الشاطر حسن

لا يوجد أحد يعرف الفن أكثر من “حسن عسيري”, ولا يوجد أحد يقدم الغث والسمين في الفن مثل “حسن عسيري”، وليست المشكلة في ذلك، فلكل شيء “جمهور”؛ لكن المشكلة في أن “حسن” لم يستطع أن يقدم شيئاً يخلد اسمه في الفن. “الفن”، لعبة لكل موهبة دور فيها، وإذا تبادلت المواهب الأدوار، فإنها تتحول إلى “تفاهة”. تخيل أن يتحول كاتب العمل إلى ممثل، أو يتدخل الممثل في الكتابة، ماذا سترى؟ حسن عسيري، حاول أن يكون كل شيء إلا أنه لم ينجح إلا في كونه “منتج” فقط، لكنه لازال يحاول أن يكون نجماً على الشاشة، وهو لم يستطع ذلك، رغم أنه يفعل ذلك لغيره بالإنتاج. فيما مضى حاول حسن عسيري أن يكون ممثل كوميديا، ولم يفلح في ذلك حتى لو ضحك الجمهور على أدواره، وحاول أن يكون ممثل دراما وتراجيديا، ولم يفلح رغم أن أغلبها من إنتاجه، واليوم يحاول أن يكون مقدم مقالب، ولم يفلح رغم أنه المنتج، والضيوف ممثلين في أعمال من إنتاجه. وأنا أشاهد برنامج حسن عسيري الذي أبتُليتُ به بسبب مقاطع “السوشال ميديا”، أمتعض من المنتج الذي يعرف ذائقة الجمهور، ثم يقدم على إنتاج عمل كهذا، وأمتعض من القناة التي لديها قادة يحسنون صناعة الإعلام ثم يرتكبون جريمةً بعرض هذا العمل. أنا متأكد لو عُرض برنامج حسن عسيري على لجنة تقييم؛ أعضاؤها، المنتج حسن عسيري، ومسؤولو قناة MBC لن يقبل العمل، ولن يدفع فيه ريال واحد. أقول ذلك الافتراض رغم أني لست مقتنعاً بإنتاج حسن عسيري، بسبب الكثير من إنتاجه، ويكفي أن تستعرض إنتاج 2025م فقط لتدرك ذلك، إلا أن كثرة الإنتاج لابد أن يظهر فيها شيء يشد الجمهور للمتابعة، وربما تعتبر القناة ذلك نجاحاً، وهو ليس كذلك، وبالتأكيد سيجلب العوائد حتى لو بدون نجاح.