. كلما تذكَّرتُها أيقنتُ أنّيَ جاهلي تجرَّدتُ من آذارَ.. خمسونَ أوشكتْ عليَّ وحتى الآنَ تشكو قوافلي تمرُّ بيَ الأوقاتُ.. في النفسِ شُعلةٌ مُعلَّقةٌ كم أثقلَ البُعدُ كاهلي!! ولم أدرِ هل كفَّاي تلكَ..؟ أمِ التي أرى من طويلِ القيدِ بعضَ سلاسِلِ؟؟ تعبتُ.. أجلْ ما لم تَقلْهُ حقائبي تبوحُ بهِ فوق الدُّروبِ رواحِلي وحُمّايَ ما حُمّاي.. سيرةُ عاشقٍ قضى دهرَهُ في العشقِ دون مُماثِل أَضيقُ بوادي الجنِّ.. لا وعدَ أرتجي أَواخرُ ما بي تَستفزُّ أَوائلي أُغادرُ صَمتي.. ليس لي من مَخارجٍ على القلبِ تحنو كيف لي من مَداخِلِ!؟ أَيحتملُ المعنى انهيارَ صَلابتي؟؟ إذا قيلَ.. أم ينحازُ يومًا لعَاذلي؟ رُويدًا رُويدًا وردةُ اللهِ أَغلقتْ نوافِذَها مَنْ لِلذهولِ الهَائلِ!! وآخرُ حَدسي أنْ تطُلَّ سحابةٌ على النَّهرِ فيها المستحيلُ لِسائلِ سأكتُبُ أمسي.. طفلةُ اليومِ في غدٍ ستَقرؤهُ والظلُّ أكبرُ زائلِ ولنَ أمنحَ الطينَ انكسارًا.. ملامحي - وإنْ نزَّتِ المرآةُ - سيفُ مُناضلِ أيا عَبْلُ.. أقوى منْ غِيابيَ لحظةٌ فتحنا بها في نَشوةٍ سُورَ بابلِ ثِقي بحَنيني.. سوفَ آتيكِ كامِلًا لأُفصِحَ عنْ حبٍّ أيا عبلُ كاملِ سأُلقي قميصَ الصَّبرِ.. حلمُ صَبابتي سيرتدُّ ضوءًا من قُصاصاتِ راحلِ أحاديثُنا وَلهى.. إذا نحنُ لم نلُذْ إلى شَجرِ الذكرى فهاكُم مَناجلي لقد كان سرُّ العِشقِ والموتِ غَامضًا هما الآنَ - ويحَ الآنَ - ينكشِفانِ لي