ماراثون الرياض 2025.

بعد انتهاء هذه الاحتفالية الرياضية الهامة، فإنه من المناسب الحديث عن هذا الحدث وإيجابياته، ولن أتطرق للسلبيات حيث لم يحدث أي أمر تنظيمي جلل أعاق الهدف الأساسي من السباق، لكنه قابل للتطوير وجعل فائدته أعظم كثيرا. بداية لتوضيح سبب تسمية السباق بالماراثون، يرجع إلى انتصار اليونانيين القدماء (سنة 490 قبل الميلاد)، بعد حرب طويلة على الفرس في منطقة ماراثون، ثم انطلاقة جندي جريا إلى أثينا مسافة 40 كيلومترا، لنقل خبر الانتصار. يعد مارثون بوسطن- إلى جانب ماراثونات برلين ولندن ونيويورك وشيكاغو وطوكيو- أفضل وأصعب ماراثونات العالم نظرا لكثرة منحدراته ومرتفعاته، ويعتبر واحدا من أشهرها. وهو أقدم سباقا سنويا في العالم، حيث يعقد الماراثون منذ سنة 1897. لم يتم السماح للنساء بشكل رسمي للمشاركة فيه، إلا عام 1972، بينما تعد الألمانية أوتا بيبيغ أول سيدة تحرز لقب مارثون بوسطن لثلاث مرات متتالية وكان ذلك بين أعوام1994 و1995 و1996. قطعا، الماراثون له فوائد إعلامية واجتماعية واقتصادية، والفائدة الصحية لمثل هذه السباقات واضحة وجلية، سواء كانت بدنية أو نفسية. الماراثون والتمارين الإعدادية له، تقلل من أمراض القلب والسكتة الدماغية، كما قد رجحت دراسة حديثة أن العدو في سباقات الماراثون والتدريب عليه يحسن الحالة الصحية للشرايين ويطيل من “عمر الأوعية الدموية” أربع سنوات. لقد شاركت في ماراثون الريآض هذآ العام، ولأسباب عمرية وقدرات جسمانية فقد اقتصرت مشاركتي على العشرة كيلومترات. وحتى وإن لم أكن من الفائزين الأوائل، إلا أنني شعرت بفرحة غامرة، مشاركة الآخرين الماراثون وعبور خط النهاية. كان التنظيم للسباق رائعا، مياه الشرب متوفرة، محطات إسعافات أولية لمن يحتاجها، كذلك مشاركة الأهالي من منازلهم بالهتافات التشجيعية وتقديم المياه لهم. لاحظت معاناة بعض المتسابقين نتيجة عدم توزيع الجهد على مدار السباق، وبدلا عن ذلك، الانطلاق بسرعة في البداية والتوقف قبل النهاية. ليس سهلا أن تفوز بين أربعين ألف متسابق، لكن المطلوب منك المشاركة وبذل أقصى قدراتك لإنهاء السباق، ولتحقيق ذلك، عليك قبل الماراثون بشهر على الأقل، التمرن على المسافة التي تنوي المشاركة بها. أيضا، ابتعد عن التجمعات واحرص على ألا تصاب بالزكام أو بالإنفلونزا حتى لا يمنعك ذلك من المشاركة في السباق. الملاحظ من نتائج الماراثون أن الفائزين بالماراثون ونصف الماراثون، من دول أفريقية لهم شهرتهم في المشاركة والفوز بهذه المسابقات في أنحاء العالم. ولتشجيع أبناء الوطن للمشاركة الفاعلة فإنه من الأهمية أن تدرج هذه الرياضة في الأندية والجامعات وحتى الكليات العسكرية ويوضع لها سباقات -على مدار العام-. أيضا ولحث عدد أكبر من المشاركة التنافسية فعلى البنوك والمصارف والجامعات (طلبة وموظفون) والمستشفيات والشركات الكبرى أن يشارك منسوبوها بحيث يقدم للفائز بينهم- كل من قطاعه- جوائز تشجيعية. كما أقترح ولإعطاء الزخم الإعلامي والجماهيري لهذا المناسبة وتشجيع العوائل من الحضور، بوضع أكشاك لوجبات خفيفة (يفضل الأسر المنتجة)، وأماكن جلوس في ساحة كبيرة، بعد خط نهاية السباق، مع بعض العروض الترفيهية والموسيقية. أخيرا، سؤال للجهة المنظمة، أيمكن نقل الماراثون إلى ضاحية من ضواحي الرياض مثل بمبان، أو الجنادرية؟ أرجو ذلك.