من عطر الغيم إلى دفء القلوب ..

ذاكرة الجبال تحكي قصة أميرها.

في جنوب أرضي الغاليه ،، تغنى شاعرها الأمير خالد الفيصل : في سحابه على متن التمني شفت عمري خيالٍ في سحابه لم تكن مجرد أبيات، بل حنين نطق به أمير عاش حب الأرض ، وذاق من طيبها ، وارتوى من وهجها ،،لعله حين كتبها لم يكن يصف عسير فحسب بل عن عطرها الذي يبقى حتى بعد الغيم. واليوم حين جاء الأمير تركي بن طلال ، سار على ذات الروح لا فقط على ذات الأرض .. لقد كان روح عسير في جسد أمير . أمير أحب هذه الأرض وأهلها ، فبادلته الحب إخلاصاً ، والعطاء وفاءً ، فلم يكُن حفظه الله مجرد حاكم إداري يؤدي مهامه بل كان روحاً اندمجت مع الأرواح، وصوتاً يتحدث بلهجة أهلها ، ونبضاً يسكن تفاصيل المكان ، مُنذ أن تسلم مهامه حمل على عاتقه أن تكون عسير نموذجاً للنهضة التي لا تفقد المكان طبيعته ، ولا تقصي الإنسان من أولوياته ، فكانت مشاريعه تتنفس من وجدان الأرض وأهلها ، لا من أبراج المكاتب . لم يكن هذا البذل والتطوير جديداً على المنطقة ، بل استكمالاً كما ذكرت لمسيرة مضيئة سبقته ، وكأنه أتى ليضفي عليها لمساته الخاصة ، ويزرع التغيير بحب ، ويجعل من التحديات فرصاً ، ومن التخطيط رؤية تواكب ماتطمح له رؤية قيادتنا الرشيدة رؤية 2030 ، حتى التنمية لم تكن لديه مجرد شعارات أو خطابات بل كانت ميدانية يراها الناس في طرقاتهم ، ومستشفياتهم، ومدارسهم وحتى وجوههم التي ازدهرت أملاً به . ما يميز أميرنا حفظه الله ، أنه لم يقف فقط على حدود الاداره بل انصهر في نسج أهل عسير وفي مجالسهم ، ومشاركاتهم وفي الأفراح والأتراح ، استمع لصوت المسن قبل صوت المستثمر ، وسارقي الطرق الوعره كما يسير دهاليز المشاريع الكُبرى ، كما أنهُ واحداً من أهل هذه القرى المتماسكة فلقد كان ابن لضيفان ، واخوا لرجال الحجر ، وصديقاً للسراة وتهامة . ومن اجمل القصص التي كان لها صوتاً يُسمع والتي كانت ذات أثراً يروى ومن اجمل الشواهد على مايقوم به هذا الأمير النبيل قصة العم دعمش في منطقة (القحمة) ، الرجل البسيط الذي نذر عمره لخدمة الناس حارساً لساحلهم ، معياناً لصغيرهم وكبيرهم فما كان من الأمير تركي حفظه الله ،، إلا أن يرُد هذا الجميل بأجمل منه فزاره في قاربه القديم ، وأهداه آخر جديد وكان يقول له ( هذا بأمر الملك سلمان ، حقيقة يليق به هذا التاريخ وهذا النُبل كأنه يريد أن يُعبر ويقول (نحنُ نُكرم القيّم ، لا الألقاب) . هي لحظة من اللحظات التي تجسد معنى أن يكون القائد جزاءً من ضمير الناس . في السواحل ومابين القرى والجبال ، ومن تهامة إلى السراة ، كان الأمير يجوب الأرض ، كأحد أبناء هذه التربة ، لقد شهدت المنطقة تحت رعايته تنفيذ العديد من المشاريع التنموية التي تهدف إلى تعزيز البنية التحتية وتحسين جودة الحياة فمن أبرز هذه المشاريع : مشروع ( ذا بوينت ) في مدينة أبها في نوفمبر 2024 رعى الأمير توقيع عقد تنفيذ الأعمال الإنشائية للمشروع بقيمة تتجاوز المليار ريال ، على الطريق الرابط بين أبها وخميس مشيط. وفي يناير 2025 دشنّ الأمير تركي ثمانية مشاريع طُرق ، بتكلفة 752 مليون ريال منها ازدواج طريق ( الفرشة ، الربوعة ، ظهران الجنوب ، الجربة ) كما دشنّ حفظه الله ,وحدات العناية المركزه لحديثي الولادة ووحدة السكري في مستشفى سبت العلايه ببلقرن، وتطوير بيئة العمل والكثير من المشاريع التي تظهر التزام الأمير تركي بالمشاريع التي تعنى بتطوير منطقة عسير وتعزيز بنيتها ، ودعم التنميه المستدامه في المنطقه . واخيراً تركت الحديث عن أهل عسير في نهاية هذا المقال لا غفلة ولا تقليلاً .. بل تعظيماً لأنني ببساطه أردت أن يكونوا هم آخر مايعلق في ذاكرتكم . فأهل عسير لا يمكن اختصارهم في كلمة ولا حتى حكاية ، هم الطيب الذي لا ينقطع والعراقة التي لا تُزخرف ، معهم وبهم كُل شيء مختلف . فهم لا يقيمونك بثروتك بل بعقلك وأخلاقك ، يُقال لكل ارض روح وأن روح عسير انتقلت من جبالها إلى أهلها ، الذين يستقبلونك بقلوبٍ مطرزة بالبساطه والكرم لا تتكلف بالمجاملة ولا تعرف الزيف ، بل تُحبك كما أنت وتقربك لها كما لو أنك واحدٌ من أبنائها ، لهذا لم يكُن حُب الأمير لهم بغريب بل أنه ذاب في عاداتهم ليُصبح واحدً منهم والسير بينهم ويشاركهم الفرح والبناء والدمعه .