يمتد 470 كلم ويستعرض تطوير 41 معلماً تاريخياً:
(على خطاه) محاكاة لدرب الهجرة النبوية وحفاظ على التراث الإسلامي.

شرف الله المملكة العربية السعودية بخدمة الحرمين الشريفين واحتضان ضيوف الرحمن في كل موسم سواء أكانوا حجاجاً أم معتمرين أم زواراً، وأولت حكومتنا الرشيدة -أيدها الله- بالغ اهتمامها بالمسجد الحرام والمسجد النبوي والمشاعر المقدسة، وقدمت دعمها اللامحدود لكل المشاريع والمبادرات التي تهدف إلى تكريم ضيوف الرحمن وتقديم تجربة إيمانية استثنائية لهم، تجعل من زيارتهم للحرمين الشريفين ذكرى لا تنسى. ومن تلك المشاريع التي قدمتها حكومتنا الرشيدة، مشروع «درب الهجرة النبوية» وتجربة «على خُطاه» التي تحاكي الدرب التاريخي الذي سلكه النبي -صلى الله عليه وسلم- خلال الهجرة من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة، الذي تم إطلاقه في أواخر شهر يناير الماضي 2025، ومن المنتظر أن يتم افتتاحه في شهر نوفمبر المقبل. وفي حفل إطلاق المشروع التاريخي، أكد صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن سلطان بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينة المنورة رئيس مجلس هيئة تطوير المنطقة، أن حكومة المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين -حفظهما الله- تولي المدينتين المقدستين عناية خاصة في إطار رعايتها للحرمين الشريفين وضيوف الرحمن، مشيراً سموه إلى أن المشاريع التطويرية في الحرمين الشريفين وما يحيط بهما من مواقع تاريخية تندرج ضمن جهود الدولة لتعزيز ارتباط الزوار بالسيرة النبوية العطرة، والإسهام في إثراء رحلتهم وتعميق تجربة زيارتهم إلى المملكة، وبما ينسجم مع شريعتنا السمحة دون إفراط أو تفريط. وأكد سموه أن مشروع تطوير درب الهجرة النبوية يُعد شاهداً حياً على ما توليه القيادة الرشيدة من اهتمام بالمواقع التاريخية، حيث يمثل هذا المشروع رؤية متكاملة تتناغم مع مستهدفات رؤية المملكة 2030، للعناية بالمواقع التاريخية والإسهام في تعريف الأجيال بقِيَمِ النبي -صلى الله عليه وسلم- ومنهجه خلال هجرته الشريفة. وأشار سمو الأمير سلمان بن سلطان إلى أن هذا المشروع يمتد على مسافة تتجاوز 470 كيلومتراً، ويتيح للزوار فرصة مميزة لتتبع خطوات النبي الكريم -صلى الله عليه وسلم- وزيارة المواقع التي ارتبطت بتلك الرحلة العظيمة، مؤكداً أن المشروع يسهم في تقديم تجربة استثنائية لضيوف الرحمن، تجمع بين الأثر الإيماني العميق للهجرة، وتعكس جزءاً من الثقافة الوطنية الأصيلة التي تميز الشعب السعودي. وأشاد سموه في حديثه لوكالة الأنباء السعودية (واس) بما تشهده المدينة المنورة، وأنحاء المملكة كافة، من حراكٍ فاعلٍ بفضل الله أولًا ثم بدعم القيادة الرشيدة -أيدها الله- في مختلف المجالات، ومن بينها العناية بالمواقع التاريخية، حيث يُعد مشروع تطوير درب الهجرة، جزءاً من مشروعات تأهيل وتفعيل مواقع التاريخ الإسلامي، التي تقوم بتنفيذها مختلف الجهات الحكومية لتعكس جانباً من رسالة المملكة الإنسانية التي تستند فيها إلى تعاليم الدين الإسلامي الحنيف، والثقافة العربية العريقة، والقيم الإنسانية. وفي ختام كلمته، أثنى الأمير سلمان بن سلطان على الجهود المباركة والتعاون البناء