لا تسأليني.

هذا السؤالُ الذي من فيكِ قد وَثَبَا أغاظني وأثارَ الهمّ والنَّصَبَا وأشعلَ النارَ في صدري وأرَّقني خذي الكلامَ «ولاتستوضحي السَّبَبَا» هلْ تطلبينَ بكائيْ يامعذِّبَتيْ هلْ تطلبينَ لي َالآلامَ والتَّعَبا هلْ ترغبينَ دخولَ الفكرِ في سفرٍ مازلتُ أطلبُ عنهُ البعدَ والهَرَبَا ما فاتَ ماتَ فألقي كلَّ أسئلةٍ تعيدُ ذكرى زمانٍ نجمُهُ غرَبَا إنْ كنتِ سائلةً فلتسأليْ بَصَريْ هلْ شاهَدَ البدرَ يغزو نورُهُ الحُجُبَا سَلِيهِ عن روضةٍ غناءَ طيَّبَهَا ريحُ الخزامى هواها يُبعِدُ الوصَبَا سَليهِ عن مهرةٍ سبحانَ خالقِها لما رآها غشاهُ البردُ واضَطَربَا سَليهِ عن صورٍ مازالَ طائفُها في فكرِهِ ينثرُ الأشعارَ والخُطَبا أو فاسألي سمْعَهُ عن صوتِ أغنيةٍ ما زالَ يبعثُ فيه الشَّوقَ والطَّرَبَا وعنْ هديلِ حمامِ الأيكِ مافَعَلتْ أنغامُهُ يومَ مالَ الغصنُ فانتَحَبَا أو فاسألي القلبَ عن أسرارِ معركةٍ دارتْ هناكَ وفيها الوجدُ قد سُكِبا أو فاسأليهِ عن النَّارِ التي اضطرمتْ من أضرمَ النارَ من ألقى بها الحَطَبَا لكنني لا أريدُ اليومَ أسئلةً تُعيدُني أو تُثيرُ الحزنَ والغَضَبَا إن كنتِ في وصلِنا يا ( لين ) راغبةً لا تسأليني عن الماضي فقدْ ذهَبَا