ضمن سلسلة تحقيق التراث ..

مركز الملك فيصل يصدر «الكتابات العربية بقصر الحمراء».

أصدر مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية الكتاب رقم (48) من سلسلة تحقيق التراث، وهو: «الكتابات العربية بقصر الحمراء» للموريسكي ألونسو دل كاستيو (1520-1610هـ)؛ ليكون أوّل مخطوط نَقَلَ كتابات قصر الحمراء بغَرناطة وتَرجمَها، ويرى النور من خلال هذه السلسلة التراثية المهمة التي يصدرها المركز. تكتسب مخطوطة ألونسو دل التي ترجمها وحققها الدكتور صبيح صادق أهمية علمية وتاريخية؛ لكونها من نفائس تراث المسلمين الذين بقُوا بإسبانيا بعد سقوط الحكم العربي الإسلامي فيها عام 1492م، فهي مخطوطة فريدة من نوعها؛ لأنها كُتبت باللغتين العربية والإسبانية، ولأن مؤلفها موريسكي، ولأنه اعتمد على العِيان في قراءة كتابات قصر الحمراء، وسجَّل تلك الكتاباتِ كما رآها، وبذلك استطاع ألونسو أن ينقُل لنا الصورة الأصلية التي كُتِبَت بها تلك النصوص، فدوَّنَ النثر والشعر المحفور على جدران قصر الحمراء، وكذلك شواهد قبور بعض ملوك غَرناطة والقصائد المرفقة معها، واستطاع بهذا العمل أن يحفظ لنا نصوصًا قد اندثرت، وأخرى سقطت ورمَّمها عُمّالٌ لا يعرفون العربية؛ وهو ما أدى إلى تشوُّه بعض تلك الكتابات، ولهذا يمكن عدُّ مخطوطةِ ألونسو النسخةَ الأصلية لكتابات قصر الحمراء، وقد بذل الدكتور صبيح صادق مجهودًا كبيرًا في تحقيقها، واعتنى بالنص عناية فائقة، واعتمد مصادرَ متنوعة عربية وأجنبية خدمةً للنص، وكشفًا للاختلافات بين قراءة ألونسو دل كاستيو والباحثِين الآخرين الذين درَسوا نصوصَ الحمراء أمثال: شكسبير M. Shakespeare، وخوان إجبريا Juan Echeveria، وديرنبورغ Joseph Dernburg، وجونز Owen Jones، ولافوينتي Emilio Lafuente Alcantara، وأنطونيو ألماغرو كارديناس Antonio Almagro Cardenas، والأب داريو كابانيلاس Dario Cabanelas، وغارثيا غوميث Garcia Gomez، وخوسيه ميغيل بويرتا Jose Miguel Puerta. واستدرك المحقق على المؤلف أنه لم يُشِر في هذه المخطوطة إلى أسماء شعراء بارزين من شعراء الأندلس؛ مثل: ابن الجَيّابِ، ولسان الدين ابن الخطيب، وابن زَمرَك، ليقدم لنا في النهاية عملًا مهمًّا في مجال تحقيق التراث. يذكر أن كتاب «الكتابات العربية بقصر الحمراء» يقع في (438) صفحة من القطع المتوسط.