صمتُ النواقيسْ

لا ضوءَ في الليلِ .. قدْ نامتْ فوانيسي انا الوحيدُ ونُدماني كوابيسي اصحو معَ الديكِ لكنْ لا صياحَ لنا كمْ أسكتَ القَصفُ أصواتَ النواقيسِ انا الذي كنتُ للسارينَ بوصلةً الآنَ تهتُ وقدْ ضاعتْ مَقاييسي فلا النجومُ التي تَهدي ستُرشِدُنا ولا الخرائطُ تدري بالتضاريسِ ولا المحابرُ تدري ما ستكتبُ في سِفْرِ الحروبِ بِزيفٍ في قراطيسي قد كنتُ املأُ حتى البئرَ لو نَضَبَتْ كل النواعيرِ تُملأُ مِنْ قواديسي قد كانَ بيتي عنواناً وبوصلةً وكانَ يَغرِفُ كلُّ الناسِ مِنْ كيسي وكان مَدّي بلا جَزْرٍ وكمْ غرَقَتْ في شاطئيَّ سدودٌ مِنْ متاريسي واليوم أبحث عن كأسٍ ومائدةٍ فاشربُ الرملَ مِنْ كفِّ الأباليسِ مَنْ كانَ بالأمسِ مِنْ أهلي ألوذُ بهِ اليومَ يعزفُ الحانَ الجواسيسِ بعضُ الذِئابِ قِناعُ الغَدرِ تلبسُهُ مثلَ الشواهينِ في زِيِّ الطواويسِ داسوا عليَّ كَأغضانِ الورودِ و لمْ يدري الحذاءُ بما تَخفي أحاسيسي قدْ كُنتُ أُسرِعُ .. أدمَتْ طيبتي قَدَمي فكنتُ امشي بأرضٍ مِنْ دَبابيسِ خُضْتُ الحياةَ كحربٍ حَطَّمتْ مُدُني ما ظلَّ غيرُ رسومٍ في كراريسي حربٌ تجرُّ الى اخرى وتُدخِلُنا بابَ العذابِ بوعدٍ بالفراديسِ *مطار بغداد الدولي