مدارس الرياض..

خمسة عقود وأجيالنا تقود.

سعدت أسرة مدارس الرياض للبنين والبنات ؛ إدارة ومعلمين ، ومعلمات وطلاّباً وطالبات ، وخريّجين وخرّيجات بذكرى مرور أكثر من خمسين عاماً على بداية المسيرة الجادّة لهذه المدارس المتميّزة التي لا تهدف للربح المادّي وإنّما لإعداد أبنائها وبناتها الإعداد الأفضل لخدمة دينهم وبلادهم السعوديّة الغالية وقيادتها الكريمة السَّامية في ضوء التعاليم الإسلاميّة الكريمة والقيم العربيّة الأصيلة ؛ ولذا أقامت المدارس حفل احتفاءٍ بهذه الذكرى العزيزة مساء يوم الجمعة السادس عشر من رجب عام 1446 هـ الموافق 16 يناير 2025 م يحمل شعار (خمسة عقود وأجيالنا تقود) تحت رعاية كريمة من مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز (حفظه الله وأطال عمره عزّاً وذخراً للإسلام والمسلمين) وبمتابعة حكيمة من خرّيجها البارّ الوفيّ صاحب السموّ الملكيّ الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز وليّ العهد الأمين رئيس مجلس الوزراء (حفظه الله ورعاه وأدام عزّه وتوفيقة لكلّ ما فيه الخير والإزدهار للوطن والمواطنين). إنّ قصّه مسيرة هذه المدارس الأهلية التعليميّة التربويّة غير الرّبحيّة تزدان منذ إنشائها وحتى الآن طيلة خمسة وخمسين عاماً بومضات مضيئة وباقات عطرة في مجالات المسؤوليّة الإجتماعيّة والإهتمامات الفكريّة والوطنيّة والرعاية الأبويّة والتربويّة التي واكبتها منذ بداية إفتتاحها في العام الدراسي 1390 / 1391 هـ ، برعاية كريمة وتوجيهات حكيمة بعد توفيق الله من سيّدي الجليل رئيسها الفخريّ الملك المفدّى سلمان بن عبد العزيز الذي كان آنذاك ( أطال الله عمره وجزاه بخير الجزاء ) أميراً لمنطقة الرياض ، وبحرص واهتمام من أصحاب المعالي والسعادة رئيس وأعضاء مجلس الإدارة التأسيسي لهذه المدارس برئاسه معالي الأستاذ الجليل عبد الله بن عبد العزيز السديري ( رحمه الله ) حيث ضمّ المجلس في عضويته كلاً من أصحاب المعالي والسعادة الذين شاركوا معالي الأستاذ السديري في مناقشة فكرة إنشاء هذه المدارس غير الربحيّة وتعاونوا معه في العمل على إنجازها وهم : ـ •صاحب المعالي الدكتور عبد العزيز بن عبد الله الخويطر •معالي الأستاذ فيصل بن محمد الشهيل •سعادة المهندس عمر عبد الفتّاح عقّاد •سعاده اللواء متقاعد ابراهيم بن محمد المالك •سعادة الأستاذ عابد خزندار •سعادة الدكتور إحسان شاكر (تغمّدهم الله جميعاً بواسع رحمته ومغفرته) وبحكم أن هذه المدارس لم تكن تهدف للربح المادّي فقد انتدبت وزارة المعارف في ذلك العام سعادة الأستاذ ( جميل ياسين فطاني ) (رحمه الله) مديراً عامّا للمدارس منذ إفتتاحها وحتى عام 1396 هـ ، ومن الجدير بالذكر أن معالي الأستاذ عبد الله السديري ( رحمه الله ) قد أوضح في لقاء صحفي تمّ نشره في الكتاب السنويّ لمدارس الرياض خلال العام الدراسي 1405/ 1406 هـ قال فيه: ـ ( إن فكرة تأسيس هذه المدارس بدأ التشاور حولها قبل سنتين من إفتتاحها في بداية العام الدراسي 1390/ 1391هـ ) ؛ حيث كنتُ وبعض الزملاء المهتمين بالثقافة والتعليم في حديث عن حاجة الرياض إلى مدارس تحمل طابعاً متميّزا لا هو حكوميّ محض، ولا تجاريّ يستهدف الربح المادّي، بل