الوطن ليس سلعةً تُباع.. و لا كرامةً تُستبدل.

الوطن.. تلك الكلمة التي تحمل في طيّاتها كل معاني العشق و الولاء و الوفاء، ليست مجرد أرضٍ نعيش عليها، بل هي روحٌ تسري فينا، و دمٌ يجرى في عروقنا، و ذاكرةٌ تحمل تاريخاً من التضحيات و الأمجاد. الوطن ليس سلعةً تُعرض في سوق المساومات، و لا كرامةً تُقاس بموازين المصلحة العابرة. هو أغلى من أن يُباع، و أعز من أن يُستبدل. في زمنٍ يحاول البعض أن يجعل من كل شيء سلعةً قابلةً للبيع و الشراء، يظل الوطن عصياً على المساومة. هو ليس رقماً في معادلة، و لا ورقةً في لعبة المصالح. هو ذلك الحصن الذي يحمينا، و الشجرة التي تُظلنا، و النهر الذي يروي عطشنا إلى الانتماء. من يحاول أن يبيع وطنه، أو أن يستبدل كرامته، كمن يحاول أن يبيع ظله، أو أن يستبدل هواءه. الوطنية ليست شعاراتٍ تُرفع في المناسبات، و لا كلماتٍ تُقال في الخطب الرنانة. الوطنية هي فعلٌ يومي، هي إخلاصٌ في العمل، و تضحيةٌ في سبيل الأرض، و دفاعٌ عن القيم التي تجعل من هذه الأرض وطناً يستحق الحياة. الوطنية هي أن نرفض كل محاولة لتشويه صورة الوطن، أو تلميع أعدائه، أو التهاون في الدفاع عن مصالحه. أما الكرامة، فهي تلك الجوهرة التي لا تُقدّر بثمن ، هي العزّة التي تجعلنا نقف شامخين أمام كل محاولة للاستخفاف بنا أو ببلدنا. الكرامة هي أن نرفض أن نكون أدواتٍ في أيدي الآخرين، أو أن نتنازل عن قيمنا من أجل منفعةٍ عابرة. الوطنية أن نعيش بفخر، و نموت بكرامة، و أن نُعلّم أبناءنا أن الوطن أغلى من كل شيء. الوطن ليس مجرد حدودٍ جغرافية، بل هو حكايةٌ نرويها للأجيال القادمة، حكايةٌ عن شعبٍ عرف كيف يُضحّي، و كيف يُحب، و كيف يبني. فلنحفظ هذه الحكاية، و لنكن أوفياء لها، لأن الوطن ليس سلعةً تُباع، و لا كرامةً تُستبدل.