طيف آل شراع.. شغف الابتكار يثمر إنجازًا وطنيًا. .

في عالم الابتكار، حيث تتلاقى الفكرة مع التحدي، وتسعى العقول الشابة إلى إيجاد حلول إبداعية تغير الواقع، برز اسم الطالبة طيف آل شراع، التي استطاعت أن تحجز لنفسها مكانًا بين المبدعين، بفوزها بالميدالية البرونزية في معرض الابتكار والاختراع السعودي، عن مشروعها المبتكر “Smart Sort”. في هذا الحوار، تكشف طيف عن تفاصيل رحلتها، وكيف ولدت فكرتها، وما التحديات التي واجهتها، وصولًا إلى لحظة التتويج، والمستقبل الذي تتطلع إليه. فإليكم هذا الحوار المليء بالشغف والطموح… وإليكم نص الحوار : - في البداية، نبارك لك هذا الإنجاز المميز! كيف جاءت فكرة مشروع “Smart Sort”؟ شكرًا لكم! جاءت الفكرة من ملاحظة الصعوبة التي يواجهها الكثيرون في فرز الملابس، خاصة المكفوفين وذوي الاحتياجات الخاصة، الذين يحتاجون إلى مساعدة مستمرة في تمييز الألوان وترتيب الملابس. أردنا ابتكار حل تقني يساعدهم على الاستقلالية ويجعل عملية الغسيل أكثر سهولة ودقة للجميع. - ما الهدف الرئيسي من هذا المشروع؟ الهدف الأساسي هو تسهيل عملية فرز الملابس باستخدام الذكاء الاصطناعي، مما يعزز استقلالية الأفراد ذوي الاحتياجات الخاصة، ويقلل من الأخطاء الشائعة أثناء الغسيل، مثل اختلاط الألوان أو تلف الأقمشة. - ما أبرز التحديات التي واجهتموها أثناء تطوير المشروع؟ واجهنا تحديات عدة، أبرزها تدريب النموذج الذكي على تمييز الألوان والأنسجة بدقة عالية، خاصة مع اختلاف الإضاءة وزوايا التصوير. كذلك، كان اختيار المكونات المناسبة لتصميم الجهاز يمثل تحديًا، حيث سعينا لجعله مدمجًا وسهل الاستخدام. - كيف تتوقعين تأثير “Smart Sort” على المجتمع؟ نتوقع أن يُحدث المشروع نقلة نوعية في حياة المكفوفين وذوي الاحتياجات الخاصة، حيث يمنحهم استقلالية أكبر في حياتهم اليومية. كما سيسهم في تسهيل مهمة الغسيل لجميع الفئات، مما يوفر الوقت والجهد ويحمي الملابس من التلف. - كيف تلقيتِ خبر فوزكِ بالميدالية البرونزية؟ بصراحة، كان شعورًا لا يوصف! غمرتني فرحة كبيرة، وشعرت أن التعب والسهر الذي مررنا به لم يذهب سُدى. كنت فخورة جدًا بنفسي وبفريقي، خاصة أننا واجهنا تحديات كثيرة خلال مراحل تطوير الجهاز. الفوز لم يكن مجرد ميدالية، بل كان تأكيدًا على أن فكرتنا مميزة ومفيدة. هذه اللحظة زادت من إيماني بقدرتنا على تحقيق المزيد في المستقبل. - كيف تم اختيار مشروعكم للمشاركة في المسابقة؟ مر المشروع بتحكيم أولي ضمن أكثر من 400 مشروع مشارك في مسابقة الابتكار والاختراع السعودي، التي ضمت فرقًا من مختلف المؤسسات، سواء داخل المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني أو من مدارس وأكاديميات تعليمية أخرى. كان التحكيم الأولي عن بُعد عبر منصة الابتكار الخاصة بالمؤسسة، وبعد اجتياز هذه المرحلة، تم ترشيح المشروع للعرض الحضوري في المعرض المقام بالرياض. هناك خضع المشروع لتحكيم وفق معايير محددة، تضمنت جودة المنتج وتقنياته، وصولًا إلى تحقيق هذا الإنجاز. - كيف كان شعور والديكِ عند تلقيهما خبر فوزكِ؟ بالتأكيد، كانا فخورين جدًا بي وسعيدين بهذا الإنجاز. شعروا أن تعبهم ودعمهم لي لم يذهب سُدى، وكان شعورهم مزيجًا من الفرح والفخر. - من دعمكِ وساعدكِ في إنجاز هذا المشروع؟ هذا الإنجاز لم يكن جهدًا فرديًا، بل كان ثمرة تعاون فريق عمل رائع، يضم زميلاتي الجادل الدوسري، جواهر الحجرف، وعائشة العقل، بالإضافة إلى مشرفة المقرر الأستاذة سارة الغنام. مر المشروع بعدد من التحديات ومراحل التطوير المختلفة حتى وصل إلى صورته الحالية. - ما طموحاتكِ بعد هذا الإنجاز؟ أتمنى أن أتمكن من تطوير المشروع ليصبح منتجًا حقيقيًا في الأسواق، يخدم الفئات المستهدفة بشكل أوسع. كما أطمح إلى مواصلة العمل في مجال الابتكار والتقنية، والمشاركة في مسابقات عالمية لإبراز إمكانياتنا وإبداعاتنا على مستوى أوسع. - كلمة أخيرة توجهينها لمن يمتلك فكرة ابتكارية ويريد تحقيقها؟ أقول لكل من لديه فكرة: لا تتردد في تنفيذها، حتى لو بدت لك صعبة في البداية. العمل الجاد والمثابرة هما مفتاح النجاح، والابتكار يبدأ بفكرة صغيرة يمكن أن تتحول إلى إنجاز عظيم. احرص على استشارة المختصين، واستفد من التجارب السابقة، ولا تخشَ التحديات، فهي جزء من الطريق إلى النجاح.