وطنٌ على هُدْبِ المَجَرَّة

مُضِيًّا إلى العلياءِ ، نأْيًا عن الورى أُطالعُ ما يجرى ، وأَسبُرُ ما جَرى أُطارحُ مجدًا قد أناخَ رحالَهُ هناكَ ، على هُدْبِ المَجرَّةِ نَوَّرا تملَّيتُ أركانَ السماءِ ، فأينما وقعتُ على ركنٍ رأيتُكَ مُسفِرا تَماهيْتُ في آفاقِ حُسنِكَ ناسِكا أُرتِّلُ من نورِ البطولاتِ أَقْمُرا فيا وطنًا لم أدرِ كيف أصوغُهُ جَلالا ، وأَتلوهُ نشيدًا مُنَوَّرا ويا وطنًا للخيرِ ، رَفرفَ سَعْفُهُ أمانًا ، فما أزكاهُ شَكلًا وجَوهَرا مَهيبًا حَماهُ اللهُ من كلِّ كائدٍ يريدُ به شَرًّا ، فيرتَدُّ مُدبِرا وترقبُهُ الحُسَّادُ بُغيةَ زَلَّةٍ لتصنعَ منها للعداواتِ خِنجَرا بلادٌ على التوحيدِ طالَ نخيلُها تُرَجَّى بها الحُسنى وتُستوثَقُ العُرا سُعوديةٌ عُظمى ، تَهادتْ مَنارةً يَرفُّ جَناحاها على هامةِ الذُّرا فمِنْ حزمِ سلمانَ المَليكِ تواثَبتْ نَماءً على كلِّ المَساراتِ أَزهَرا تَسامى بها عَزمًا ، ورُشدًا مُحارِبا يَشُقُّ دَياجيرَ العواصفِ مُبصِرا يَشُدُّ وليُّ العَهدِ من زندِهِ سَنًا فمنْ لكَ في شِبْلٍ يَشبُّ غَضَنفَرا أميرٌ تَحُفُّ المُنجَزاتُ حياتَهُ يُحلِّقُ في الأيامِ عِزًا ومَفخَرا له الرؤيةُ الكُبرى بناءً ونهضةً يُطِلُّ على مِشوارِها الفَخْمِ مِجْهَرا ويعلمُ أنَّ المجدَ ليس حِكايةً تُردِّدُها الأجيالُ لحنًا مُزَوَّرا لذلك أَوْلاها كِفاحًا مُناضِلا وتَوَّجَها بالجِدِّ نَصرًا مُؤَزَّرا ويا وطني ، والشّوقُ غَيثُ رَبابةٍ يُوافيكَ من جازانَ وَحْيًا مُبشِّرا وتغشاكَ من أدواحِ صامطةِ الهَوى أفانينُ إبداعٍ تَضوعُ تَنوُّرا فأنثالُ من أنفاسِها الخضرِ عازفا يُنضِّحُ ريحانًا وفُلًّا وعَنبَرا ومنْ وَهَجِ الشُّطآنِ أَنسَلُّ مَوجَةً ومنْ قِممِ الأجبالِ سَيْلا تَحدَّرا ومن كلِّ حقلٍ ضاحكِ القمحِ سُنبُلا يُرابطُ في الحَدِّ الجَنوبي عَسكَرا فداءً لِهذي الأرضِ تَجري دماؤُنا لينبُتَ منها الشّعبُ عَزْمًا مُظَّفَرا أَبِيًّا ، فإمَّا رُمْتَ وافاكَ عاصِفًا إلى حيثُما وجَّهتَ لبَّى وكَبَّرا وفاءً ، وأَعظِمْ بالوفاءِ مَناقبًا لَبسْنا ، وإِرْثًا لا يُباعُ ويُشتَرى