يجمع بين الحداثة في أدائه التربويّ والتعليميّ والمحافظة على القيم الدّينيّة والإجتماعيّة، وكان الدافع لذلك أن البعض من المواطنين في بلادنا يعانون من وجود أولادهم خارج المملكة للدراسة في بيروت والقاهرة وفي بعض الدول الأوروبيّة في وقت بدأت خلاله بعض هذه الدول تعاني من أزمات سياسيّة؛ ولذا اتفقت مع الزملاء الذين شاركوني فكرة التأسيس على عرضها لنظر صاحب السموّ الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز حيث وافق عليها ( حفظه الله ) وشجّعنا على مواصلة العمل من أجلها وتفضّل بالموافقه أن يكون سموُّه الرئيس الفخريّ لها ؛ فجاءت هذه الموافقة الكريمة من سموّه ( بعد توفيق الله ) دفعة قويّة للمدارس في بداية افتتاحها وتشجيعاً لمسيرتها بكلّ نجاح وخطوات فساح . كما قال معاليه ( رحمه الله ) في حديثه عن بداية خطوات المدارس ((بأنّه تم بعد موافقة سمو الأمير سلمان تشكيل أوّل مجلس إدارة لها من الزملاء الذين ناقشتُ وإيّاهم فكرة تأسيسها ودراسة أهدافها ، وكان أوّل إنجاز لهذا المجلس وضع النظام الإداريّ والماليّ الذي ستسير عليه المدارس في نهجها لتحقيق أهدافها ، ثمّ تمّ توجيه الدعوة مرفقةً بنسخة من النظام المقترح لمن توسّم أعضاء المجلس فيهم الرغبه في إنشاء هذه المدارس للتصديق على نظامها ومن ثمّ المشاركة في متابعة مسيرتها ؛ وأوضح معاليه ( رحمة الله ) أن التسجيل في مدارس الرياض للبنين والبنات كان متاحاً للجميع لا تمييز فيه بين طالب وآخر ولا أولويّة في القبول إلاّ في ضوء مدى الفروق بين المتقدمين من الطلاّب والطالبات في القدرات والتحصيل الدراسي ولذلك التحق بالدراسة فيها عدد كبير من الطلاّب والطالبات السعوديّين وغير السعوديّين )) . ومن الجدير بالذكر أن مدارس الرياض للبنين قد حظيت بثقة أخرى من سيّدي رئيسها الفخري حين تفضّل (أطال الله عمره) خلال السنوات الأولى من بداية مسيرتها الدراسية بإلحاق نجله الكريم (صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن سلمان بن عبد العزيز) بالمرحلة الابتدائية في المدارس حيث كان (آنذاك) حفظه الله الأصغر سنّا من أنجال سيّدي الملك المفدّى (حفظهم الله جميعاً وأدامهم ذخراً وفخراً لوطنهم ومواطنيهم) . . وقد كانت (مدارس الرياض للبنين والبنات) ولا تزال ملتزمة في نهجها التعليمي بتدريس الموادّ الدّراسيّة المقرّرة للمدارس الحكوميّة من ( وزارة المعارف ومن الرئاسة العامّة لتعليم البنات ) مع أحقّيتها في إضافة ما يقرّره مجلس إدارتها من موادٍّ تعليميّة أخرى في اللّغات الأجنبية والمواد العلميّة والأنشطة اللاّصفيّة . وفي بداية العام الدراسي 1397/ 1398هـ ، تمّ اختيار سعادة الأخ الأستاذ عبد الله بن محمــد الشويعـر من لدن ( وزارة المعارف ) مديراً عاماًّ للمدارس ؛ وحيث إرتأى مجلس الإدارة آنذاك في تلك الفترة برئاسة صاحب المعالي الشيخ تركي بن خالد السديري إحداث منصبين جديدين هما ( مدير مدارس الرياض للبنين ) و (مدير الشؤون الماليّة ) فقد تشرّفتُ شخصيّاً خلال الفصل الأوّل من ذلك العام بإعارة خدماتي من وزارة المعارف للعمل (مديراً لمدارس الرياض للبنين ) وكذلك تمت إعارة الأخ الأستاذ عبد الرحمن بن عبد العزيز