جهةُ التأويل.

بحقِ عينيكِ خلِّ الشِّعرَ للشُّعَرا فإنهم حيثُ وادي غَيّهمْ أُسَرا هو السبيلُ الذي من تيهِهِ عبروا إلى مساءاتِهم حتى غدوا أُمَـــرا وهُمْ على ضفةِ الناجينَ لم يجدوا إلا مَغَبَتهُ كي يقتفوا الأثَرَ باتوا على ذمةِ المعنى يؤرقُهم ما غابَ من ليلِهِ الداجي وما ظَهَرَ وما توغلَ فيهم من معالجةِ الذكرى (م) التي كلما عادتْ جَرَت نَهَرا ما طالَ ليلُ السُّرى إلاّ ليَمنَحَهم صبحاً به يشنؤون الليلَ والسَّهَـرَ بحقِ عينيكِ هُزّي جذعَ ساريةِ ال أشواقِ تُسقِطْ عليكِ الهوى سِيَرا مُرّي على جهةِ التأويلِ واقتربـي من المعاني كثيراً واقرئي الصُّورَ ستمكُثينَ طويلاً غيرَ عابئةٍ ستسألينَ : أطالَ الليـلُ أم قَصُــرَ؟ لا وقتَ للشعرِ- إلا الشعرُ - سيدتي هذا الذي عنه -في كلِ الورى- أُثِرَ روحٌ تحلِّقُ فيها ألفُ سانحـــةٍ تنأى. ويشقى بها العشـــــاقُ والشُّعَرا غمامةٌ لستُ أدري مُذْ متى نشأتْ؟ وكيفَ أثقلتِ الأرياحَ والمطرَ ؟ وكيف ألقتْ على الدنيا عذوبَتَها سِحراً؟ فما هاهُنا إلا وقد سُحِرَ ! وماردٌ سلَّ من جنبيهِ شوكتَهُ وقَدَّ ناصيةَ الأشياءِ واسْتَتَرَ والحالمونَ بما أوتوا وما سُلِبوا يرونَ كلَّ طريقٍ مُشْرعٍ سَفَرا يُؤطرونَ بقايا صبرِهم وَرَعاً ويكتفونَ من الذكرى بما عَبَرَ ما قال قائلُهم إلا لتَندفعَ ال أنفاسُ حرَّى وتجري في المدى خَبَرا وأنتِ أوتيتِ سَقفَ القولِ فاعتمري تاجَ المجازاتِ واختالي به قَمَـــــرا وأسمعينا حديثاً غيرَ متصلٍ بكلِّ أسنادهِ إلا لمنْ كُسِــــــرَ يحقُ للحظةِ المُثلى -وقدْ سنحَتْ- أنْ تحتفي بكِ ، بالنورِ الذي انتشرَ وأنْ تشاغبَ ( ليلى) كلما فَتَحتْ للعزفِ نافذةً أو داعبتْ وتَرا وليسَ أبلغُ من رمشٍ هوى كسَلاً ما عادَ منكسرًا بل عادَ منتصِرا في كلِّ موقعةٍ يلقي تحيتَهُ على ضحاياهُ مزهواً ومفتخِرا كما يشاءُ ، يعيدُ الآنَ كرَّتَهُ لم نتعظْ ، لم نتبْ ، لم نتخذْ حَذَرا نَمضي. وفينا طُعونٌ كلما برئتْ عادتْ جِراحاً. وعادَ القلبُ مُنكَسِرا