شكر وتقدير للنادي الأدبي بجدة.

سعدت بالدعوة الكريمة من النادي الأدبي الثقافي بجدة لحضور فعاليات (ملتقى قراءة النص الحادي والعشرين) الذي يحمل عنوان: (التاريخ الأدبي والثقافي في المملكة العربية السعودية بين الشفاهية والكتابية) في الفترة من 5-7 شعبان 1446هـ الموافق 4-6 فبراير 2025م. وقد فوجئت باختياري الشخصية المكرمة والمحتفى بها بهذا الملتقى باعتباري سبق أن سجلت لقاءات مختلفة بمكتبة الملك فهد الوطنية باسم (التاريخ الشفوي للمملكة). حاولت الاعتذار لوجود منهو أحق مني بالتكريم، ولكنهم أصروا ولم يكن لي إلا الموافقة، والذي سرني وأسعدني حضور عدد كبير من المهتمين من جميع أنحاء المملكة من القريات وحائل وتبوك شمالاً، ومن جازان وعسير جنوباً، ومن القطيف والأحساء والدمام شرقاً، ومكة المكرمة والمدينة المنورة غرباً، وما بينهما. وحضر حفل الافتتاح عدد كبير من الجنسين وأغلبهم من أعضاء هيئة التدريس بالجامعات يتقدمهم أصحاب المعالي الأساتذة والدكاترة: إياد مدني، وعبدالعزيز خوجة، وفهد السماري، وسهيل قاضي. وقد وزع بالحفل كتاب وثائقي يضم شهادات وانطباعات لنحو أربعين أديباً باسمي المتواضع (محمد عبدالرزاق القشعمي.. ذاكرة الثقافة وعراب التدوين.. بأقلام نخبة من المثقفين) إضافة لما تضمنه البرنامج من كلمات تشيد بأهمية تدوين التاريخ أعقبه فيلم وثائقي عن جهود النادي في الملتقيات السابقة، وتضم شهادات مختصرة عن دوري المتواضع، للأحبة: حمد القاضي، وحسن حجاب الحازمي، وعبدالعزيز السبيل، ومحمد عبدالرحمن الربيع، ومحمد السيف. وتم تكريم راعي الملتقى الأستاذ سعيد بن علي العنقري، وشخصي الضعيف، أعقبه كليمة ألقيتها شاكراً للنادي حسن ظنه باختياري لهذه المناسبة. ثم أقيمت ندوة حوارية شارك بها الأساتذة: محمد بن عبدالكريم السيف من حائل، والسيد عدنان محمد العوامي من القطيف، ومحمد صالح الهلال من الأحساء، وأدارها باقتدار الدكتور محمد بن عبدالرحمن الربيع رئيس نادي الرياض الأدبي الأسبق. وزع بالمناسبة كتاب (تجربتي مع التاريخ الشفوي) والذي سبق أن نشره نادي الطائف الأدبي، وكتاب أصدره النادي بالمناسبة يضم شهادات بعض الأساتذة عن الشخصية المكرمة بـ 210 صفحات واختتم بصور لأغلفة ما صدر لي من كتب. استمرت فعاليات الملتقى ليومي الأربعاء والخميس 5-6 فبراير 2025م وأغلب الأوراق المقدمة والتي تجاوزت 35 ورقة تدور حول التاريخ وتدوينه بين الشفاهية والكتابية. وقد خصص الدكتور صالح معيض الغامدي ورقته لعملي باسم: (جهود محمد القشعمي في تدوين السير الذاتية الشفوية) قال فيها:» تهدف هذه الورقة إلى دراسة السير الذاتية الشفوية التي قام القشعمي بتسجيلها وتدوينها، وتحاول الإجابة على بعض الأسئلة المهمة التالية: ما معايير اختيار الشخصيات التي عني القشعمي بتدوين سيرهم الذاتية؟ وما هو المنهج المتبع في تسجيل هذه السير؟ وهل حافظت السيرة الذاتية الشفوية على ملامحها في الصيغة المسجلة أو المدونة؟ وما هي أبرز الإشكالات التي تواجه انتقال النص الشفوي السيري إلى نص مكتوب، وغيرها من الأسئلة والقضايا المرتبطة بهذا الموضوع، بالإضافة إلى المصادر والمراجع المكتوبة، ستعتمد الورقة على لقاء شخصي مع الأستاذ محمد القشعمي لطرح بعض الأسئلة عليه حول هذه الجهود التي قام بها في مجال جمع السير الذاتية الشفوية وتدوينها». وبدعوة كريمة من معالي السيد إياد أمين مدني، استضاف أغلب المشاركين وضيوف الملتقى مساء الأربعاء وخلال ساعتين قضيناها في حديث حواري ثقافي منوع تخللها إلقاء بعض القصائد، أذكر منها قصيدة الأستاذ عبدالرحيم الأحمدي (بديوية.. بديوية) اختتم بتناول طعام العشاء. وقد حضر اللقاء معالي الدكتور سهيل قاضي مدير جامعة أم القرى الأسبق، والدكتور عثمان الصيني رئيس تحرير جريدة الوطن. وعلى استحياء أذكر أنه قال لي وأكد قوله وكرره ليسمعه الجميع: «أنت تقول في كلمتك البارحة أن لديك ثلاث شهادات: شهادة أن لا إله إلا الله، وشهادة الميلاد، والشهادة الابتدائية، وأنا أضيف شهادة رابعة مستحقة وهي محبة الجميع لك..». فشكرته وأشرت إلى أن من قالها قبلي هو الأستاذ سعد البواردي شفاه الله وعافاه. اختتم الملتقى بعد ظهر الخميس وتليت التوصيات ومنها: التوصية بتأسيس مركز وطني لتدوين التاريخ الشفوي، والعمل على ديمومة الملتقى لحاجة المشهد الثقافي والأدبي لمخرجاته وإفادة الأقسام الأكاديمية بالجامعات وأقسام الدراسات العليا على وجه الخصوص. وتأسيس مركز وطني لتدوين التراث الشفوي السعودي، وتشجيع المرويات الشعبية ودعمها بوصفها رافداً مهماً في تدوين التراث. والاستفادة من التقنيات الحديثة في رصد التراث وجمعه، وتوثيق الفنون والأهازيج والحكايات الشعبية، والسعي الدؤوب من خلال الأبحاث المؤصلة إلى ردم الفجوة بين الأدب المكتوب والرواية الشفهية..». والكل يلاحظ ما يبذله رئيس النادي من جهود ومتابعة لكل صغيرة وكبيرة فهو طوال أيام الملتقى بين الضيوف والمشاركين لحظة بلحظة فله الشكر كل الشكر وليس هو بمفرده بل هناك جنود مجهولون آخرين غير معروفين فلهم الشكر. إلا أن هناك أسماء معلنة وهم أعضاء اللجنة العلمية وإن كانت متوارية عن الأنظار فلها حق الذكر والشكر وهم: الأساتذة والدكاترة: عبدالرحمن بن رجاء الله السلمي، وسعود بن حامد الصاعدي، وعبدالله بن عبدالرحمن الحيدري، وفهد بن محمد الشريف، وفاطمة إلياس، وعبدالرحمن عقيل. وأخيراً فالكتاب التوثيقي والفيلم الوثائقي الذي صاحب حفل الافتتاح فهو جهد كبير يشكر عليه جميع العاملين على إنجازه بدءاً من رئيس النادي ورئيس اللجنة العلمية وغيرهم من الجنود المجهولون، تحية تقدير واحترام للجميع.