المانع ( رحمه الله ) مديراً للشؤون الماليّة . . وقد شرفت وزملائي في المسؤولية الإداريّة والتعليميّة (ولله الحمد والثناء) طيلة الأربعة عشر عاماً التي أمضيتها في خدمة المدارس بالتعاون التربويّ والتعليميّ المعطاء مع الآباء الأجلاّء الذين نالت المدارس ولله الحمد جميل ثقتهم وعلى رأسهم قدوة الآباء في المتابعة والاهتمام مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك الجليل فهد بن عبد العزيز (تغمّده الله بواسع رحمته ومغفرته وأسكنه الفردوس الأعلى من جنّته) وجزاه تعالى بخير الجزاء عن أسرة هذه المدارس آباءاً وأمهات ومسؤولين ومسؤولات وخرّيجين وخرّيجات على تفّضله (طيب الله ثراه) بإهدائه للمدارس مبانيها الحاليّة الواقعة شرق معهد العاصمة بحيّ النموذجيّة والتي أعطت لها في مسيرتها التعليميّة مجالاً أشمل وتأثيراً أفضل في إفادة واستيعاب طلاّبها وطالباتها بكلّ ما فيها من فصول تعليميّة ومختبرات علميّة وصالات للأنشطة الثقافيّة والفنيّة وملاعب وساحات رياضيّة وقاعة كبرى لحفلاتها السنويّة تتّسع لأكثر من ألف ومئتي مقعد ؛ تمّت تسميتها (بقاعه الملك سلمان بن عبد العزيز ) اعتزازاً وامتناناً ووفاءاً لرُبّان سفينة هذه المؤسَّسة التعليميّة غير الربحيّة ورئيسها الفخري مليكنا الجليل سلمان العزم والاهتمامات البنّاءة الرّائده في مسيرة الأجيال الصاعدة . . وحيث تضّمن النظام التأسيسي للمدارس الذي تفضّل سيّدي الرئيس الفخري بدعمه والموافقة عليه بأن تكون الجمعيّة العموميّة لآباء طلاّب وطالبات ( مدارس الرياض) هي الجهة المشرفة على رسم السياسة التربوية والتعليمية والماليّة والإداريّة لها ومتابعة تنفيذها ، وانتخاب أعضاء من الجمعية العموميّة للآباء للعمل متعاونين متطوّعين لرئاسة وعضويّة مجالس إدارتها بواقع مدّة عامين دراسيّيّن لكلّ مجلس إدارة قابلة للتجديد في التعاون مع مسؤولي الإدارة العامّة والإدارة المدرسيّة استشارة ومتابعة ؛ فقد سعدتُ خلال الأربعة عشر عاماً التي أمضيتها في خدمة هذه المدارس الغالية في أعماقي بالعمل والتعاون مع عدد من أصحاب السموّ والمعالي والفضيلة والسعادة الآباء الكرام الذين تعاقبوا متطوعين خلال تلك الأعوام (جزاهم الله خيراً ) على رئاسة وعضويّة مجالس إدارة المدارس رغم أعباء التزاماتهم الرسميّة والعمليّة الخاصّة بهم فأسهموا بكل إخلاص واهتمام أبويّ وتربويّ في التعاون البنّاء مع القائمين على إدارتها وخدمة مسيرتها تحت رعاية الله ثم توجيهات (رئيسها الفخري المعطاء سيّدي سلمان العزم والإخلاص والوفاء) حيث حظيتُ وأخي المدير العام عبد الله الشويعر ومسؤولي ومسؤولات المدارس (آنذاك) بالعمل والتعاون مع سبعة مجالس للإدارة تعاقب على رئاستها لكلّ فترة كلٌّ من : ـ •صاحب المعالي الشيخ تركي بن خالد السديري . . وزير الدولة ورئيس الديوان العام للخدمة المدنيّة سابقاً ( حفظه الله ). • معالي الدكتور ابراهيم بن محمد العواجي . . وكيل وزارة الداخلية سابقاً (حفظه الله) حيث انتخب رئيساً لمجلس الإدارة لثلاث فترات. • صاحب المعالي الدكتور فايز إبراهيم بدر. . وزير الدولة والرئيس العام للموانئ سابقاً ( رحمه الله ). • صاحب المعالي الأستاذ الدكتور محمد بن أحمد