هل يمرّ الوقت سريعًا؟

هل بات الوقت يركض مسرعًا، أم أننا نحن من تغيّرت نظرتنا إليه؟ فالزمن ثابت منذ الأزل، لكن إيقاع حياتنا وتجاربنا هو ما يرسم شعورنا بمروره، فتارة نشعر به كنسمة عابرة حين نُغمَر في السعادة، وتارة أخرى يبدو كظلٍّ ثقيل حين نمرّ بلحظات صعبة. فهل تسارع الوقت حقيقة أم مجرد انعكاس لحالتنا النفسية؟. يقول البحتري: ما أَحسَنَ الأَيّامَ إِلّا أَنَّها يا صاحِبَيَّ إِذا مَضَت لَم تَرجِعِ الآراء عديدة في هذا الموضوع، وثمّة من يرى أن لسرعة الشعور بمرور الوقت علاقة بتقدّم الإنسان في العمر؟ أو لعل ذلك يعود لما يحتشد حوله من أدوات حديثة؛ ووسائط وخدمات إلكترونية متعدّدة شملت كافّة جوانب الحياة، وقد أضحى الإنسان معها مشغولا عن نفسه، والتنافس في مضمار التقنية وإنترنت الأشياء وما يستجدّ في عالم التقنيات على أشدّه ما دام في سبيل راحة الإنسان ورفاهيته. لم تعد وحدك وأنت تقود مركبتك، ومعك جهاز ذكي تنفتح بك شاشته الصغيرة الذكية على كلّ العالم، إضافة لما يحيط بك من رسائل -خصوصًا- إذا ما كنت ممن يتعبون أنفسهم في قراءة كلّ رسالة عبر الواتساب! السؤال عريض وتتنوّع إجابته ؟ ولا علاقة له في دوران الأرض حول محورها. وما يعنينا ذلك الشعور الطبيعي بمروره، ولا أعتقد أن (سؤال الوقت) لدى شخص في مقتبل العمر كشخص آخر في منتصفه، وإن كان الجميع يدرك حقيقية أنه يمرّ، ونرى فعله في الإنسان وجميع الكائنات يقول الشريف الرضي: ما أَسرَعَ الأَيّامَ في طَيِّنا تَمضي عَلينا ثُمَّ تَمضي بِنا في كُلَّ يَومٍ أَمَلٌ قَد نَأى مَرامُهُ عَن أَجَلٍ قَد دَنا ولذلك تجد الإنسان الواعي حريصا على وقته، ويراه كالكنز الثمين، وكذلك تفعل الأمم الراقية الناهضة التي تحسن استثمار أوقاتها، -خصوصًا- والإنسان في ثقافتنا مسؤول عن وقته وعمره فيما أفناه. وكما ورد في صحيح البخاري عن ابن عباس - رضي الله عنهما- قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: “نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة، والفراغ”. البخاري: 6412 الوقت حياة، ومن أتقن استثماره صنع مجده وتفوقه، ومن أهدره فقد ضيّع كنزه. لنجعل كل لحظة توقيعًا على إنجاز لا يزول!”