د. خالد الشافعي قدم قراءة لقصيدة الشاعر الراحل علي صيقل ..

الأدب والفن يتألقان في يوم التأسيس في أدبي جازان.

أقام نادي جازان الأدبي مساء البارحة احتفاءً وطنيا في ذكرى يوم التأسيس اذ لامس المجد الابداع وتحولت ردهات النادي الى لوحات وطنية تجسدت في معرض مصور تحت مسمى (عاشقينك) شارك فيه ستة وثلاثون مصوراً وآخر لجماليات الخط العربي في العلم السعودي قدمها الخطاط عبدالكريم خواجي وجلسة حوارية عن أثر أدب الأطفال في تكريس المفاهيم الوطنية قدمها المتخصص في أدب الأطفال القاص إبراهيم شيخ مغفوري وأدارها عبدالعزيزالطياش وعلى أنغام المعزوفات الوطنية واستلهام الحب للوطن حضر النص الشعري الفاتن للشاعر الراحل على محمد صيقل (أغنية للوطن) الأغنية التي يترنم بها أبناء وبنات الوطن0 من خلال لقاء مع الدكتور خالد ربيع الشافعي أستاذ الأديب والنقد بجامعة جازان أداره الأديب والإعلامي يحيى عطيف الذي استهل اللقاء بالترحيب بالجميع في رحاب نادى جازان وفي رحاب فعالياته الثقافية الوطنية التي تأتي ابتهاجا بذكرى يوم التأسيس . وأضاف مدير اللقاء : هذه الجلسة الحوارية والقراءة النقدية، نتحدث من خلالها عن استلهام الحب المتدفق للوطن وعشقه في قصيدة الشاعر الكبير علي صيقل رحمه الله حيث يتجلى الوطن في أبهى الصور، مضيفاً ، قصيدتنا الوطنية لهذه الليلة ليست مجرد أبيات شعرية، بل هي عهد وولاء، ونشيد وفاء، تماهت فيها المشاعر بالصور، وتوشّحت حروفها بالعزة والفخر، فحملت الوطن في القلب، وتغنت به ورسمته شمسًا لا تغيب عن سماء المجد والعشق الأزلي ، و في هذه المحاضرة نكشف عمق النص الفني والدلالي، مستضيئين بجمال “ أو وهج” اللغة، وعذوبة الصورة، وصدق العاطفة. فمرحبًا بكم في هذا اللقاء الذي نرتقي فيه بالكلمة، ونسمو بالمعنى، ونحلق مع الوطن في رحاب “قصيدة” هي قصيدة أغنية للوطن. ثم رحب بضيف اللقاء الدكتور خالد بن ربيع الشافعي المتخصص في اللغة العربية وآدابها وتحديداً في الادب والنقد العربي الحديث (الشعر السعودي). استهل الدكتور خالد ورقته بقراءة نص القصيدة التي تحمل في طياتها مشاعر عميقة من الحب والانتماء للوطن، وتعبّر عن العلاقة الوثيقة بين الشاعر وموطنه، ممزوجة بالرمزية والإحساس العاطفي الكبير؛ مقدماً تفصيلاً للبيت الأول من النص. “وسمٌ على ساعدي نقش على بدني / وفي الفؤاد وفي العينين يا وطني” في هذا البيت، يعبر الشاعر عن العلاقة العميقة التي تربطه بوطنه. “وسمٌ على ساعدي” قد يشير إلى علامة أو رمز لا يُمحى، مما يعكس مدى تأثير الوطن في شخصية الشاعر. الكلمة “نقش” تعزز هذه الفكرة، كأن الوطن قد ترك بصمة دائمة في جسد الشاعر وفي أعماقه. الشاعر يُعلن هنا أن الوطن جزء لا يتجزأ من روحه، وأنه يسكن في قلبه وعينيه. “شمساً حملتك فوق الرأس فانسكبت / مساحةٌ ثرة الأضواء تغمرني” الشاعر يستخدم صورة الشمس هنا ليمثل عظمة الوطن وضياءه. الوطن هو مصدر الضوء والإشراق في حياة الشاعر، فهو يرفع من مقامه ويحمله عالياً فوق رأسه. وبالوقت نفسه، توحي مفردتي: “انسكبت” و” مساحةٌ ثرة الأضواء” بأن الوطن يملأ حياة الشاعر بنور وحيوية، مما يعكس تأثيره البالغ في حياته. “قبَّلتُ فيك الثرى حباً وفوق فمي / من