مثل القصيدة

مثلُ القصيدةِ تأتي حيثُ ما اتفقَ الوعدُ والعشقُ والقلبُ الذي عشقَ مثلُ القصيدةِ تأتي وهي كاذبةٌ لكن لديها جناحٌ يعبرُ الأفقَ تمشي كأن حريرا فوق غرّتها ليلٌ تعهّد ألا يكسرَ الشفقَ خصرٌ يؤرجحُ مشنوقا ومشنقة من القتيلُ؟ ومن هذا الذي شنقَ؟ عطرٌ إلى نسمةٍ في الجو مدّ يداً وقال: هيّا بِنا .. طفلانِ واستبقا ونحرُها البحرُ لكن دون نقطته رفقا بمن في عباب البحرِ قد غرقَ نهدان كفا مصلٍ قانتٍ ورعٍ من بعد آمين أو من قبلها افترقا سألت قلبي: من منّا الجديرُ بها؟ وقبلَ إكمالِ قولي نحوها انطلقَ آنست نارا بعينيها فراحَ لها ليأتِ بالضوءِ منها لكن احترقَ مفلوقةٌ من قوامِ نصفُه بَرَدٌ ونصفُه الجمرُ..سبحانَ الذي فلقَ وهادُها رحبةٌ حينا وضيقةٌ صعدتُها يشتهي خطوي لو انزلقَ مثلُ القصيدةِ تفنى في معانقتي ومن رماديَ تحيا، واسألوا الورقَ مثلُ القصيدةِ لم تنضجْ بلا وجعٍ بلا سؤالٍ عصيٍّ يحرثُ الطرقَ سألتُ نفسي: أيُّ العمرِ أفضلُه؟ أفي السعادةِ؟ أم ما يبعثُ القلقَ فقالتِ النفسُ: أحلى العمرِ أبسطُه ما كان منه حقيقيا وما صدقَ تنسلُ مثلَ خيوطَ الصوفِ مسرعةً به الليالي وثوبُ العمرِ لو خَلِقَ خيّاطُهُ عبثا يدمي أناملَه ينالُ وخزا وشقُّ الثوبِ ما رُتِقَ والوقتُ لصٌ ضليعٌ في خساسته بلا ضميرٍ يصحّيه إذا سرقَ هذي الحياةُ فتاةٌ جدُّها لَعِبٌ من أينَ أبصرتُها أبصرتُها ألقَ مثلُ القصيدةِ تحلو في مرارتِها جمالُها أنها لغزٌ وما اختُرِقَ أنامُ في حضنِها عن كلِ سانحةٍ لكن أعودُ إليه أركبُ الأَرَقَ