رؤية ميمونة ترسم مستقبلاً زاهراً للأجيال..

ثلاثة قرون من البناء.

يعد الاحتفال بيوم التأسيس مناسبة وطنية يستذكر فيها أبناء المملكة العربية السعودية تاريخهم العريق، منذ تأسيس الدولة السعودية التي قامت على مبادئ الإسلام الصحيحة، والحكم الرشيد، والتنمية المستمرة للبلاد، وتعزيز مكانتها محلياً وإقليمياً وعالمياً، وصولاً إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود –حفظه الله.- واعتزازاً بالجذور الراسخة لهذه الدولة المباركة، وارتباط مواطنيها الوثيق بقادتها، صدر الأمر الملكي الكريم بتاريخ 24 جمادى الآخرة 1443هـ الموافق 27 يناير 2022م بأن يكون يوم 22 فبراير من كل عام يوماً لذكرى تأسيس الدولة السعودية باسم (يوم التأسيس). وفي هذه المناسبة الوطنية العظيمة، عبر عدد من أبناء هذا الوطن المعطاء عن مشاعر الفخر والاعتزاز بما حققته بلادنا ولله الحمد من منجزات هائلة شملت مختلف القطاعات، في ظل قيادة حكيمة من حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله، ورؤية ميمونة كان عرابها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله، حتى تبوأت المملكة العربية السعودية مكانة رفيعة بين دول العالم. يوم التأسيس احتفاء بإشادة البناء في البدء، تحدث الأستاذ الدكتور أحمد بن عمر الزيلعي قائلاً: «لطالما ترسّخ عندي منذ اليوم الأول لاحتفاء المملكة بيوم التأسيس أن هذا الاحتفاء السنوي هو احتفاء بإشادة البناء الذي قام ويقوم على ذلك الأساس المتين الذي جرى بتوفيق من الله سبحانه وتعالى على يد الإمام المؤسس محمد بن سعود بن مقرن في منتصف عام 1139هـ/ الموافق 21 فبراير 1727م، وهو الإمام الذي تُنسب إليه الأسرة السعودية الحاكمة، وإليه يُنسب تأسيس ملكها الذي بُني منذ الوهلة الأولى على نصرة الإسلام، وتحقيق العدالة، وتطبيق الشريعة، وإقامة حدود الله، وخلاف ذلك من المثل الحميدة التي لا تزال مَرْعِيّة من لدن أسرتنا السعودية الحاكمة حتى عصر الناس هذا، وستظلّ كذلك إن شاء الله بحوله وقوته إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها». وتابع: «وقد مرّ البناء على ذلك الأساس المتين بمراحل، ثم استوى البناء على سوقه فوق ذلك المهاد أو البقعة الجغرافية في عهد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل رحمه الله الذي أرسى وحدة اندماجية بين تلك الأقاليم المتباينة من جزيرة العرب لم يشهد التاريخ لها مثيلاً إلا فيما ندر، وشاد بعبقريّته الفذّة على أرضها مملكة مترامية الأطراف، وأخذ بمختلف أوجه الوسائل الحديثة الرامية إلى تطوير مملكته الفتية، والعمل على نموها وازدهارها، وترك إرثاً عظيماً من الكرم والصدق والعدل في الرعية، والقدوة الحسنة لمن جاء بعده من الملوك البررة المتحدّرين من صُلْبِه، فساروا على نهجه، وسلكوا طريقه في الحفاظ على وحدة الوطن، وإسعاد شعبه، فَنَعِمْنَا بحكمهم العادل، وما تحقّق للوطن في عهودهم المتعاقبة من نهوض متصاعد طوال فترات حكمهم، فأجمع الناس من مختلف أرجاء الوطن على حبّ ملوك هذه البلاد من آل سعود في حياتهم، والترحّم عليهم بعد مماتهم». وواصل د. الزيلعي: «يشهد البناء اليوم في ظل قيادتنا الرشيدة الحالية خطوات متسارعة من النمو والازدهار الذي لامس كل أركانه، وفق خطة مدروسة تتمثّل في رؤية ثاقبة هي رؤية المملكة 2030 ومستهدفاتها التي تحقّق معظمها، ولمّا يمضِ عليها ثلثا المدة المخطط لها من تاريخ اعتمادها وانطلاقها. ومن أهم مستهدفاتها التي تسترعي الانتباه – إلى جانب النهضة العمرانية، وما يتصل بها من طرق ومرافق عامة، وتنويع في مصادر الدخل الوطني وخلافها – تلك الالتفاتة السريعة التي استهدفت بناء الإنسان، ومن ذلك تمكين المرأة التي أثبتت وجودها في كل مرفق من مرافق الحياة، وفي كل ميدان من ميادين العمل الجادّ في القطاعين العام والخاص، وضربت بسهم وافر في نهضة الوطن وتطوره وازدهاره جنباً إلى جنب مع أخيها الرجل. أسأل الله أن يديم على هذا الوطن المعطاء، وشعبه العظيم أمنه وأمانه واستقراره وتطوره وازدهاره تحت قيادتنا الرشيدة، وحكومتنا السديدة». يوم التأسيس.. يوم فريد وحدث تليد واعتبر أ.