اسمرار الثرى دفءٌ تملكني” الشاعر هنا يتحدث عن عاطفة الحب تجاه وطنه، حيث يشير إلى “الثرى” (التراب) الذي يعبر عن الأرض والوطن. قبلة الأرض تلامس الشاعر بحب عميق، والتأكيد على “اسمرار الثرى” يعطي انطباعًا بعراقة هذا الوطن وأصالته، بينما “الدفء” في هذه الحالة ليس فقط معنىً حرفياً، بل هو شعور بالانتماء والراحة العميقة. “وانداح في خافقي سحراً وترنمةً / وذكرياتٍ وآمالاً تضمدني” هذا البيت يعكس التأثير النفسي العميق للوطن. “سحر وترنمة” يوحيان بأن حب الوطن ليس مجرد شعور عادي، بل هو شيء فاتن، يغذي القلب ويضفي عليه سكينة. “ذكريات وآمال” تضيف بُعدًا عاطفيًا لشعور الشاعر، حيث تتشابك ذكريات الماضي وآمال المستقبل في علاقة متجددة ومتواصلة مع الوطن. “قصيدتي أنت منذ البدء لّحنها / أجدادي الشُّمُ فانثالت إلى أذني” الشاعر يربط الوطن بجذوره التاريخية. الوطن هو مصدر الإلهام منذ البداية، وأجدادي الشم” يُشير إلى الأجداد الذين كانوا يحملون رسائل هذا الوطن ويعزفون لحنه الأول. “انثالت إلى أذني” تعني أن هذا التراث والعزف الشعري قد وصل إلى الشاعر عبر الأجيال، ليظل مستمرًا في حياته. “ترنيمةٌ عذبة الألحان فامتزجت / ألحانها في دمي بالدفء تفعمني” “ترنيمة” هنا توحي بنغمة وطنية ساحرة تنبع من الأعماق. امتزاج الألحان في دم الشاعر يجعلها جزءاً من كيانه وروحه. كما أن “الدفء” هنا يعود للرمزية التي ربطت الوطن بالأمان والانتماء العميق. “غنيتها للرمال السمر في شغفٍ / وللصواري وللأمواج والسفن” الشاعر يعبّر عن شغفه بحب وطنه من خلال غنائه له. “الرمال السمر” يمكن أن تكون دلالة على الأرض والطبيعة، بينما “الصواري والأمواج والسفن” تلمح إلى الهوية البحرية للوطن، مما يضيف بعدًا ثقافيًا تاريخيًا للحب الوطني. “لنخلةٍ حينما أسمعتها اندهشت / تمايلت وانثنت نحوي توشوشني” الشاعر هنا يربط وطنه بنخلة، وهي رمز للعطاء والثبات. النخلة، وهي رمز للطبيعة والحياة، تتفاعل مع حب الشاعر وتتمثل فيه، وكأنها ترد عليه بتمايل، وهي هنا تجسيد للروح الطيبة والخصبة للوطن. الوطن هنا يُعتبر رمزًا للعطاء المستمر، و”جذورها” تمثل الاستمرارية والتمسك بالتراث والتاريخ. “عروةٌ وثقى” تشير إلى الروابط الوثيقة التي لا تنفصم بين الشاعر ووطنه، مما يعكس مدى ارتباط الشاعر العميق بجذور وطنه. ثم تطرق الى الجانب الفني في القصيدة مثل الصوتيات وقال : الصوتيات في النص الشعري تكشف عن البُعد الفني والتأثير العاطفي للقصيدة وبين المحاضر أن القصيدة مليئة بالصور الشعرية والحسية والتعبيرات الخيالية التي تُعزز من جمالها، وتُظهر الارتباط العميق بين الشاعر ووطنه. و خلص د الشافعي الى إن القصيدة تحمل صورًا جمالية مرتبطة بشكل وثيق ببيئة الشاعر. من “الرمال السمر” إلى “النخلة”، وصولاً إلى “الصواري” و“الأمواج”، تُمثل جميعها عناصر البيئة التي تشكل جزءًا لا يتجزأ من هوية الشاعر وارتباطه العاطفي بالمكان. هذه الصور الجمالية ليست مجرد انعكاسات طبيعية، بل هي تجسيدات رمزية ومعنوية لعلاقة الشاعر بوطنه وثقافته وأرضه. وفي نهاية الأمسية كرم رئيس النادي الأستاذ الشاعر حسن الصلهبي المحاضر ومدير الأمسية والمشاركين في هذه المناسبة الوطنية