هي وغياب الحاضر .

مستلقية على أريكة الحجرة، تلتحف شالاً باللون البرغندي ، تنظر إلى الدخان المتصاعد من كأس الشاي بين يديها و يذوب بصرها هناك، تتساءل: إلى اين أتجّه؟ و من اين عُدت؟ ترفع بصرها للأعلى و صوت في نفسها يئن: وماذا أريد؟ الوقوف لا يعني غياب الوجهة، و المسير لا يعني وضوح الغاية. وأنا أسير بحماس وبتخاذل و بطموح و بتراجع و بعزم و بتهاون و بخطط و دون خطط، أسير بتعب و بخفة، أسير مبصرة القلب و العينين ولا أرى! أخطو.. فيتلاشى الطريق. رسالة من عمق الصحراء إلى وسط المدينة إلى عزيزي و صوت ذاكرتي،، إلى صديقي الحميم؛ أمشي بتثاقل و أجلس بصمت وأكتب لك و قلبي بين يدي وعقلي يئن ويهذي، لكني أتداوى بالحرف… و ذكرك ، ترى أين أنت الآن؟ و كيف تقضي وقتك، و من اين أتت لك فكرة الهروب؟ وهل حملت معك أشياءي أم انك تنكرت لكل شيء و ارتحلت وحيدًا؟ هل كنت مثقلاً بي؟ أم أن خفة وجودي أفزعت قلبك؟ هل أزفر حبك في واحدة من لحظات تأملي للسماء؟ أم أبحر به كلما صمت الكون من حولي؟ ما حال عينيك التي أحب؟ و بماذا تفكر تلك العيون الوطفاء؟ هل صنت البريق فيها؟ أم ارتحلت لتجلي أحزانها؟ وأنا؟ هل فكرت فيّ لحظة حنين واحدة؟