د. عبدالله بن محمد الشعلان يوم التأسيس فرصة عظيمة لنقل معاني الفخر والحماس والأصالة والعراقة والترابط لشعب الجزيرة العربية، وتعزيز المثل والقيم والمعاني المرتبطة بهذه المناسبة الوطنية الفريدة، ومُرسِّخاً للاعتزاز بالإرث التاريخي والعراقة التليدة والتماسك المجتمعي لهذه الدولة الحديثة المباركة. وتابع: «لقد بدأت انطلاقة التوحيد والتمكين من البدايات الأولى لتأسيس الأمير محمد بن سعود كيان الدولة السعودية الأولى في الدرعية لقرون ثلاثة خلت، والتي كانت بلدانها وأقاليمها لا تفتأ قبلاً تشهد فُرقة وتشرذماً وتشتتاً وتناحراً واقتتالاً دائماً، ليضع لبنة البناء والتأسيس والوحدة بين أرجائها وتخومها، وجعلها تحت حكم واحد لتدب فيها الحياة وتزدهر الحضارة ويستتب بين ربوعها الأمن والاستقرار. وعندئذ بدأت مرحلة جديدة في شبه الجزيرة العربية وتوالت الإنجازات في عهد هذه الدولة السعودية الأولى وأصبحت الدرعية عاصمة لدولة مترامية الأطراف. وكانت هذه هي النواة التي نمت وترعرعت وازدهرت في تلك الحقبة المشهودة لتلتحم مع عصر الدولة السعودية الحديثة، ليأتي هذا الالتحام نتاج سلسلة من مراحل زمنية متعددة وأحداث تاريخية متعاقبة مرت وتفاعلت خلال القرون الثلاثة الأخيرة على صعيد الجزيرة العربية، وقد كان لهذه الأحداث الجسام المتعاقبة أن تستقر على يد الملك عبد العزيز - طيب الله ثراه - فكان ميلاد المملكة العربية السعودية كدولة أسست على عبقرية الحكم وقوة العزيمة وحسن الإدارة وتطبيق الشريعة الإسلامية السمحاء». وأكمل: «إن يوم التأسيس ليوم مشهود تتألق فيه صفحات مشرقة من تاريخ الدولة السعودية الحديثة، التي تمكنت بفضل الله ثم بحنكة مؤسسها الملك عبد العزيز - طيب الله ثراه - من جمع شتات متناثر وبناء كيان متماسك وتأسيس ملك قوي وتحقيق إنجازات حضارية واسعة في شتى المجالات، ولقد ساعده في ذلك مشاعر الحب والولاء والتفاني التي يُكنُّها سكان المناطق لأسرة آل سعود نظراً لما تتمتع به هذه الأسرة من أصول مكينة وأسس عريقة وجذور راسخة تضرب في أعماق تاريخ الجزيرة العربية القديم والحديث، مما وفر لهذه المملكة السعيدة معنى الاستقرار والأمن والرفاهية والازدهار، حيث تبوأت مكاناً مرموقاً بين الدول، وأضحت ذات شأن وثقل بما منَّ الله به عليها باحتضانها الحرمين الشريفين وشرَّفها بخدمتهما وسدنتهما وبما أفاء به عليها من نعم الثروات الطبيعية التي أسهمت في نقل المملكة إلى دولة عصرية حضارية تنعم بالأمن والأمان وتتمتع بالرفاهية والرخاء». فرصة لتأكيد الوفاء والتلاحم الوطني من جهتها، شددت أ. وفاء القاضي أن يوم التأسيس يعد مناسبة وطنية ننتظرها كل عام، لنتذكر تأسيس الدولة السعودية الأولى قبل 3 قرون على يد الإمام محمد بن سعود، حيث يحتفي فيه أبناء هذا الوطن بالعمق التاريخي والحضاري لدولتهم، وبالإرث الثقافي المتنوع، كما أنه يوم للوفاء لمن أسهم في خدمة هذا الوطن من الأئمة والملوك والمواطنين. وزادت: «هو يوم تاريخي يعبر عن أمجاد وبطولات قادة الدولة السعودية في تعزيز البناء والوحدة وأصالة شعبها الوفي على مر التاريخ، وهو يوم يذكرنا بمجدنا وفخرنا بجذورنا الأصيلة وعقيدتنا الراسخة، واعتزازنا بما حققته مملكتنا الحبيبة من الوحدة والاستقرار والأمان الذي كان الأساس الذي أقيمت عليه حضارة المملكة، وما وصلت إليه من مكانة مرموقة داخلياً وخارجياً، وجعلها في مصاف الدول المؤثرة في شتى المجالات