إطلاق مشروع تحويل الأدب السعودي إلى قصص مصورة ..
تعزيــــز للهويــــة الثقافيــــة بوسائل معاصرة.
في إطار سعي هيئة الأدب والنشر والترجمة إلى تعزيز الهوية الثقافية السعودية عبر تقديم الأدب السعودي بوسائل متجددة ومعاصرة، بهدف الوصول إلى شرائح مختلفة ومتنوعة من القراء، ومواكبة اهتماماتهم بصورة تتماشى مع روح العصر، أطلقت الهيئة بالتعاون مع شركة “مانجا العربية” مشروع “تحويل الأدب السعودي إلى مانجا”، الذي يستهدف تحويل 4 أعمال مختارة من الأدب السعودي إلى قصص مصورة “مانجا”، بمشاركة مجموعة من الكتّاب والروائيين. “المانجا” هو فن القصص المصورة الياباني، وهو واحد من أشهر وأكثر أنواع الفنون البصرية شهرة في العالم، وتعود أصول المانجا إلى فترة العصور الوسطى في اليابان والتي تميزت برسومها اليدوية الدقيقة، وكان هذا الفن يستخدم في البداية لرسم المواضيع الدينية التقليدية، واستُعملت كلمة مانجا استعمالًا شعبيًا للمرة الأولى في عام 1798، ثم بدأ هذا الفن في التطور حتى وقتنا الحالي وأصبح هناك دورًا متزايدًا في تعبير الفنانين عن أنفسهم وأفكارهم، كان لهذا الفن تأثير كبير على الثقافة والفنون اليابانية بشكل عام. في القرن العشرين، شهد فن المانجا تطورات هامة مع تعاظم شعبيته في اليابان حيث أصبح بمثابة ظاهرة اجتماعية هناك، كما بات من أنجح التجارب الفنية على الصعيد العالمي بعدما وصلت عائدات المانغا الأسبوعية في اليابان إلى قيمة العائدات السنوية لصناعة القصص المصورة الأمريكية، وذلك لكثرة الإقبال عليها، وسرعان ما بدأ فن المانجا الاهتمام بمواضيع متنوعة مثل الرومانسية والمغامرات والفانتازيا والخيال العلمي، وظهرت شخصيات خيالية وملونة أصبحت محورًا للعديد من القصص، ومع تقدم التكنولوجيا أصبح بإمكان الفنانين رسم المانجا بوساطة الحاسوب واستخدام البرمجيات لتحريك الصور، وهو ما أتاح لفن المانجا إمكانيات أكبر للتعبير والتفاعل مع القرّاء، كما تأثرت الكثير من الأفلام والأعمال الفنية العالمية بأسلوب المانجا وروح هذا الفن المميز. مشروع طموح لا شك أن إطلاق مشروع “تحويل الأدب السعودي إلى مانجا” من شأنه أن يعزز مجال الخيال العلمي ضمن الأدب السعودي، إلى جانب رفع معدلات القراءة، وتطوير المواهب الشابة، وإثراء المحتوى الأدبي والإبداعي السعودي بشكل عام، في هذا الصدد أشار د. محمد حسن علوان، الرئيس التنفيذي لهيئة الأدب والنشر والترجمة، إلى أن مشروع “تحويل الأدب السعودي إلى مانجا” يعدّ أحد المشروعات الطموحة للهيئة، التي تستهدف من ورائها تحفيز الإنتاج الأدبي في مجالات الأجناس الأدبية غير الشائعة، في ظل الاهتمام الكبير الذي تلقاه صناعة المانجا على المستويين المحلي والعالمي. من جهته، أوضح د. عصام أمان الله بخاري، رئيس تحرير مجلة “مانجا العربية”، أن مشروع “تحويل الأدب السعودي إلى مانجا” يسعى إلى تعزيز القراءة وتمكين الخيال، وبالتالي المساهمة في بناء المنظومة الإبداعية بوصف صناعة المانجا هي حجر الأساس في تعزيز الإبداع، ولفت إلى أن المانجا لا تصنع الرسوم المتحركة فقط، بل تسهم في صناعة وعي الأجيال القادمة لأنّهم يتأثّرون بهذا المحتوى عن طريق زراعة الأمل والطموح في نفوسهم، وتقديم الأدب السعودي في صورة إبداعية للجمهور العربي والعالمي، وأكد بخاري: “هدفنا هو تمكين الخيال وصناعة الأجيال، ونجاح مانجا العربية الحقيقي يقاس على 30 و40 سنة قادمة، فنحن نستثمر في الأجيال العربية القادمة”. تصدير الثقافة شركة “مانجا العربية” هي شركة تابعة للمجموعة السعودية للأبحاث والإعلام (SRMG)، تأسست في أغسطس 2021م كإحدى العلامات المهمة ضمن إستراتيجية التحوّل الشاملة للمجموعة، وجهودها الرامية لإعادة تعريف المشهد الإعلامي والثقافي، والارتقاء بقطاع الإعلام والتسلية بشكل يواكب العصر، إضافةً إلى تطوير منصّاتها لعرض ودعم المواهب الشابة والناشئة، وتهدف “مانجا العربية” أيضا إلى تصدير الثقافة والإبداع السعودي إلى العالم عبر إنتاجات إبداعية مستوحاة من ثقافة المجتمع وأصالة القيم السعودية والعربية، مع التركيز على هويتنا المحلية المستلهمة من أبطالنا وقصصنا وثقافتنا وبأيدي مبدعينا، كما أنها تستهدف إثراء المحتوى العربي لجذب الأسرة العربية نحو القراءة الترويحية بواسطة المحتوى المترجم والمستوحى من أعمال عالمية مُنتَجة في الخارج، وخاصة في اليابان. يُذكر أن شركة “مانجا العربية” قد أصدرت مجلتين متخصصتين في القصص المصورة؛ مجلة مانجا العربية للصغار ومجلة مانجا العربية للشباب، وحققت المجلتان نجاحات واسعة منذ انطلاقتهما حيث صدر أكثر من 47 عددًا، وهو ما عزز مكانة وقوة شركة “مانجا العربية” في الحصول على أكثر من 6 ملايين مستخدم لتطبيقاتها من مختلف أنحاء الوطن العربي والعالم.