ولي العهد.. المستقبل الآن.

حين نتأمل في كثير من حكايات النهضة لعدد من البلدان لا نكاد نجد حكاية مشابهة للحكاية السعودية في قصر مدتها الزمنية والنجاحات التي تحققت خلالها. “إنها حربي” قالها سمو ولي العهد وهو يبشر بـ “أوروبا الجديدة في الشرق الأوسط” والذي ظل يعمل ليل نهار من أجل كسب الوقت لاختزال المراحل، وها هي ثمار الرؤية التي أطلقها سموه تؤتي أكلها على كافة الصعد. ثمانية أعوام، من يتأمل فيما تحقق خلالها لن يصدق أنها لم تكن ثمانين عاماً من حجم المنجزات والمكاسب والقفز الهائل الذي تحقق فيها. يتميز سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بوعي إداري وإدراك سياسي وحنكة استثنائية في إدارته للكثير من الملفات. هو أشبه بالملك عبدالعزيز من نواحي كثيرة، ليس أقلها تشابه الظروف والتعقيدات والمنعطف الزمني المقارب من حيث حدة الانعطاف المصيري لما قبل تسعة عقود، وهو أشبه بوالده خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان حفظه الله في توقد ذهنه واستشرافه للمستقبل وشغفه بالتحديث وكأن الله يهيئ لهذه الأرض الرجل المناسب في كل مرحلة من مراحل تحولاتها الكبرى. هذا ما جعل شعبية الأمير محمد تتجاوز حدود الوطن، وكذلك العالم العربي، إلى العالمية. لقد أصبح الأمير محمد شخصية مثيرة للجدل وكذلك الإعجاب معاً عالمياً، وهذه سمة الشخصيات العملية التي تسبق أقوالها بالأفعال، ولا تأبه للجدل الدائر بشأنها. المنجزات أكبر بكثير من أن نستعرضها هنا، والأرقام تثبت في كل يوم أن المستهدفات تقترب من التحقق والاكتمال حتى قبل موعدها الفعلي وكأننا نعيش “المستقبل الآن”، ولكن قد يكفي أن نشير فقط إلى أن نجاح المملكة في استضافة اكسبو 2030 وكذلك كأس العالم في 2034 أكبر شاهد على درامية النجاح السعودي في تحويل بلد كان إلى قبل سنوات قليلة يعتمد كلياً على النفط كمصدر رئيس للدخل إلى بلد متنوع الاقتصاد، ليس هذا فحسب، بل ويستضيف أهم الأحداث العالمية التي لا تفوز بتنظيمها سوى بلدان كبيرة مستوفية للشروط الصعبة. كل هذا دلالة على أن الحكاية السعودية التي لم تنتهِ بعد هي حكاية “القرن الحادي والعشرين” بامتياز. وكل هذا أيضاً يدل على أن مهندس هذا التحول هو شخصية عظيمة فعلاً، وسيحفر اسمه ضمن رجالات التاريخ الأقوى تأثيراً.