مغامرة جديدة وهويَّة تتكشَّف..
عندما صدر العدد الأول من هذا الملحق الشهر الماضي جاءت ردود الأفعال مبهجة على نحو كبير. لقد كان احتفاء الساحة بالملحق واسعا، فليس كل يوم يصدر ملحق ثقافي. والساحة التي يتعاظم أعداد المنتمين إليها تتغير وتتوسع بشكل مثير وتتنامى أحداثها وأحلامها ومشاكلها أيضا. وهي بحاجة الى منابر جديدة وجادة تجيب على أسئلتها وترتقي الى طموحات أعضائها من الكتاب والمثقفين والمبدعين. إننا واعون تماما أننا بدأنا مغامرة جديدة في سبيل تقديم مشروع ورؤية جديدة للعمل الثقافي.لكننا واعون، أيضا، بأن هذه المغامرة لا تنطلق من العدم، ولكنها تطور طبيعي لكل الجهود المخلصة التي تم بذلها في الثقافة المحلية. لقد كان الهدف من “شرفات” واضحا أمامنا ولاسبيل للتواضع معه: أن يكون الملحق هو الملتقى الاول للأدباء والمثقفين والمكان الذي يطمح الكتاب، بمختلف توجهاتهم واهتماماتهم، لنشر نتاجهم بواسطته. وبالطبع فإنه لاسبيل لتحقيق هذا الهدف من دون ايمان كامل بالنظر الى العمل الثقافي بوصفه قيمة جدية تتطلب بذلا للمال والجهد بطريقة منفتحة على كل الفعاليات والإتجاهات الثقافية والأدبية، وتحكيم لمعايير الكفاءة في القيام بمهام التحرير والكتابة والفنون الصحافية بعامة. وربما لن نستطيع ان نقدم للقارئ الكريم كامل هويتنا وتوجهاتنا وخياراتنا الثقافية في الأعداد الأولى من الملحق، لكننا نأمل أن ننجح في رسم الملامح الأولى لكل ذلك عددا بعد آخر. وبقدر ما يطمح هذا الملحق ليكون امتدادا لكل الجهود والأصوات المخلصة والجادة التي بذلت وترددت أصداؤها في قاعات الأندية الأدبية وجمعية الثقافة والملاحق والمجلات الثقافية، بقدر ما يطمح أن يكون رافدا للمؤسسات الثقافية الجديدة وحبرا ناصعا للأصوات الجديدة التي تتشكل الآن في المقاهي والمدونات ووسائل التواصل الاجتماعي وقاعات الشريك الأدبي.