الرشيد . . وزير التربية والتعليم سابقاً ؛ حيث كان رئيساً لمجلس إدارة المدارس خلال فترة عمله (رحمه الله) مديراً عامّاً لمكتب التربية لدول الخليج العربيّة . . • معالي الأستاذ حمد بن ابراهيم الرشودي ؛ الرئيس العام لمصلحة الجمارك سابقاً ( حفظه الله ). وكان حقّا لكلّ منهم ولزملائهم الأجلاء أعضاء مجالس الإدارة في تلك الفترات بصمات وآراء جليلة في مسيرة التطوير لهذه المدارس من النواحي التعليميّة والتربويّة والأعمال الإداريّة والماليّة ، ودعم الأنشطة اللاّصفيّة الثقافيّة والرياضيّة والفنّية وتقوية أواصر التعاون التربويّ بين الآباء والمعلّمين في مدارس البنين وبين الأمّهات والمعلّمات في مدارس البنات ، ودعم الهيئة الإداريّة والتعليميّة في المتابعة والتعامل مع جميع الطلاّب والطالبات بالعدل والمساواة في الثواب والعقاب ، وفي إعداد التقارير التعليميّة التي كان يتم إرسالها للآباء وللأمهات في دفتر الواجبات اليوميّة وفي التقارير الشهريّة والفصليّة من مشرفي ومشرفات المراحل الدراسيّة ومن الإدارة دون أيّ مجاملة أو مواربة ؛ وفق آليّة خاصّة بالمدارس تفضّل بالموافقة والتأكيد عليها سيّدي الجليل الوفيّ الرئيس الفخري للمدارس . . ومن الجدير بالذكر أنه كانت لصاحب المعالي وزير الدولة الأستاذ الدكتور مطلب النفيسة بصمة معطاءة في مراجعة النظام الأساسي لمدارس الرياض الذي صدر عام 1390 هـ ، وتطويره بما يتواكب مع مسيرة التنمية والازدهار في بلادنا الغالية وما يستجدّ فيها من تنظيمات إداريّة وماليّة ومناهج دراسيّة حيث وافقت الجمعيّة العموميّة للآباء في اجتماعها بتاريخ 27 رجب 1405 هـ ، برئاسة سموّ الرئيس الفخري ( أيّده الله) على الصيغة الجديدة لنظام المدارس التي أشرف على إعدادها معالي الدكتور مطلب (حفظه الله ورعاه ) . . ولولا خشية الإطالة على القارئ العزيز لهذه المقالة بمناسبة الاحتفاء بمرور خمسة عقود على إنشاء (مدارس الرياض) لأشرت في هذا المقام إلى إسهام بعض الآباء الكرام الذين شاركوا متطوّعين في عضويّة مجالس الإدارة لهذه المدارس غير الربحيّة بجهود أبويّة تربويّة أسهمت بكل إخلاص ووفاء في ما وصلت إليه المدارس ولله الحمد من تميّز وحسن عطاء ؛ ولكن أرجو أن تجد تلك الإسهامات المخلصة من الإخوة الأجلاّء الرؤساء والأعضاء الذين تعاقبوا مجالاً أوسع لتدوينها في أحد أعداد (الكتاب السنوي) للمدارس بإذن الله . لقد تشرّفت ( مدارس الرياض للبنين والبنات) خلال هذه العقود المضيئة من مسيرتها المباركة بكريم رعاية واهتمامات وتوجيهات سيّدي الملك المفدّى سلمان بن عبد العزيز منذ كان أميراً لمنطقة الرياض حيث كان (حفظه الله) يرأس الاجتماع السنوي لأولياء أمور الطلاّب والطالبات في أعوام دراسية عديدة ويتوّج بتوقيعه الكريم جميع المحاضر والقرارات الصادرة منها ، وكان ( حفظه الله ) يوصي إدارة المدارس ومسؤولي التعاقد فيها على الدّقة في الاختيار الأفضل للمعلمين والمعلمات والمشرفين والمشرفات من السعودييّن وغير السعودييّن والتأكّد من أن يكونوا جميعاً من ذوي الكفاءات العلميّة المتميزّة والخبرات التعليميّة الجيّدة ومن ذوي الاعتدال الفكريّ المحافظ على القيم الإسلاميّة والاجتماعيّة