المملكة حاضنة السلام العالمي

اتجهت أنظار العالم، وأحاديثه وأخباره، خلال الأسبوع الماضي، إلى الرياض، حيث اللقاء التشاوري التمهيدي بين روسيا وأمريكا؛ تمهيداً لعقد لقاء القمة بين زعيمي أقوى دولتين في العالم. هذه اللحظة التي باتت فيها المملكة قبلةً لعقد اللقاءات المصيرية لسكان هذا الكوكب اليوم لم تأتِ من فراغ، إنها ثمرة سياسة متزنة، ودبلوماسية ناجحة، وأداء سياسي أنيق منح الدولة شخصيتها ذات الحضور «الكاريزمي» حول العالم. اليوم المملكة صانعة للسلام العالمي، وبشهادة أكبر زعيمين: بوتين، وترامب، وذلك حين صرّح كلٌ منهما، على حدة، بأن المملكة نجحت في تقريب وجهات النظر وصياغة رؤى توافقية. ولأول مرة يجري مثل هذا المنعطف التاريخي الكبير بين قطبي العالم، وأوروبا خارج المعادلة تماماً، ولأول مرة أيضاً، تجري على أرض عربية لم يكتمل عمر إعلانها كدولة مئة عام بعد. إنها لحظة فارقة، ومتوّجةً لدراما رحلة بداية هذا الكيان/ المملكة من العدم والفراغ.. إلى اللحظة التي أصبحت فيها تملأ فراغ هذا العالم. هذه اللحظة أيضاً التي أصبحت فيها المملكة مكاناً مثالياً لعقد المصالحات جاءت بعد جهود سعودية سابقة في تاريخ الأزمة الروسية الأوكرانية، فمن جهود الوساطات التي أثمرت في إطلاق سراح الأسرى من الطرفين، إلى السياسة المتزنة في دعم استقرار أسواق الطاقة، كل هذا جعلها في موقع مثالي لرعاية صفقة السلام المرتقبة في مملكة السلام، وبرعايتها. هذا من ناحية القضية الكبرى التي تشغل العالم اليوم، أما من ناحية القضايا الإقليمية والعربية، فإن جهود المملكة باتت أوضح من نار على علم عند كل شعوب المنطقة، فمن جهودها لتعزيز السلم والاستقرار في سوريا إلى لبنان إلى السودان واليمن، كل ذلك يجعل منها – بحق – دولة سلام وتنمية يمكنها مستقبلاً من أن تكون رافعة ضخمة لكل مشاريع الازدهار في المنطقة. لقد أصبح «النموذج السعودي» مثالاً يُضرب به المثل محلياً وعالمياً، وبما أن هذا المشروع يحتاج دائماً إلى السلام؛ لينمو ويزدهر ويُحمى؛ فهذا ما يفسر لماذا السعي إلى السلام بات «عقيدة» راسخة لدى المملكة في سياساتها الخارجية، وفي كافة علاقاتها مع محيطها ومع العالم. خلاصة القول: إن السعي إلى السلم في عالمٍ مجنون ومهووس بالصراعات مهمة ليست بالسهلة أبداً.