في الطائرة..!

- كنا مُحَلٌقينَ في الهَوَاءْ كأننا في كَهْفِ كَوْكَبِ يعُومُ في الفضَاءْ كأننا في بطنِ حُوتِ غاطسِ يشقٌ صَدرَ الماءْ - من الرياضِ... باتجاه الشرقِ كُنٌا عابرين مُحَلٌقِيْنَ كالغيُومْ مُعَلٌقِين كالنٌجومْ بينَ الأرضِ... والسماءْ - كنتُ أرَاني في انحناءِ مَقْعدي مُنحنياَ، وقابِعَاَ - مثلَ الجَنين - داخلَ الرٌحِمْ أرقبُ لحظةَ الخروجِ للحياةِ من مَجَاهِلِ العدَمْ، مُنتظراَ للحظةِ الوصولِ والهبُوطْ مُعَلٌقَاَ - كالأخطبوط بينَ حَبْلِ الخوفِ... والرٌجَاءْ - كنتُ أرى الرجالَ والأطفالَ والنساءْ - مثلَ البُذُورِ داخلَ الكبينة وهي بِهِمْ تشقٌ أمواجَ الرياحِ من مدينةِ.. إلى مدينة ومن عُبَاب بحرِ هائجِ.. إلى مَجَاهِلِ الصحرَاءْ...! - الطائرُ الميمونُ فوقَ الغيمِ قد أحَلٌنا على بساط الريحِ قَد أقَلٌنا... بفِكْرِ مَنْ تجاوزوا حواجِزَ الكلامْ...، بِفِكْرِ من صَانُوا عقُولَهُمْ عن لَوثَةِ الأوهَامْ، وفجٌرُوا الطاقاتِ في صُروحِ العلمِ..، المُثمرِ... البَنٌاءْ - أمضيتُ جُلٌ رحلتي مُسْتَغْرِقاَ في بَحرِ حَيْرتي...! دخلتُ في زوبعةِ من التفكير: كيف لهذا الجسدِ الثقيلْ، كيف لهذا المُستطيلْ أن يحملَ الأثقالَ والبَشَر، ثُمٌ يطيرْ - كطائرِ صَغيرْ في كَبِدِ السماء...؟! وصِرتُ أغفو - تارةَ - و- تارةَ - يخْنِقُني السؤالُ عن علُومِ الجهلِ والغَبَاءْ: ما قيمةُ العِلْمِ الذي يُعِيدُنا ... إلى الوَرَاء...؟! ما قيمةُ العلمِ الذي لم يخترع سوى ثقافةِ الرٌثاءِ والبُكَاءْ...؟!! ما قيمةُ العلمِ الذي لم يبتكر سوى قصائدِ المديح والهِجَاءْ...؟!!! - وفي خِضَمٌ هذه التساؤلاتْ حَاوَلْتُ أنْ أربِطَ بينَ الكَوْنِ.. والإنسانِ في مُحيط المُنجزاتْ...! فَلَمْ أجِدْ مَجَالاَ للمُقارَنَة..! ولَمَ أجِدْ وسيلَةَ واحِدَةَ لِعَقْدِ هذهِ المُوازَنَة..!! هُنا خلصتُ مِن أسئلتيْ، خَرَجْتُ مِنْ شِبَاكِ حَيْرَتيْ، وهَبَطَتْ طائرَتيْ، و - فَجْأةَ - على شواطئ اليقينِ رَسَخَتْ قَنَاعَتي: بأنٌ العِلْمَ في هذا الزٌمَنْ إلَّمْ يكُنْ مثلَ الغُيُومِ المُمطرَة وكالأشجارِ المُثمرَة يُقَدٌمُ الغذاء والدواء ويمنحُ العقُولَ طاقةَ الإبداعِ والنٌمَاء..! فَهْوَ بكُلٌ: فَلْسَفَاتهِ..، وكُل: جَامِعَاتهِ...، وكُلٌ: مُخْرَجَاتهِ.... هَبَاءُ.. في.. هَبَاءْ بتايا - تايلاند 2025/1/1 م