الدراما السعودية تكتسح موسم رمضان.

حكايات حكايات حكايات... يطل رمضان من جديد وتعود معه الحكايات، العتيقة منها والحديثة، الركيكة والمحبوكة، القريبة منا والمستحيلة، تلمع على الشاشات في صراع سنوي لا بقاء فيه لأحد .. لأن تلك العاصفة من المسلسلات الموسمية ستنسى بحلول ليلة العيد وتذوب تماماً ولن تبقى في الذاكرة، قبل أعوام كانت المسلسلات الرمضانية قليلة ومركزة وبقي بعضها خالداً لا يمكن نسيانه، أعمال عظيمة “كليالي الحلمية” و”بوابة الحلواني” و”طاش ما طاش” والمسلسلات البدوية القديمة، لكن في زمن السرعة هذا، كل شيء يتبخر بمجرد عبوره! ربما ترك “العاصوف” بصمته حين استطاع اقتباس الماضي وتجميده في لقطة رائعة تحاكي الزمن الجميل، وعلى إثر العاصوف نرى هذا العام عدداً من الأعمال السعودية التي تدور أحداثها خلال فترة السبعينات الميلادية إلى التسعينات، والحقيقة هي فترة مهمة جداً في تكوين المجتمع السعودي ومليئة بالتحولات والقفزات التي عاشها المجتمع على كل الأصعدة، الاقتصادي منها والديني والاجتماعي ومر بالكثير من الأحداث والمطبات كذلك التي من الممكن أن تكون ذخيرة جيدة لكتابة الأعمال الدرامية والأفلام السينمائية كذلك، وفي هذا العام تعرض شاشة ام بي سي مسلسل “ شارع الأعشى “ على رأس قائمة هذه المسلسلات والمقتبس عن رواية الدكتورة “بدرية البشر” (غراميات شارع الأعشى) ولن أستبق الحكم على المسلسل لكن أجمل ما فيه أن الطابع العام للأحداث مناسب لهذا التوقيت حيث يجمع ما بين الدراما الجادة والخفيفة في مناخ عائلي محبب، وآداء مبهر لعدد من الشخصيات في العمل، والمسلسل من إخراج “أحمد كاتيكسي” وهو مخرج ومنتج تركي، وبطولة “خالد صقر” و”إلهام علي” و”تركي اليوسف” ولفت انتباهي الآداء الرائع للممثلة “عائشة كاي” . وتعج الشاشات بمختلف الاعمال السعودية هذا العام مثل “يوميات رجل عانس” حول شاب من مواليد فترة الثمانينات تبحث والدته عن عروس مناسبة له، في إطار كوميدي جميل المسلسل بطولة “إبراهيم الحجاج” وإخراج”أسعد الوسلاتي” و”جاك العلم” في موسم آخر بعد أن أصبحت عائلة أبو صامل مطلباً جماهيرياً، و”الشميسي” وهو مسلسل درامي تدور أحداثه في أحد أحياء الرياض الراقية ما بين مجموعة من الأخوة بعد وفاة الدهم، وتدور أحداثه في فترة الثمانينات الميلادية كذلك وهو من بطولة “ريم عبدالله” و”عبد الاله السناني” وإخراج “محمد لطفي” والموسم فرصة جيدة لتطوير أدوات الدراما المحلية ونقل الأعمال السعودية إلى مستويات مرضية أكثر فأكثر .