قصيدة الأم

حكاياكَ تأتي قطارات ليلٍ حزين فلا من ألوذ به من شجون ولا من ألوذ به من حنين تذكرتُ حين وضعتك في المهدِ طفلاً وغنيتُ لكْ ياحبيبي الصغير يا جناحي الذي سوف يجعلني للسماءِ أطير *** وحينَ مرضتَ ، فصرتُ أفتشُ في الحيِّ عن أيّ عارفةٍ أو حكيم ٍ لأنجو بوجهك من كل ّ شرٍّ وكلّ أذى وإذ خيّمَ الليلُ حولي توسدتُ همّي ونمتُ ولمّا يزل في جوانحيَ المتعبات سريرك يأتي ويغدو ... ثمّ يأتي ويغدو وأغنيتي تترددُ مثل بكاءِ القطار البعيد «دلللول يالولد يا ابني دللول وعدوك عليل وساكن الجول» *** لم أذق طعم صحوي ولا طعم نومي تعذبني اللحظاتُ وتجلدني بسياطٍ أليمة ْ لأن المنية َ بكْ راودتني وصارت تهددني باختطافك منّي *** ثمَّ مرّت ليالي الشتاء الحزينة ْ ومرّت ليالي المصيف كبرت َ فصرتُ أخاف ُ من الريحِ إن أتت الريحُ من جهة الشرقِ يوماً أخافُ من الريحِ إن أتت الريحُ من جهة الغرب يوماً لئلاّ تبعثرُ شعركْ لئلاّ تنازعُ قامتك َ الباهية ْ صرتَ لي ولدي وأخي وابن عمّي وأهلي إذا ما ابتسمت كنتُ أسعدَ مخلوقةٍ على هذه الكرة البائسة وإذا ما حزنت كنتُ أتعسَ مخلوقةٍ فوقها *** ثمَّ مرّت ليالي الشتاء الحزينة ومرّت ليالي المصيف يقولون شبَّ ابنك اليومَ عن طوقهِ أجيبهمو : لا تقولوا كبر وتكبرُ ... تكبرُ حتى تصيرَ رجل وأنكرُ أن ... أن تكون رجل لا أريدك تكبر ففي حجرة الروح مازلت بالمهد تلعبْ وما زلت فيك أغني «دللول يا الولد يا ابني دللول وعدوك عليل وساكن الجول » *** وإذ يطرق ُ القلبَ صوتُ المنادي ألا فليهب الرجال لقد ضيّقَ المعتدون علينا الخناق فأمّا الفناءُ ... وأمّا العراق نهضتُ أُصحّيك من عالم الأمهات وأدفعُ بكْ للبطولةِ دفعاً لقد ضيّق المعتدون علينا الخناق فهاكم وليدي ويبقى العراق