ضمن فعاليات «أسبوع فن الرياض»..

فاطمة النمر تُحيي «ذاكرة الطين».

ضمن فعاليات “أسبوع فن الرياض”، يحتضن جاليري نايلا معرضًا فنيًا استثنائيًا للفنانة التشكيلية السعودية فاطمة النمر، تحت عنوان “ذاكرة الطين”، حيث تأخذنا فيه النمر في رحلة حسية وبصرية تسبر أغوار الذاكرة، وتعيد تشكيل العلاقة بين الإنسان والهوية، وبين الطين كعنصر أولي، والحنين كمحرك خفي للإبداع. يمثل المعرض عودة إلى البدايات، إلى الطين بوصفه أصلًا، وذاكرةً متجذرة في العمق، تحمل في طياتها تفاصيل الحياة، والبيت، والمرأة، والوجود. وبين التشكيلات الفنية المعاصرة والحرف اليدوية، تتنوع أعمال المعرض، التي تروي عبرها النمر حكايات مسكونة بالرموز، نابضة بالأنوثة الشرقية، ومشبعة بالتصوف البصري. بين الطين والهوية في “ذاكرة الطين”، تنسج النمر سردياتها الجمالية من خامات الطين التي لا تخلو من فلسفة روحية، حيث يبدو كل عمل وكأنه صلاة هادئة في حضرة الذاكرة. الألوان الترابية، الأسطح الخشنة، والأنماط الزخرفية المستوحاة من التراث، كلها تسهم في خلق تجربة تأملية فريدة، تجعل الزائر في حالة تفاعل وجداني مع القطع، وكأنها تحادثه بلغة لا تُقال بل تُستشعر. المرأة في مركز الحكاية كعادتها، تضع النمر المرأة في قلب أعمالها، لا بوصفها موضوعًا فنيًا فحسب، بل باعتبارها ذاكرة حية، وخازنة للمعنى. في هذا المعرض، تتجلى المرأة كرمز للخصب، وللطين ذاته، في مزيج من القِدم والحداثة، وفي لغة فنية تحتفي بالأنوثة لا كجسد بل كأرض أولى. تجربة فنية فريدة ما يميز “ذاكرة الطين” ليس فقط جماليات القطع المعروضة، بل السياق المكاني والبصري الذي خُلقت فيه التجربة. حيث صممت فاطمة النمر، والتي عرف عنها الأسلوب التأملي العميق، معرضها ليكون فضاءً تفاعليًا، تتداخل فيه الأعمال مع الضوء والظل، ويشارك فيه الزائر بدور الشاهد والمستكشف، في حوار مفتوح بين الذاكرة والمادة. صوت من الشرق.. يتردد في قلب الرياض فاطمة النمر، القادمة من الساحل الشرقي، والحاصلة على الجائزة الأولى في معرض الفن السعودي المعاصر عام 2010م، تعيد من خلال هذا المعرض في قلب العاصمة الرياض، تأكيد حضور الفن النسائي السعودي في المشهد الفني الراهن، وتقدم نموذجًا لما يمكن أن يقدمه الفنان المبدع حين يتحول إلى راوٍ، يوثق الحنين، ويصوغ الجمال من أبسط المواد. يستمر المعرض حتى 30 أبريل، ويفتح أبوابه للزوار يوميًا من الساعة 4 عصرًا حتى 10 مساءً في جاليري نايلا، دعوة مفتوحة لكل من يريد أن يتلمس الذاكرة، ويغوص في طين الحكاية، ويتعرف على التجربة الاستثنائية للفنانة السعودية فاطمة النمر.