أولمبياد التاريخ.

أتذكرُ جيداً أول لقاء جمعني بفريق مسابقة  - أولمبياد التاريخ - قبل سنوات . لم أنسَ تلك الورقة (ورقة توزيع المهام ) عندما كتبتُ في أعلاها:     بدينا المجد بدينا      وحصدنا المجد بدينا         بدينا مال أحد منَّة              بفضل الوالي ومنه      ثلاث قرون مازلنا        مع آل سعود مازلنا               على عز ومعزة ودين  كنت طوال تلك الجلسة أعيد قراءتها مرة، وأنشدها أخرى، حتَّى سمعتُ فريق العمل بعد ذلك يشاركني في تكرارها، وترديد كلماتها التي تحولت في نهاية اللقاء لفكرة - مشروع - إنتاج أوبريت وطني يحاكي يوم التأسيس السعودي . وللأسف هذا المشروع أصبح بعد ذلك حبيس الأدراج؛ تذروه رياح التسويف، وتحاصره أعاصير النسيان . ليس هذا ما أردتُ الحديث عنه، ولا الخوض فيه الآن؛ وإنما دعاني لاستذكاره واستحضاره ذلك الحماس المتَّقد في نفوس طلاب المسابقة عند كلِّ لقاء نجتمع فيه؛ للاستعداد لمراحل المسابقة الوطنية، والاهتمام بأدق تفاصيلها، ومدى التعلق بتلك الأحداث، والاستجابة لكل جزء من أجزائها . أولمبياد التاريخ  كمسابقة وزارية ومشروع وطني تشرِفُ  عليه - وزارة التعليم - وتستهدف فيه أبناءها طلاب التعليم العام هي فكرة رائدة، ومشروع تثقيفي وتنويري عريق ؛ يحقق رؤية المملكة 2030، ويسهم بلا شك في تعزيز الوعي التاريخي لديهم، ويغرس كذلك في نفوسهم قيم المواطنة وتجسيد معنى الولاء، وتنمية المحصول المعرفي، والاطِّلاع الواسع. الأجمل هذا العام أنَّ القائمين على هذه المسابقة فتحوا الطريق لطلاب المرحلتين (الابتدائية-والمتوسطة) للمشاركة على مستوى المدرسة ومكاتب التعليم؛ ليتعرفوا في هذه المرحلة العمرية بتاريخ دولتهم عبر  - مراحل - تكوينها الثلاث، وما مر بها ولها من انكسارات وانتصارات، وما قدَّم أئمَّتُها وملوكها عبر التاريخ من تضحيات ومنجزات؛ نعيش خيرها اليوم، ونلمسه في شتَّى مناحي الحياة كافة . أحببتُ أنْ أقول : على وزارة التعليم ونحن على مشارف الاحتفاء بذكرى يوم التأسيس السعودي، وهي صاحبة المشروع الضخم ( مشروع) مسابقة   - أولمبياد التاريخ الوطني - أن تكثِّفَ من فرص المشاركات الطلابية في الأعوام القادمة، وتعزَّز من جوانبها الإيجابية ؛ كالعمل على زيادة وضع الحوافز والدوافع الكافية من زيارات ورحلات للمعارض والمتاحف المهتمة بمثل هذا الحدث  العريق ؛ فإن ذلك كله يختصرُ علينا كمربين الكثير ؛ ما إذا كنا نريد جيلاً  يعتزُّ بدولته وملاحمها المتجذرة والراسخة في عمق التاريخ ، ويفاخر بوحدتها ولحمتها عبر القرون عن معرفة وإلمام ودراية وهم يحتفون بذكرى تأسيس دولتهم المجيد .