الذي تبذله مختلف الجهات المعنية لإنجاح هذا المشروع، مقدماً شكره لإمارة منطقة مكة المكرمة، ووزارة السياحة ووزارة الحج والعمرة، وهيئة تطوير منطقة المدينة المنورة وبرنامجيّ خدمة ضيوف الرحمن وجودة الحياة، والهيئة العامة للترفيه التي قامت بجهود مميزة في إنجاح هذا المشروع، بالإضافة إلى كل من أسهم في تحويل هذه الرؤية إلى واقع ملموس، يتماشى مع مكانة المملكة، قلب العالم الإسلامي وراعية مقدساته. ورعى سمو أمير منطقة المدينة المنورة مراسم توقيع اتفاقية مشروع درب الهجرة النبوية في 27 يناير الماضي، حيث وقّعها من جانب الهيئة العامة للترفيه، معالي المستشار تركي آل الشيخ، ومن جانب هيئة تطوير منطقة المدينة المنورة معالي الرئيس التنفيذي للهيئة المهندس فهد البليهشي، ومن جانب برنامج خدمة ضيوف الرحمن، الرئيس التنفيذي للبرنامج المهندس محمد إسماعيل، ومن جانب برنامج جودة الحياة الرئيس التنفيذي خالد البكر، ومن جانب الهيئة السعودية للسياحة فهد حميد الدين، ومن جانب شركة صلة راكان الحارثي. ويستعرض مشروع درب الهجرة النبوية «على خُطاه» خطة تطوير 41 معلماً تاريخياً على امتداد 470 كيلومتراً في المسار الذي يربط بين مكة المكرمة والمدينة المنورة، ويبرز خمسة مواضع تثري جوانب من قصص الهجرة، كما يقدم عروضاً تفاعلية، بالإضافة إلى المنطقة المخصصة لمتحف الهجرة النبوية. ويهدف المشروع إلى إحياء ذكرى الهجرة النبوية الشريفة، من خلال تطوير مسار ثقافي مميز يمتد عبر المعالم التاريخية المرتبطة بالهجرة النبوية، يستحضر به الزوار مواقف وأحداث الهجرة مع التركيز على الجوانب التاريخية والروحية لهذا الحدث المفصلي. يشار إلى أن المشروع يأتي في إطار الجهود الوطنية لتحقيق مستهدفات رؤية 2030، من خلال تعزيز الهوية الإسلامية والثقافية، وتحسين تجربة الزوار من الحجاج والمعتمرين، والعمل المشترك بين برامج الرؤية لدعم المبادرات التنموية التي تسهم في بناء مجتمع حيوي ومزدهر. ترسيخ الإرث الإسلامي أكد معالي المستشار تركي بن عبد المحسن آل الشيخ رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه، أن تجربة درب الهجرة النبوية «على خُطاه» جرى الإعداد لها منذ وقت مبكر، وقال في حفل إطلاق المشروع لوكالة الأنباء السعودية (واس): «يأتي هذا المشروع إبرازاً وتعريفاً بتاريخ المملكة وحضاراتها العريقة التي يوليها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، ووفق توجيهاتهما السديدة -رعاهما الله-، تمت تهيئة المواقع التاريخية والتراثية وتطويرها وفقاً لأعلى المعايير العالمية». وأشار معاليه إلى أن تعزيز وترسيخ هذا الإرث الحضري والإسلامي، إنجاز يُضاف إلى سلسلة الإنجازات التي يفتخر بها الوطن الغالي، موضحاً أن مشروع درب الهجرة النبوية «على خُطاه» الذي سيتم افتتاحه في نوفمبر المقبل ويستمر لمدة 6 أشهر، تم تحديد أهم المواقع فيه بالعودة إلى المصادر التاريخية المعتمدة بالتعاون مع الجهات الرسمية ذات العلاقة. وقدّم رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه، شكره إلى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن سلطان بن عبدالعزيز على الدعم الكبير الذي قدمه سموه في سبيل إنجاح هذا المشروع، مثمناً جهود جميع الجهات