اللّيلُ مقتدحاً رؤاه

قلقاً يمدُّ الليلُ شهقتَهُ ويحلمُ بالنّجومِ تجيءُ في طبقٍ مُنيرِ للّيلِ وِحدتُهُ التي احْتَشدتْ بها كلُّ العصورِ هذا الظلامُ كأنّهُ نهرٌ بألوانِ الحياةِ يَسحْ يا ليلْ بُحْ وأْذَنْ لِسرِّكَ بالعُبورِ أطفئْ وُجومَكَ وامنحِ الأفقَ السّلامَ وكنْ كمنْفضةِ الشُّرورِ يا ليلُ إنك ماتزالُ تُبيحُ للعشاقِ والسُّراقِ سترَكَ لا تفرِّقُ فيهِ ما بينَ الكسيرِ أوِ الخطيرِ يا ليلُ قل لي: من يُنادمكَ الغرامُ أم الحِمامُ؟ أتنامُ أم لا لا تنامُ؟ يا ليلُ ما لكَ لم تزلْ جَملاً تَمطَّى ما تراكضَ كالغزالِ الأَنْحَلِ؟ غرقى تَهاوَوا في شباككَ صادقوا الأصدافَ والتحفوا دُجاكَ (كموجِ بحرٍ مُسْدَلِ) وتفرّقوا ما بينَ مُقتدحٍ رُؤاهُ وبين من أَقعى (يَنوءُ بكَلْكلِ) يا ليلْ بَيداؤكَ ارتحلتْ وغادرَ كل خَيلْ وبقيتَ وحدكَ لا سيوفَ ولا رماحْ وأتى الصباحْ تَذْروكَ ذاكرةٌ ويُغرقُ سَيْرَكَ الأبديَّ سَيلْ