نباتات سامة للمجتمع البشري.

تعتبر النباتات الحلقة الأولى - إذا ما أضيفت إليها الطحالب والعوالق النباتية - في السلاسل الغذائية التي تمد الكائنات الحية الأخرى بالمواد المغذية نظرا لقيامها بعملية البناء الضوئي بسبب احتواء خلاياها على البلاستيدات الخضراء إلا أن بعض هذه النباتات تعتبر سامة للآدميين و لذلك يسميها علماء الاحياء Poisonous Plants حيث تمتد أضرار هذه النباتات من السميّة البسيطة الى الوفاة المؤكدة عند التغذي على ثمارها أو أجزائها النباتية الأخرى ، و في هذه المقال سنتناول خمسة أنواع من النباتات السامة التي تترك آثارا سلبية على صحة الإنسان حين يتناولها . الشكران المائي يعتبر الشكران المائي من النباتات الشديدة السمية بجميع أجزائه (الأزهار، الأوراق، السيقان والثمار) حيث لوحظ نموه في الكثير من المناطق الرطبة و المستنقعات بالنصف الشرقي من الولايات المتحدة وكندا و عادة ما يزهر في فصلي الصيف و الربيع و وفقا للكــاتبة ميليسيا بيتروزيلو فإن النبات الذي أدى إلى وفاة سقراط هو الشكــران المـــائي (Cicuta maculatum). يصنف هذا النبات علميّا إلى carrot family و لذلك يصعب التفريق – أحيانا - بينه و بين الجزر الأبيض و الكرفس الصالح للأكل و من أبرز المواد السمية التي تم العثور عليها في جذور هذه النباتات ماده السيكوتوكسين حيث تتراوح أعراض هذه المادة من التقلصات البسيطة و القثيان وفقدان الذاكرة و الرعشة الى الغيبوبة وصولا إلى الوفاة. الباذنجان القاتل Deadly Nightshade (Atropa belladonna) على الرغم من وجود بعض الدراسات التي أجريت في عام 1813 و أكدت وجود مادتي الأتروباين القاعدي و السكوبولامين اللتان تسببان تهيجا للجلد و شللًا في عضلات الجسم اللاإرادية (وصولا إلى عضلات القلب) إلا أن الباحث أندرو دنكان من مدينة أدنبره وجد أن جذوره و أوراقه مفيدة لبعض الحالات المشخصة طبيا مثل الصرع ، الهوس و الكآبة و في الخمسينات من القرن الماضي تم دمج مادة الأتروباين مع اللواصق الطبية (Belladonna Plasters) للتخفيف من أعراض الروماتيزم و السل الرئوي و تعتبر هذه المادة من المواد الكيميائية التي يستخدمها أطباء العيون في عملياتهم الجراحية لتكبير الحدقة . تتحدث البحوث العلمية عن وجود هذه النبتة في إنجلترا و وسط و جنوب أوروبا بالإضافة إلى نموها في إيران و قد لوحظ انتشارها في بعض الولايات المتحدة الامريكية مثل (نيويورك، ميتشغان، كاليفورنيا، أوريغون و واشنطن). و لم يقتصر انتشارها في الغابات بل شوهد أعداد كبيرة منها في الأدغال و المناطق النباتية المضطربة و على جانبي الطرقات و في أماكن النفايات. وقد شُبّه سرعة انتشارها بسرعة انتشار الحشائش. جذر الثعبان الأبيض White snakeroot (Ageratina altissima) يكتسب نبات جذر الثعبان الأبيض سميّته بسبب احتوائه على مادة Tremetol و تعتبر الحيوانات التي تتغذى على هذا النوع من النباتات هي حلقة الوصل في وصول السميّة إلى صغارها الرضيعة أو المجتمع البشري الذي يشرب من حليبها و وفقا للدراسات العلمـيّة فإن علامات التسـمم يتضح أثرهـا على جسـم الحيـوان بعدمـا يتـغذى الحيوان على ( 5-10 %) من المادة النباتية إلى وزنه ، و من أبرز الأضرار الفسيولوجية التي تصيب الحيوانات بعد التسمم هو تدهور عمل العضلات و خصوصاً عضلات القلب مما قد يؤدي إلى وفاة الكائن الحي . ويعتبر شرق الولايات المتحدة الأمريكية والشمال الشرقي منها موطنا فطريا لهذا النبات. حبة نبات الخروع Castor bean ( Ricinus communis ) تشير معلومات المركز الوطني للسمية في واشنطن إلى أن تناول حبوب نبات الخروع المطحونة أو الممضوغة تؤدي إلى حدوث نزيف في الجهاز الهضمي بسبب قدرة هذه الحبوب على تدمير الخلايا المبطنة للجهاز الهضمي. يحتوي نبات الخروع على مادة الريسين التي تترك آثارا وخيمة على صحة الإنسان بعد التغذي عليها مثل الإسهال والنوبات او القيء الشديد وتثبيط صناعة البروتينات في خلايا الإنسان وقد تؤدي في مراحل متقدمة من الإصابة إلى توقف عمل كل من الكلى والكبد والدماغ وصولا إلى وفاة الإنسان. لوحظ وجود حبوب نبات الخروع في الكثير من المناطق الحيوية الزراعية مثل (أطرف المزارع، جوانب الطرقات، الحقول الزراعية البور، مجاري الأنهار والمساحات النباتية المضطربة). ويعود الموطن الأصلي لحبوب الخروع إلى شرق إفريقيا الاستوائية حول إثيوبيا، وقد شوهد نموها كعشبة طبيعية ضارة في العديد من المناطق العالمية مثل المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية وجنوب غرب الولايات المتحدة الأمريكية. البازلاء الورديّة Rosary Pea (Abrus precatorius) على الرغم من احتواء البازلاء الوردية على مواد سميّة تلحق الضرر بجسد الإنسان إلا أنها لا تخلو من فوائد اقتصادية فقد تم استخدامها في صناعة المجوهرات ومسابح الصلاة. و قدد حدد البيئيون موطنها الأصلي في المناطق الاستوائية كما أن بذورها ليست سامة لو بقيت في الحالة الطبيعية دون كسر أو مضغ و لكنها ما إن تكسر أو تخدش فإن 3 ميـــكروجرام من الأبرين (abrin ) كافية لقتل شخص بالغ ، يذكر أن العديد من صانعي المجوهرات قد أصيبوا بالمرض أو ماتوا بعد وخز أصابعهم عن طريق الخطأ أثناء العمل بالبذور . * ماجستير التنوع الأحيائي