فبراير الأبطال

كُفِّي عَنِ السَّيْرِ حَتَّى يَهْدَأَ الزَّمَنُ يَا شَمْسُ وَارْوِي لَنَا مَا تَصْنَعُ السُّنَنُ كَيْفَ اسْتَجَابَتْ يَدُ الأسْبَابِ طَوَّعَهَا عَزْمُ الإِرَادَةِ وَالتَّارِيخُ مُرْتَهَنُ كَيْفَ ارْتَضَى اللهُ مُلْكاً مِنْ مَمَالِكِهِ فَقُمْنَ مُنْعَرَجَاتُ البِيدِ تَحْتَضِنُ وَهِمَّةٌ مِنْ سَمَاءِ المَجْدِ مَوْلِدُهَا نَجْدٌ وَأشْيَاخُ بَكْرٍ رَبُّهَا القَمِنُ أطَلَّ فِبْرَايِرُ العُشَّاقِ دِفْئُهُمُ مِنْ لَوْعَةِ الحُبِّ حَيْثُ الذُّلُّ وَالشَّجَنُ وَنَحْنُ فِبْرَايِرُ الأبْطَالِ يُدْفِئُنَا ذِكْرَى البُطُولَاتِ وَالتَّأسِيسُ وَالوَطَنُ يَوْمٌ مِنَ الدَّهْرِ لَا تُنْسَى مَفَاخِرُهُ جَرَى حَنِيفَةُ فِي ذِكْرَاهُ أوْ لَبَنُ يَوْمَ الإمَامُ امْتَطَى خَيْلاً مُطَهَّمَة بِالعِزِّ رَايَتُهُ التَّوْحِيدُ وَالسُّنَنُ أَقَـــامَ دَوْلَتَـــهُ وَاللـــه أَيَّدَهُ مُوَفَّقٌ صَالِحٌ ذُو هِمَّةٍ فَطِنُ وَخَاضَ لِلْمُلْكِ فِي صَبْرٍ مَعَارِكَهُ تَنُوشُهُ مِحَنٌ فِي طَيِّهَا المِنَنُ حَتَّى اسْتَقَرَّ لَهُ مَا كَانَ يَأْمَلُهُ وَأَصْبَحَ النَّاسُ بَعْدَ الخَوْفِ قَدْ أَمِنُوا وَوَطَّدَ الحُكْمَ في الدَّرْعِيَّةِ انْتَعَشَتْ بِهَا الحَضَارَةُ وَالتَّعْلِيمُ وَالمِهَنُ وَأصْبَحَتْ ذَلِكَ التَّارِيخَ عَاصِمَةً تَرْنُو إلَى مِثْلِهَا الأرْيَافُ وَالمُدُنُ وَلَمْ يَزَلْ رَسَنُ الأمْجَادِ تَقْبِضُهُ يَدٌ لِآلِ سُعُودٍ مَا لَهَا رَسَنُ حَتَّى أتَى مِنْهُمُ قَرْمٌ أخُو رَشَدٍ فَخْمٌ هِزَبْرٌ أَبَرُّ الكَفِّ مُؤْتَمَنُ عَبْدُالعَزِيزِ لَعَمْرُ اللهِ مَا سَمِعَتْ بِمِثْلِهِ أوْ رَأَتْ عَيْنٌ وَلَا أُذُنُ كُلُّ الجَزِيرَةِ سِلْمٌ تَحْتَ رَايَتِهِ وَفِي الرِّيَاضِ مُقَامُ العِزِّ وَالسَّكَنُ بِالدِّينِ وَالعَدْلِ أحْيَا مَجْدَ دَوْلَتِهِ مُؤَثَّلاً في يَدَيْهِ السَّيْفُ وَالكَفَنُ وَسَارَ مِنْ بَعْدِهِ آسَادُ مَمْلَكَةٍ عَلَى الكَرِيهَةِ قَدْ عَزُّوا وَمَا وَهَنُوا مُؤَيَّدُونَ وَعَيْنُ اللهِ تَكْلَؤُهُمْ تَسُوسُ أمْرَهُمُ الأخْلَاقُ وَالفِطَنُ أحَبَّهُمْ شَعْبُ هَذِي الأرْضِ قَاطِبَةً حَتَّى اسْتَوَى في الوَلَاءِ السِّرُّ وَالعَلَنُ وَاليَوْمَ سَلْمَانُ مَوْلَاهَا وَقَائِدُهَا تَجْرِي الرِّيَاحُ بِمَا شَاءَتْ هُنَا السُّفُنُ وَاليَوْمَ هَذَا الحَفِيدُ الفَخْمُ مُنْطَلِقٌ بِرُؤْيَةٍ لِلْمَعَالِي مَا بِهَا دَخَنُ مُحَمَّدٌ مَا رَأَيْنَا مِثْلَ هِمَّتِهِ وَلَمْ يَجُدْ بِسَلِيلٍ مِثْلِهِ الزَّمَنُ يَا مَوْطِنِي مُنْذُ تَأْسِيسِ الفَخَارِ هُنَا وَأَنْتَ بِالفَخْرِ وَالأمْجَادِ مُقْتَرِنُ إنَّ المِئِينَ الثَّلَاثَ الغُرَّ شَاهِدَةٌ قُرُونُ مَفْخَرَةٍ يَزْهُو بِهَا الوَطَنُ *الهيئة الملكية بينبع