والبعد عن التشدّد والتوجّهات الضالّة والحزبيّة ، حتىّ يكونوا بإذن الله أكثر نفعاً وعطاءاً لأبناء وبنات المدارس في مسيرتهم التعليميّة والتربويّة وفي الإعداد الأفضل للطلاّب والطالبات في خدمة دينهم ووطنهم ومواطنيهم بعون الله وتوفيقه. وكان ( أطال الله عمره وجزاه بخير الجزاء ) يتابع بروح أبويّة جليلة المستوى التعليمي لأبناء وبنات المخلصين الذين انتقلوا إلى رحمة الله ، ويسأل عن مدى سلوكهم ومواظبتهم الدراسيّة ويتابع نتائج اختباراتهم ، وأتذكّر من كريم الاهتمامات التعليميّة لسيّدي الرئيس الفخري أن يحرص المعلمون والمعلمات على تشجيع الطلاّب والطالبات وخاصّة في المرحلة الثانوية على سعة الاطلاع والمعرفة وحثهم جميعاً على الإستعانة في بحوثهم العلميّة بالمكتبة المدرسـيَّة وعلى تكريم المتفوّقين والمتفوقات دراسيّاً في كلّ مرحلة ، وعلى حثّ الطلاّب والطالبات على المشاركة بروح إسلاميّة في التبرّعات السعوديّة الخيريّة للقضايا العربيّة والاسلاميّة والاجتماعيّة وفي مقدّمة تلك الحملات الخيّرية حملة التبرّعات المباركة التي رعاها ( جزاه الله بخير الجزاء ) تحت شعار ( ادفع ريالاً تنقذ عربيّاً ). ويشرّفني في هذا المقال الصحفيّ عن كريم الرعاية التربويّة السَّـامية والإهتمام الوفيّ ، أن أردّد بعض أبيات شعريّة تشرّفت بإلقائها في إحدى حفلات المدارس التي أقيمت تحت رعايته الأبويّة الكريمة. هـو ســلمان للـمــرؤة رمـــزٌ بــفــعــال عظـيـمة غـــرّاء كـم حبا هذه المدارس حرصاً واهتـمامـاً يـحثّها للــعـلاء فـــإذا الحــرص درّة تتــجــلّى في قلــوب الآبـاء للأبـناء حــكمـة منهــم تــزيل صعاباً وتنير الطريق في الظلماء . . نعم لقد أصبحت مدارس الرياض ولله الحمد عند حسن ظنِّ سيّدي الجليل راعي مسيرتها المعطاءة وحسن ظنِّ الآباء الكرام الذين ألحقوا أبناءهم وبناتهم بها حيث تخّرج منها بتوفيق الله عزّ وجلّ عدد كبير ممن يسهمون حاليًّا بكلّ إخلاص وولاء في مسيرة الازدهار والنماء لوطنهم المعطاء بعد أن وفقّهم الله في متابعة دراستهم الجامعيّة والأكاديميّة وتسنّموا مناصب قياديّة في المسيرة المباركة لبلادهم السعوديّة الغالية ؛ أمراءً لبعض مناطقها ، وأعضاءً في مجلس وزرائها، ومستشارين لقيادتها السامية ، ورؤساء لهيئاتها الوطنيّة وشركاتها الاقتصاديّة ، وأطبّاء متخصّصين في كبار مستشفياتها الحكوميّة والأهليّة ، ومهندسين متميّزين في مجالات نهضتها العمرانيّة ، ومثقفين وشعراء فاعلين في مناسباتها الثقافيّة العديدة إلى جانب المخلصين من أبناء وبنات الوطن الكريم المتميزين في مؤهلاتهم العلميّة وخبراتهم العملية ( بفضل الله وتوفيقه) . . نعم ؛ لقد تشرّفت مدارس الرياض للبنين والبنات وجميع منسوبيها حاليّاً وسابقاً بهذا الحفل البهيّ الذي أقيم بمناسبة الاحتفاء بمرور خمسة عقود على إنشائها وازدادو فخراً واعتزازاً بما تضمنتة الكلمة السامية لقائد مسيرة بلادنا السعوديّة الغالية سيدي الملك المفدّى سلمان بن عبد العزيز ( حفظه الله ) التي ألقاها نيابة عن مقامه الكريم صاحب المعالي وزير التعليم الأستاذ يوسف البنيان ( حفظه الله ) حيث قــال سيّدي الملك الجليـل ( أطال الله عمره وأدامه ذخراً للإسلام