في «مكتبة ومقهى غريب» بالمدينة المنورة..
جابر مدخلي يقدم سيرة القرية والمدينة في الرواية السعودية.

أقام الشريك الأدبي في المدينة المنورة «مكتبة ومقهى عُريب» محاضرة حول “سيرة المدينة والقرية في الرواية السعودية والعربية والعالمية” وكانت رواية “حوش عباس” أنموذجًا لهذه الأمسية التي قدمها ضيف الجلسة الروائي والصحفي وكاتب الرأي جابر محمد مدخلي الذي افتتح ورقته القيّمة بالحديث عن تاريخ المدينة المنورة منذ هجرة النبي محمد عليه السلام ورحلته من مكة إلى المدينة متناولًا قيمة هذه الرحلة وقيمة علم المكان الذي مثلّه الصحابي الجليل عبدالله بن أريقط. ثم انتقل إلى ما كتبه الكتّاب عن المدينة و القرية مستعرضًا حديث الروائيين على اختلاف طرائقهم و أدواتهم. تلاه بعد ذلك حديثه عن الرواية في منطقة الحجاز حيث استشهد بما تناوله الباحث الببليوجرافي الأديب السعودي الأستاذ خالد بن أحمد اليوسف في تدوينه المستمر حول المدينة و أدبائها، حيث أن المدينة المنورة هي السباقة في الرواية السعودية الأولى من خلال رواية “التوأمان” للأديب السعودي عبدالقدوس الأنصاري، ثم تحدث الروائي مدخلي عن دلالة المكان في الرواية السعودية، من حيث أنها قديماً كانت ذا حضور هامشي على عكس وجودها الآن في الرواية السعودية الحديثة، وأول ما استشهد برواية (دموع الرمل) التاريخية للروائي شتيوي الغيثي، والتي تدور حول الهرب من الصحراء إلى المدينة باعتبار المدينة ملاذًا آمنًا فيما تبدو الصحراء هجرة مفتوحة نحو الهلاك ؛ هذا الرواية التي تم الإعلان عن فوزها بجائزة المسار التاريخي في مسابقة جائزة القلم الذهبي في ذات المساء، ثم استشهد برواية (ذاكرة ليوم واحد) للروائي يحيى أحمد، و رواية (مقام حجاز) للروائي محمد صادق، و رواية (لوعة الغاوية) للأديب عبده خال، و(مئة عام من العزلة) للروائي غابرييل غارثيا ماركيز و(امرأة من روما) للكاتب ألبرتو مورافيا، وقد تعرض مدخلي في جميع استشهاداته لضيوف المكتبة عرضاً تحليلياً عن حضور القرية و المدينة في الرواية السعودية و الرواية العربية والعالمية، ثم تحدث عن رائعته السعودية الإبداعية “حوش عباس” و عن تصوير المكان و التاريخ والإنسان في هذه الرواية القيّمة، فتحدث عن بطله “جيلان” شخصية الرواية، وعن الامتزاج بين ثقافة الحدود و ثقافة القرى السعودية وسط تفاعل واهتمام من جميع الحضور الكثيف المبتهج بما قدمه لهم من لقاء فريد و استثنائي.