عاصفةٌ من ظلال
تسجل الشاعرة الشابة حوراء الهميلي حضورا لافتا في المشهد الثقافي المحلي والعربي. ومنذ ظهورها البديع في البرنامج الشهير «أمير الشعراء» في العام الميلادي2021 فقد بات اسمها رمزا للصورة الجديدة للمرأة الشاعرة التي تفيض قصائدها بالدهشة والتساؤل والاكتشاف. مشيتُ بلا ظلٍّ وظليَ واقِفُ على وجهِه الحيرانِ تطفو العواطِفُ هنا في انحناءاتِ الظلالِ ارتعاشةٌ وخوفٌ عميقٌ نحو عينيَّ زاحِفُ تأمَّلْتُ وجهَ الظلِّ أغمضَ جفنَه وباغَتَني عُمْرٌ مِن الغيمِ ذارِفُ مددتُ يدي أجتاز أميالَ حيرتي ولكنه في هامشِ الوقتِ راجِفُ أخافُ عليه مِن صنوفِ تَمَرُّدِي -إذا غبتُ عني- أرَّقَتْني المخاوِفُ مثبَّتَةٌ عيناه في سقفِ غرفتي يطاردُ مِن أشباحِه ما يُصادِفُ تعالَ معي فالليلُ مَرَّ على فمي ظَمِيًّا ولا معنًى مِن الشعرِ راشِفُ تعالَ معي حدَّ التباسِك في الخُطى وعاكسْ مسيرَ الدربِ يا مُتناصِفُ تحرَّرْ وقاومني على عكسِ رغبتي ستزحفُ بي أَدْرِيكَ: ظِلٌّ مُخالِفُ على مهَلٍ تمشي وأركضُ كلما تأخرتَ شِبْرًا في المسيرِ أضاعِفُ! أجدِّفُ نحو الوعيِ موجٌ يحدُّني وتقذفُ بي نحو الجنونِ العواصِفُ فلستُ أرى ظلي وليس يقودني إليَّ سوى حدسي وحدسي مجازِفُ! مكاشفةُ الأرواحِ كانت هوايتي أشفُّ خبايا عمقِها وأكاشِفُ ورغم فتورِ الحلمِ ما زلتُ في دمي أهدهدُ قلبي بالهوى وألاطِفُ أؤجِّلُ خيباتي فتُبدي اعتذارَها ويهمسُ في أذني ضميريَ: آسِفُ!