
ضمن دورتها التاسعة عشرة لعام 2025، أعلنت جائزة الشيخ زايد للكتاب في مركز أبوظبي للغة العربية، عن فوز كتاب “أخبار النساء” بالجائزة في فرع تحقيق المخطوطات. ولاقى الكتاب الصادر عن مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، إشادة واسعة من قبل لجنة التحكيم، نظرًا لدقة تحقيقه وتقديمه نصًا موثقًا يعتمد على مصادر تاريخية معتبرة، مما يجعله مساهمة رائدة في مجال الدراسات التراثية. كما أشادت اللجنة بالمجهود الكبير الذي بذله المحقق في توثيق النص وإضافة الحواشي والتعليقات التي تثري فهم القارئ للمحتوى. ويمثل الكتاب الذي قام بتحقيقه الباحث العراقي رشيد الخيون، إضافة علمية بارزة في مجال الدراسات التراثية، حيث يستكشف قضايا المرأة عبر التاريخ الإسلامي من خلال تحقيق دقيق ونقدي لمخطوطة نادرة. يأتي هذا التتويج ضمن احتفاء الجائزة بالمشروعات العلمية التي تساهم في إثراء المكتبة العربية وتحقيق المخطوطات النادرة بأسلوب علمي رصين. ويعد فرع تحقيق المخطوطات من الفروع الأساسية في الجائزة، حيث يهدف إلى تكريم الجهود البحثية التي تعيد إحياء النصوص التراثية وتقديمها إلى القارئ المعاصر بأسلوب أكاديمي منهجي. ومن المتوقع أن يتم تسليم الجائزة رسميًا خلال حفل تكريم الفائزين الذي سيقام في أبوظبي، بحضور نخبة من المثقفين والأدباء والباحثين من مختلف أنحاء العالم العربي والعالمي. وتعد جائزة الشيخ زايد للكتاب واحدة من أبرز الجوائز الأدبية في العالم العربي، حيث تهدف إلى تكريم الإنجازات الفكرية والثقافية التي تسهم في إثراء المعرفة الإنسانية وتعزيز الهوية الثقافية العربية. وأوضح الدكتور هباس الحربي مدير دار الفيصل الثقافية أن مخطوط كتاب «أخبار النساء» كان في عداد المفقود من المخطوطات التراثية النادرة، فالمخطوط عاش رحلة مضنية من أفغانستان إلى باكستان حتى استقر به المقام في مركز الملك فيصل، وقد أولاه المركز عناية كبيرة، وعمل على إعادة إحيائه من خلال تحقيقه ونشره ليكون إضافة علمية بارزة في مجال الدراسات التراثية التي تسلّط الضوء على تاريخ المرأة عبر التاريخ العربي والإسلامي. وأشار الدكتور الحربي إلى أن كتاب «أخبار النساء» صدر في (700) صفحة من القطع المتوسط، وهو يحمل الرقم (52) في سلسلة (تحقيق التراث) التي يصدرها مركز الملك فيصل، مؤكدًا أن المركز يعمل منذ تأسيسه عام 1983م على العناية بالتراث العربي والإسلامي، والتعريف بنفائس المخطوطات الفريدة والنادرة، وإعادة إحيائها وإصدارها في طبعات علمية راقية، وإتاحتها للباحثين والمختصين وعموم القراء في أرجاء الوطن العربي والعالم، وهذه رسالة مركز الملك فيصل الذي يعمل دائما على دعم البحث العلمي، وتحقيق المخطوطات الفريدة والنادرة، بتوجيهات مباشرة من صاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل رئيس مجلس الإدارة، وصاحبة السمو الملكي الأميرة مها الفيصل الأمين العام للمركز، وذلك لإثراء المكتبة العربية بمصادر موثوقة تخدم الباحثين والمهتمين بالتراث العربي والإسلامي في مختلف المجالات. وأعرب الدكتور الحربي عن سعادته بفوز الكتاب لكونه أحد إصدارات مركز الملك فيصل، مؤكدًا أن جائزة الشيخ زايد للكتاب واحدة من أبرز الجوائز الثقافية في العالم العربي، كما أن فرع تحقيق المخطوطات من الفروع المهمة في الجائزة، وتكمن أهميته في تكريم الجهود البحثية التي تبذلها المؤسسات والأفراد لإعادة إحياء النصوص التراثية من خلال دراستها وتحقيقها وتقديمها للقارئ العربي المعاصر برؤية علمية متميزة.