نصفُ فتى

أَلقِ السلامَ .. أقصدًا أم مُصادفةَ أنِ التفتِّ؟! .. فِدا عينيكِ من رأتا أجلْ..عرفتهما من ألفِ خائفةٍ خلف اللثامِ.. لأني بعضُ ما جنتا! لأنني منذُ ذاكَ اليُتمِ ما انصرفتْ عيناي عن مُحزِنٍ إلا تَذكَّرتا... خمسونَ ألف سؤالٍ هكذا انسكبتْ من نظرتينا ! لكي لا تُحرجَ اللغةَ خبَّأتُ تحتَ رمادِ الوقتِ ذاكرتي و نصفَ روحي و أعصابي الممزَّقةَ و عشتُ، لا تسأليني.. عشتُ! ليس كما ودِدْتُ، لكنْ كما قرَّرتِ: نِصفَ فتى! ألملمُ العمرَ، ما خلَّيتِ لي زَهَدًا، و أَرْكُمُ الحزنَ أشواكًا مُنَضَّدَةَ إذا هببتِ كريحٍ بعدَ موسمِها ماذا سيستُرُ أوجاعي المقلَّبةَ؟! و كيفَ أُسْكِتُ جمري بعدما نشِفَتْ مدامعٌ حبَّستْ أضعافَ ما انفلتَ؟! في قاحلٍ من مسراتي، رفعتُ يدي إلى السماءِ بألّا تُمطرَ السنةَ! لمْ أُشفَ بعدُ و لن أُشفى! وبي أملٌ أخافُ منهُ.. وبي حربانِ ما انتهتا..