الحكومية التي تُعد شريكة في إنجاح هذه التجربة التي ستكون محط أنظار العالم العربي والإسلامي. تعزيز الهوية الإسلامية من جانبه، أوضح الرئيس التنفيذي لبرنامج جودة الحياة، خالد بن عبدالله البكر، أن إطلاق مشروع «درب الهجرة النبوية» وفعالية «على خطاه» يهدفان إلى تطوير تجربة استثنائية تحقيقاً لهدف المحافظة على تراث المملكة الإسلامي والعربي والوطني والتعريف به، وتعزيز الهوية الإسلامية، تحقيقاً لمستهدفات رؤية المملكة 2030. وقال لـ (واس): «يهدف المشروع إلى تطوير أهم المواقع التاريخية ضمن المسارات والطرق النبوية التي سلكها النبي عليه الصلاة والسلام أثناء هجرته من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة، وتأهيلها للزوار، وإحياء التراث الإسلامي عبر تأهيل المواقع التاريخية وتهيئتها، وتيسير الوصول إليها، وتقديم تجربة متكاملة للزوار». وأكد البكر أهمية المشروع فهو يمثل «حكاية حية تُروى لاستحضار مواقف الهجرة بطريقة تفاعلية، حيث تتحد الجهود بين المبادرات الوطنية لربط الأجيال بالدين والتراث الغني والقيم الخالدة». وختم البكر بالإشادة بالتعاون بين مختلف الجهات الحكومية لإنجاح هذا المشروع وإخراجه بصورة تليق بالمملكة، وعلى رأسها إمارة منطقة المدينة المنورة، وإمارة منطقة مكة المكرمة، ووزارة السياحة، وبرنامج ضيوف الرحمن، وهيئة تطوير منطقة المدينة المنورة، الهيئة العامة للترفيه، والهيئة السعودية للسياحة. إشادة ضيوف برنامج خادم الحرمين الشريفين أشاد عدد من ضيوف الدفعة الثالثة من برنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين للعمرة والزيارة، الذي تنفذه وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، باهتمام قيادة المملكة العربية السعودية بالمواقع التاريخية والأثرية في مكة المكرمة والمدينة المنورة، وعبروا عن تقديرهم لتلك الجهود التي يأتي من ضمنها إطلاق مشروع «درب الهجرة النبوية»، وتجربة «على خُطاه» التي تحاكي الدرب التاريخي الذي سلكه النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-، لتعزيز ارتباط الزوار بالسيرة النبوية، والإسهام في إثراء رحلتهم، وتعميق تجربة زيارتهم للبلاد، وذلك خلال زيارتهم معرض الوحي، ومتحف القرآن الكريم بحي حراء الثقافي بجبل النور في 31 يناير الماضي. وأكد عضو المجلس الأكاديمي لرابطة المحمدية للعلماء وإمام وخطيب جامع بالمغرب عبدالله تاقارورت، أن المملكة بقيادتها الحكيمة تولي مكة المكرمة والمدينة المنورة عناية فائقة في إطار رعايتها للحرمين الشريفين وضيوف الرحمن، مشيراً إلى المشاريع التطويرية فيهما وما يحيط بهما من مواقع تاريخية، ضمن جهودها في إطار إثراء تجربة ضيوف الرحمن من المعتمرين والحجاج والزوار الدينية والثقافية والسياحية. وعدّ المستشار الوطني بالجزائر بلخير بوبكري، أن مشروع «درب الهجرة النبوية» شاهد حي على ما توليه قيادة المملكة من اهتمام بتلك المواقع، حيث يُمثِّل رؤية متكاملة تتناغم مع مستهدفات رؤية المملكة 2030، للعناية بها، والإسهام في تعريف الأجيال بقِيَمِ النبي، ومنهجه خلال هجرته، مضيفاً أنه يتيح للزوار فرصة التعرف بمسيرة الهجرة من مكة للمدينة وتتبع خطواتها، وزيارة المواقع المرتبطة برحلته العظيمة.