
يعد تاريخ المملكة العربية السعودية ذو تاريخ مجيد، ويحمل إرث حضاري مزدهر بجذورٍ تاريخية راسخة منذ قرون قديمة، سار عليها أئمة الدولة السعودية الأولى لبناء مجد هذه الدولة وترسيخ عمقها الحضاري حتى وقتنا الحالي. تأتي الذكرى الوطنية في كل عام لنستذكر جهود مؤسس الدولة السعودية الأولى الإمام محـمد بن سعود التي تأسست على يده الدولة السعودية عام ( 1139 هـ / 1727 م ) ومنها انطلقت من عاصمتها الدرعية التي شهدت الاستقرار الداخلي منذ تولي الإمام محـمد بن سعود. ولد الإمام محـمد بن سعود في الدرعية وهو آخر أمراء الدرعية، وأول الأئمة من آل سعود وهو مؤسس للدولة السعودية الأولى التي قامت على يده مجد وتاريخ هذه الدولة. نشأ الإمام محـمد بن سعود في أسرة تحرص على نشر العلم كافة، والالتزام بمبادئ القيم والأخلاق الحميدة، حيث كان مناصراً للشيخ محـمد بن عبد الوهاب التي اشتهرت اسرته آل مشرَّف بالعلم والحرص على نشره. كان الإمام محـمد بن سعود نموذجاً قيادياً عظيماً من أئمة الدولة السعودية الأولى فقد حرص والده على اكسابه للعلم، وحرصه على تمسكه بالدين والأخلاق، حيث كان يلازم والده وهذا مما اصقل شخصيته واكسبها من المهارات والخبرات المتعددة. اتصف الإمام محـمد بن سعود بالشجاعة، وتحلى بحب الخير، وتمتع بالحنكة السياسية والرؤية المستقبلية، وازدهرت بيده تلك الدولة التي انشأها على العقيدة الإسلامية وامتدت نفوذها على مدى أكثر من ثلاثة قرون. وانطلاقاً من أهمية هذا اليوم فقد صدر الأمر الملكي بأن يكون يوم 22 فبراير من كل عام يوماً لذكرى تأسيس الدولة السعودية وذلك اعتزازاً بالتاريخ العريق، وإحياء ذكرى مجد أئمة الدولة السعودية الأولى. يهدف هذا اليوم إلى الاعتزاز بالهوية الوطنية، والتاريخ المجيد لهذه الدولة التي بناها رجال أقوياء على أساس العقيدة الإسلامية اولاً، والاعتزاز بصمود الدولة السعودية رغم الصعوبات والتحديات التي قد واجهتها منذ أزمنة قديمة. أسس الإمام محـمد بن سعود كيان متعدد لهذه الدولة، كيان سياسي، كيان حضاري، كيان اقتصادي، وسار عليها من بعده أئمة الدولة السعودية الأولى حتى وقتنا الحالي. يعد يوم التأسيس جسراً وثيقاً بين الماضي والحاضر، ونقطة تحول مزدهرة تمتد منذ قرون، شاهدة على العمق التاريخي والحضاري للدولة السعودية، وفي مثل هذا اليوم يعتبر يوم تاريخي مجيد يبقى في ذاكرة أبناء المملكة واعتزازهم بالإرث التاريخي على مر الزمان. تشهد المملكة العربية السعودية تطوراً حضارياً مزدهراً، وتمتلك مخزوناً هائلاً من الحضارة والتراث، وتعتز بتاريخ أصيل، ونظير ذلك موقعها الاستراتيجي الذي مكنها للمواصلة في التقدم والازدهار على الصعيد الداخلي والخارجي، وكما حرصت على بذل كافة الجهود في تأصيل عمق تاريخها وتراثها في شتى المجالات. في ذكرى يوم التأسيس تتشكل لنا سلسلة طويلة عبر سنوات مديدة تشهد بالملاحم والبطولات والتغييرات الجذرية والتطورات الشاهدة على حضارة ومجد هذه الدولة. يبقى تاريخ المملكة العربية السعودية صامداً لا يغيره الزمان، وتراثها جزء لا يتجزأ من الهوية الوطنية، وحضارتها ممتدة منذ تأسيس لبنة هذه الدولة على يد الإمام محـمد بن سعود حتى ما نحنُ عليه الآن، وما تشهده المملكة العربية السعودية من نمو وتطورات حضارية وبناءات تؤكد لنا على ازدهار كيان هذه الدولة ما هو الا استقرار ووحدة بين القادة والشعب. حيث حرص الأئمة والملوك على مد جسر تاريخ هذه الدولة، والسير نحو تمجيد حضارتها واستقرار كيانها على مر الزمان، وفي ظل هذا اليوم الذي يحمل المعاني التاريخية والقيم السامية، نستذكر تلك الجهود التاريخية التي صنعها رجال الدولة لترسيخ الأمن والاستقرار والوحدة في المملكة العربية السعودية.