والمسلمين ) ، (( إن العلم والتعلّم مهمّة جليلة بها تُبني الأوطان وعليها تُقام الحضارات ونحن نفخر بمدارس الرياض التي تخرّج منها أحد عشر ألف طالب وطالبة من ذوي الكفاءات الذين ساهموا في الارتقاء بالوطن، وكلّنا ثقة بأنّه سيلحق بهم إن شاء الله كفاءات أخرى؛ إذ يدرس اليوم في هذه المدارس ما يزيد عن خمسة آلاف طالب وطالبة وسيزيدون بإذن الله مع خطّة التوسّع المرسومة ، وقد لاحظنا في رعايتنا لمختلف المناسبات والمبادرات التي نظمتها مدارس الرياض واطّلاعنا على خططها ، وجديد نمّوها وتوسّعها في ظلّ ( مؤسسة محمد بن سلمان «مسك») أن مسيرتها ستستمر بإذن الله وستتوسّع آفاقها لتشمل مجالات أرحب ومناطق أكثر لبناء جيل مبتكر )) . . وقد تفضّل (أيـّده الله وجزاه بخير الجزاء ) في ختام كلمته الساميّة قائلاً ( وفي هذا السياق ، نشيد بالجهود المبذولة من قبل القائمين على هذه المدارس من إداريّين ومعلّمين ومعلّمات الذين لم يدّخروا جهداً في توفير بيئة تعليميّة محفّزة تسهم في تنمية مهارات الطلاّب والطالبات وتغرس في نفوسهم قيم الانتماء والوطنيّة) . كما شرُفت ( مدارس الرياض ) بكريم الاهتمام وجميل الرعاية من صاحب السمّو الملكيّ وليّ العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز قدوة الأخيار من شباب الوطن الأبرار الذي ازدادت المدارس فخراً بتخرّجة منها في عام ( 1424هـ / 2002 م ) وبما حباها ( أدام الله عزه وتوفيقه ) من نبيل الإهتمام وكريم العطاء برئاسته في إحدى الفترات لمجلس إدارتها ثم بتفضّله (رعاه الله وحفظه ذخراً وفخراً للإسلام والمسلمين وللوطن والمواطنين) لجعلها تحت مظلّة مؤسسة محمد بن سلمان ( مسك الخيريّة ) عناية بها ومتابعة وتطويراً لها . . وقد تفضّل سمّوه الكريم ( أطال الله عمره وأدام عزّه وتوفيقه ) بمشاركة كريمة في حفل الاحتفاء بمرور خمسة عقود على إنشاء مدارس الرياض تمّ عرضها على شـاشة هذا الحفل قال فيها (( الاستثمار في التعليم ليس خياراً بالنسبة لنا بل هو ضرورة لبناء مستقبل مزدهر لوطننا فهو لا يقتصر على نقل المعرفة بل يزرع قيم القيادة والأثر لتحقيق الاستدامة وجودة الحياة ، ومدارس الرّياض مثال حيّ لهذه الرؤية ؛ صرح انطلق منذ عقود ليغرس في أجياله روح التعليم الراسخ والأثر المستدام )) . وبمناسبة هذا الاحتفاء بمرور خمسة عقود على إنشاء هذه المدارس أشار سعادة الرئيس التنفيذي لمؤسسة محمد بن سلمان « مسك « رئيس مجلس إدارة مجموعة مدارس الرياض الدكتور بدر بن حمود البدر في كلمته التي ألقاها بأن الا بة التي خطّة الإستراتيجية لمجموعة مدارس الرياض في مؤسسة مسك تتضّمن إنشاء أكثر من (44) مدرسة في مختلف مناطق المملكة بحلول عام ( 2034م ) بإذن الله حيث ستتواجد مدارس الرياض للبنين والبنات في عشر مناطق إداريّة وسيتم افتتاح أوّل مدرسة للمجموعة خارج مدينة الرياض في عام (2026 م ) وأضاف سعادته أن مجموعة مدارس الرياض ستركّز على إنشاء وتشغيل مدارس ذات جودة عالية بمناهج دراسيّة متميّزة وبما يتوافق مع أهداف رؤية السعوديّة (2030 م ) . . لقد كانت هذه الومضات المضيئة التي تفضّل بها مولاي خادم الحرمين الشريفين وسموّ سيّدي ولي العهد الأمين ، وما أشار إليه