فرصة نسيان شيء.

* سوف يُصدق الناس كل ما تقول ، إذا قلته لهم همساً) هذه الحكمة أو التجربة واقعية ولها حظ كبير من الثبات ، بعضهم يعده قانوناً جاء به مورفي ، ومورفي هذا كابتن ومهندس في القوات الجوية الأمريكية ، قال كلمة مشهورة وهي ( لو هناك احتمال حدوث خطأ ما فسوف يحدث) فتداولها العاملين معه وتبنتها ( ناسا ) ونشرتها الصحف ودرّستها الأكاديميات ، وبعدها انتشر قانون مورفي وكل الحكم والمقولات التي تتعلق بالتشاؤم الساخر، تنسب أو تسمى بقانون مورفي ، وهي مضحكة وحقيقية وفيها فلسفة وتساؤلات وتمر على جميع البشر ، وأذكر مقولة لنجيب المانع في «عمر أكلته الحروف « إن أسعفتني ذاكرتي المثقوبة ، يصف فيها من أراد أن يكذب في قصته خفض صوته، وهنا وقعت في قانون مورفي حيث بحثت عن المقولة في مذكراتي ولم اهتدِ إليها ،وإليك القانون ( فرصة نسيان شيء مهم تتناسب طرديا مع أهميته!) ومن القوانين المضحكة والواقعة والساخرة (إذا وصلت إلى المحطة باكرا تأخر القطار، وإذا كنت مستعجلا فاتك القطار ) (لا ينفك يبرهن لك أنه غبي، وحينما يبرهن لك أنه غبي يظن أنه ذكي ) ومما حصل لي ضياع بطاقتي فوجدتها بعد استخراجها من الأحوال ( يستحيل إيجاد الوثائق الضائعة قبل القيام باستبدالها ). ونختم بالقانون الذي يتكرر يومياً وخاصة في زحام العاصمة الرياض ( المسار الآخر للسيارات يتحرك دائما أسرع من الذي تسير فيه!) وقس عليه جميع طوابير الانتظار ، وهناك رسم كاريكاتوري فديو يصف المشهد وصفاً دقيقا وكيف تنقل بين الصفوف ليصل الأول فكان الأخير ، ومن القوانين المورفية المحرجة حينما يكون عندك مناسبة ، فتنسى جارك ، ومثله لو القيت أو كتبت خطاباً ، وعرجت على ذكر من أحسن إليك ، فستنسى أهم الأسماء ، وما أجمل من وصف قوانين مورفي بأنها ليست رسمية . * الروتين بين الملل والتفوق*) اعتياد العمل وتكراره مدعاة للملل والسأم ، نهرب من الملل إلى الملل .. ماهذا ! ؟ ، اسألوا الأطباء عن الروتين وكيف غيّر حياتهم ، اطّلعوا على سير العظماء كيف صنع منهم عظماء ، شاهدوا حياة الناجحين كيف تأقلمت مع التكرار !، الرتابة تساعدنا في التأقلم مع الضجر ، وتحرك فينا جذوة الإبداع ، هذا الانتظام والاتساق المخطط له والمدروس ، يصنع منك ملهماً، المواءمة بين الروتين والملل ، تصنع مزيجاً من الراحة والسعادة ، وتقضي على الخوف وتعطي الثقة المنضبطة ، إن أعظم شخصية رياضية في التاريخ أو سوبر مان القرن العشرين ، يقول عن نمطه اليومي في التمارين ( أكره كل دقيقة في التمرين ، .. أتعذب الآن ، ولكن سأعيش بقية حياتي بطلاً ) إنه محمد علي كلاي صاحب الكلمة المشهورة « طر كفراشة والسع كنحلة» ، وتصفحٌ سريع لحساب كريستيانو رونالدو في الإنستقرام يعطيك ملخصاً للتمارين التي يقوم بها يومياً تتجاوز الساعات ، وميسم الموهوب لم يعتمد على موهبته فالصحفي الأسباني تتبع سيرة ميسى اليومية ووجد أن لديه القدرة على الاستمرارية في التمارين ، ذكر ذلك أحمد الحقيل في بودكاست ثمانية عن الكتابة والفراغ ، نعود للتاريخ قليلاً فابن حجر لما مر في طريقه على بئر والناس يتعبون في إخراج الماء، لاحظ أن الحبال قد قطعت الحجر، فتعجب وقال: الحبل يقطع الحجر! فجلس خمس سنوات يطلب العلم ولم يتعلم حرفاً واحد ، والله مع الصابرين ، ومع مواظبته وروتينه وتكراره واستمراره في الحفظ والتعلم وطلب العلم أصبح أشهر عالم شرح الصحيح ؛ كانت النتائج مبهرة إنه المثابرة، يقول أحمد العساف الكم الكثير ينتج كيفاً مميزاً، واسأل الشناقطة الحفاظ عن نظامهم اليومي في المحاضر، كيف غيّر حياتهم ، وثبت حفظهم ؟ ، والتسويف سوسة الروتين ،والألم والملل والمعاناة جزء من الاستمتاع بالطفش ؛ فموراكامي يخبرنا ب: (أنَّ المعاناة في النهاية اختيارٌ مكلل بالنجاح ولو بعد حين.) والتكرار جزء من الروتين ، كما أشار لذلك جميس كيلر في عاداته الذرية (فكلّما كررت الفعل، تغيرت بنية الدّماغ بحيث تصير قادرة على تأدية ذلك النشاط بكفاءة ) والاعتياد يولد الاتقان ، والإتقان يتحول إلى قيمة يتميز بها المحترفون، انظر إلى أي حرفة بيدك أو أي مهارة في يد صانع أتقنها ، كيف وصل لذلك؟؛ إنه الالتزام والتكرار الممل ، ذو العاقبة الحميدة، والقاسم المشترك بين الناجحين هي الرتابة اليومية المتمثلة بالاستيقاظ مبكراً ، والالتزام بورد ثابت في قراءة الكتب . الروتين لا يقتل الموهبة بل ينميها ويعززها ، هناك رواية ( حياتك الثانية تبدأ حين تدرك أن لديك حياة واحدة )، لم اقرأها تتحدث عن الروتين وتحويل الرتابة بدمج التقنية بالنشاط لرفاييل جيوردانو الفرنسية ، علينا أن نردد مع المنشد أسامة الصافي : لا تقل فات الأوان وانطلق فالوقت حان إن أردنا وانطلقنا بالمنى جاد الزمان حينما يمضي يومك الملول ، والرتيب ولا شيء يعكر صفوه من مرض وخلافه، فأنت في نعمة تستحق الثناء والشكر .وتصبحون وتمسون على روتين وبروتين. *بريدة