دهشة

ما كنت أعرف قبْلاً شكل رمان حتى تجلت أمامي نصفَ إنسان وبان لي ما جنون المرء بامرأة !! لما تبيّنتُ منها نصفها الثاني عاينت في وصف أنثى ألف ملزمة عدا تصفحت عنها ألف ديوان حاكيت نهج الرضي في الشعر وارتسمت في خاطري لمحةٌ من ظبية البان ولاح ركبُ النميري في مخيِّلتي وزينبٌ لم تلح لي شرق نَعمان دلُّ الحجاز الذي ألفيتُه صورا شعريةً شَاكَلَ الغُنْجَ الخراساني وما لُيونةُ أعرابية خطفت فؤاد ذي وََلهٍ في شعب بوّان؟ ومفردات نزار ألهبت شجنا لكنه دون ما يغلي بوجداني فليس ما قرأت عينان مستلباً لبّاً كما تسلب الألبابَ عينان إذ النساءُ حروفاً غيرُهن دماً وهن أحلى بقدّ لا بأوزان أشهرتُ معتقدي فيها وما اكترثت نفسي لعُتبى ولا خالفتُ إيماني هنا ابتدأت سِنِي عمري سحبتُ على ماضٍ تعلّق بي دهراً وأعياني وما أصخت لعمٍّ ظل ينهرني ولا استمعت لجارٍ بات ينهاني أنّى تلفتُّ أرنو شطر فتنتها كالضوء ألقاه مكشوفاً ويلقاني للكفّ في الجهة اليسرى مُشابِهُهُ للخد في الجهة اليمنى شبيهان تلبّستني وما قد دار في خلدي أن النعومة يحميها قميصان شيءٌ أحسُّ به ينثال في جسدي أهذه روحها تسري فتغشاني ؟ من الشهيق إلى أدغال جمجتي ومن وريدي إلى أعماق شرياني وما دنوت لها إلا أنَلْتُ يدي قاصي الجنى أوتدلّى قِطْفُها الداني شممت أزكى الشذى منها ككاذية وفاح ريّا حواشيها كريحان وكاد يجرف دفقُ الوجْدِ عُشّتَها وكاد يجتاح سيلُ الشوق دُكّاني وكان وعدُ تلاقِينا مغافلةً عينَ الرقيب وسراً دون إعلان وما تَشَبُّثُ قلبينا ببعضهما إلا لِمَا يرْهبُ التوديعَ قلبان ولا فكاكَ لمحبوسَي هوىً وجوىً ولا انعتاقَ لدى وَلْهَى وولهان لو أنشبتْ في فم اللقيا أظافرَها عضّتْ على جبهة الميعاد أسناني