سعادة ( رئيس مجموعة مدارس الرياض ) وما حقّقته المدارس في مسيرتها طيلة تلك الأعوام الدراسيّة المباركة من أهداف وإنجازات معطاءة أفضالاً عظيمة من الله العليّ العظيم لا يجد خريجوا المدارس وخرّيجاتها ومن تشرّفوا بالعمل فيها وشاركوا في رئاسة وعضويّة مجالس إدارتها إلاّ أن يشكرو الله عليها وأن يزدادوا فخراً واعتزازاً بمدارسهم وبمسيرتها ، والتعاون في دعمها وخدمتها ، وقد تجلّت بعض هذه المشاعر في نفوس الذين تلطفّوا بحضور ذلك الحفل البهيّ من أصحاب السمو والمعالي والسعادة خرّيجي وخرّيجات المدارس وعدد من الآباء والأمهات وممّن تشرّفوا بالعمل فيها خلال تلك السنوات ، فأبدى الكثير منهم رغبة جادّة بتكوين جمعيّة تعاونيّة لخرّيجيها وخرّيجاتها يستطيعون من خلالها التعاون بإذن الله مع مؤسسة مسك ومع مسؤولي الإدارة العامّة لخدمة مدارسهم ودعم مسيرتها. لقد كانت تلك الأمسية الجميلة أمسية مدرسيّة فيّاضة بمشاعر المودّة والأخوّة والوفاء وذكريات مشاركة الكثير منهم خلال دراستهم بهذه المدارس في برامجها التعليميّة وأنشطتها اللاّصفيّة وحفلاتها السنويّة التي سبق أن شرُفت برعاية وحضور سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز ، وسيّدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وسادتي الأجلاّء أصحاب السمّو الملكيّ الأمراء سلطان بن عبد العزيز ونايف بن عبد العزيز وعبد الرحمن بن عبد العزيز (تغمّدهم الله جميعاً بواسع رحمته ومغفرته وأسكنهم جميعاً الفردوس الأعلى من جنّته ). كما حظيت تلك الحفلات السنوية والمناسبات المدرسيّة خلال تلك العقود الزاهية برعاية وتشريف مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك المفدّى سلمان بن عبد العزيز ( حفظه الله وأطال عمره في خير وصحة وعافية ) وبالرعايه ونبيل الاهتمام من صاحب السمو الملكيّ الأمير الجليل الوفيّ محمد بن سلمان بن عبد العزيز وليّ العهد رئيس مجلس الوزراء ( أدام الله عزّه وتوفيقه لكل ما فيه خير الدنيا والآخرة ) . . ومن أطرف ما أسعدني وأبكاني خلال احتفال المدارس بمرور خمسة عقود على مسيرتها هو أداء طلاّبها وطالباتها حاليًّا في أحد فقرات الحفل لنشيد (مدارسي مدارسي مدارس الرياض) الذي شرفتُ بكتابته عام 1398 هـ ، ولنشيد ( مليون هلا ومرحب ) الذي شرفتُ بكتابته عام 1402 هـ ، في حفل افتتاح المباني الحاليّة للمدارس في ( حيّ النموذجيّة ) برعاية وحضور مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز ( طيّب الله ثراه ) وفي هذه الفقرة تذكّرت وقد مضى على مناسبة تقديمها أربعة وأربعين عاماً دراسيًّا ؛ أحبتي الزملاء الأعـزّاء الذين كانوا يشاركون بكلّ إخلاص وحسن عطاء في إعداد فقرات الحفل وألحان أناشيده وتدريب الطلاّب على أدائـها فذرفت عيناي الدموع حزناً على من مات منهم سائلا الله أن ( يتغمدّهم بواسع رحمته ومغفرته وأن يجزيهم تعالى بخير الجزاء ) ثم استرعى انتباهي مشاركة بعض الحاضرين والحاضرات للحفل من خرّيجي وخرّيجات المدارس في ترديد أداء هذين النشيدين فسعدت كثيراً بما لا يزال في نفوسهم لمدارسهم من مودّة ووفاء . . وبعد هذه الومضات المضيئة والذكريات الغالية التي أشرت إليها في هذه المقالة بعد أن تداعت في ذاكرتي عن المسيرة المباركة لهذه المدارس وسعدت بها أثناء حضوري حفل الاحتفاء بذكرى خمسة عقود على بدايتها تلبية لدعوة أخويّة كريمة من سعادة الرئيس التنفيذي لمؤسسة « مسك الخيريّة « و(رئيس مجلس إدارة مجموعة مدارس الرياض للبنين والبنات ) الأخ الدكتور بدر بن حمود البدر ، وسعادة الأخ الأستاذ عبد الغفور بن عبد العليم عبد الحليم ( مدير عام مجموعة مدارس الرياض في مؤسسة محمد بن سلمان ( مسك الخيريّة ) حفظهم الله وأمدّهما بالعون والتوفيق لكل خير . . حيث شرفت في هذا الحفل المزدان بالرعاية والمتابعة الكريمة السّامية وسعدت ( ولله الحمد ) بجميل اللقاء ومشاعر الوفاء الصادقة من أصحاب السموّ والمعالي والسعادة الأحبّة الأعزّاء خّريجي المدارس وخريّجاتها خلال السنوات الماضية (زادهم الله جميعاً خيراً وبركة وثقة ورفعة وعوناً وتوفيقاً لكلّ ما فيه خير الدنيا والآخرة ) . . وازددت حقّا في تلك الأمسية المباركة شرفاً وسعادة وأنا أستلم درع التكريم من صاحب المعالي وزيرالتعليم الأستاذ الجليل يوسف البنيان الذي حضر رعاية هذا الحفل نيابة عن سيدي الكريم الملك المفدّى سلمان الوفاء والعزم والعطاء (أطال الله عمره وأعانه وأدامه عزّاً وذخراً للإسلام والمسلمين وللوطن والمواطنين) ولا أجد إزاء ما لقيته من كريم حفاوة صاحب المعالي وزير التعليم وسعادة أخي الدكتور بدر بن حمود البدر الرئيس التنفيذي لمؤسّسة مسك الخيريّة إلاّ أن أزجي لهما صادق الشكر والامتنان ولسعادة مدير عام المدارس الأخ عبدالرحمن الغفيلي ولجميع الإخوة الأعزّاء القائمين على إدارة مدارس الرياض واستمرار مسيرتها في التميّز وحسن العطاء ، وفي ختام هذا المقال عن جميل الذكريات في مسيرة مدارس الرياض للبنين والبنات أتشرف برفع أسمى آيات الشكر والامتنان والولاء والعرفان لمقام مولاي الجليل الملك سلمان بن عبد العزيز على ما تفضّل به عليّ وعلى الزملاء والزميلات في المسيرة الإداريّة والتعليميّة والتربوية لهذه المدارس من كريم التوجيهات السّامية والحرص الأبويّ والتشجيع والرعاية الحانية لطلاّبها وطالباتها في مسيرتهم التعليميّة ، طيلة تشرّفها وتشرّفهم برئاسته الفخرية الكريمة لها ، وأتشرّف برفع أصدق عبارات التقدير والفخر والامتنان لمقام سيّدي صاحب السموّ الملكيّ وليّ العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان الذي ازدادت المدارس عزّاً وفخراً بتخرّجه منها وبما حباها من نبيل الاهتمام وجميل المتابعة لمسيرتها وتفضّله بجعلها تحت مظلّة (مؤسسة محمد بن سلمان ؛ مسك الخيريّة) عناية بها وتطويراً لها لأنها لا تهدف للربح المادّي وإنمّا تهدف للبناء العلميّ والعطاء الوطنيّ ، وأبتهل إلى الله العليّ العظيم أن يحفظ سيّدي خادم الحرمين الشريفين الملك المفدّى سلمان الحزم والعزم والوفاء ، وصاحب السموّ الملكيّ الأمير محمد بن سلمان قدوة شباب الوطن في تحقيق أهداف رؤية الخير والازدهار والعطاء وأن يجزيهم عن مواطني ومواطنات بلادنا السعوديّة الغالية بخير الثواب والجزاء ، وأن يديمهم تعالي عزّاً وفخراً وخيراً وذخراً للإسلام والمسلمين وللوطن والمواطنين . . *مدير مدارس الرياض للبنين سابقاً وعضو مجلس الشورى سابقاً.