السياسية والاقتصادية والتعليمية والصحية، وأصبحت مثلاً يحتذى به، مع تمسكها بكتاب الله وسنة رسوله- صلى الله عليه وسلم- منهجاً في جميع شؤونها وتعاملاتها، وشرفها بخدمة الحرمين الشريفين ورعايتهما وقاصديهما من الحجاج والمعتمرين والزوار. ويوم التأسيس مناسبة عظيمة، وفرصة لتأكيد التلاحم الوطني والوقوف صفاً واحداً مع قيادتنا الرشيدة للمُضي قدماً في طريق البناء والنماء، والعمل على تحقيق أهداف الرؤية السعودية ٢٠٣٠. إن الإنسان يعتز دوماً بوطنه؛ لأنه مهد صباه، ومدرج خطاه، ومرتع طفولته، وملجأ كهولته، ومنبع ذكرياته، وموطن آبائه وأجداده، ومأوى أبنائه وأحفاده، ومن أجله يضحي بكل غالٍ ونفيس». عمق تاريخي ومناسبة للفخر والاعتزاز ويرى د. فهد بن أحمد عرب أن يوم التأسيس يعد مناسبة للاحتفال بتاريخ تأسيس دولة عظيمة على يد الإمام محمد بن سعود قبل 3 قرون، وأن هذه الذكرى تبرز العمق التاريخي للسعودية كدولة والاحتفاء بها ككيان دولي أصيل، ويواصل: «عند التأسيس كانت السعودية حريصة على تقديم بيئة آمنة ومستقرة للمواطنين معتمدة بشكل رئيس على الرعي والزراعة، ومع مرور الزمن، تطورت الدولة وتنوعت أنشطتها الاقتصادية والاجتماعية فأصبح لها رؤية شاملة تعتمد على جميع المجالات والأنشطة المختلفة المستحدثة في عالمنا اليوم بدون أي تحديد. ويمكن القول إن ولاة الأمر منذ التأسيس حتى الآن كانوا وما زالوا يخطون بها بتسارع كبير، ولكن خلال العقدين الماضيين أصبحت تقفز نحو تعزيز مكانتها العالمية، وباستمرار هذه الجهود في عهد خادم الحرمين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الميمون محمد بن سلمان، أصبحت المملكة ضمن مصاف الدول الرائدة عالمياً في مجالات عدة، مؤكدةً بذلك التزامها بالتقدم والتنمية المستدامة واختيار السلام والود في علاقاتها الدولية، ووجودها كواحدة من أكبر 20 اقتصاداً عالمياً، يعكس ما بذل من جهود حثيثة لتنويع الاقتصاد وبالتالي تحسين تصنيفها كأحد أسرع الاقتصادات نمواً في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ولله الحمد. عند مقارنة هذه الإنجازات بما شهدته المملكة قبل ما يقارب 300 عام، نجد أن المملكة في تلك الفترة كانت تسود فيها الوسائل التقليدية آنذاك، أما اليوم، فبنيتها التحتية والأنظمة التعليمية والصحية والتقنية المتطورة خولتها لتؤكد على سيادتها في كثير من المجالات، والأرقام الدولية المعلنة التي حققتها أكبر دليل على ذلك». يوم التأسيس: جذور راسخة ومستقبل واعد ويؤكد أ.د عايض محمد الزهراني أن يوم التأسيس يحمل دلالات سياسية وثقافية وهوياتية تعكس استمرارية الدولة وتجذرها عبر الزمن، ويكمل: «يُبرز يوم التأسيس أن الدولة السعودية لم تكن وليدة الصدفة، بل نشأت من رؤية واضحة لبناء كيان سياسي مستقر في جزيرة العرب. فالتحالف بين الإمام محمد بن سعود والشيخ محمد بن عبدالوهاب شكّل ركيزة أساسية لقيام الدولة، معتمداً على الاستقلال السياسي والإصلاح الديني. ورغم التحديات، مثل الحملة العثمانية على الدرعية عام 1818م، لم تنتهِ الفكرة السعودية، بل تجددت في الدولتين الثانية والثالثة، مما يعكس رسوخ الأسس التي قامت عليها الدولة». ويضيف د. الزهراني: «يؤدي هذا اليوم دوراً مهماً في تعزيز الهوية الوطنية عبر استعادة الذاكرة التاريخية، وربط الأجيال المعاصرة بالجذور الأولى للدولة، كما أن الاحتفاء بالملابس التراثية، والأكلات التقليدية، والفنون الشعبية، يعزز الانتماء الثقافي، ويؤكد استمرارية الإرث السعودي. ويساهم يوم التأسيس في ترسيخ الوعي السياسي والاجتماعي بأن الدولة السعودية ليست مجرد وحدة سياسية، بل مشروع حضاري قائم على الاستقرار والتطوير، كما يعزز الشعور بالفخر الوطني، حيث يدرك المواطنون أن بلادهم تمتلك تاريخاً ضارباً في العمق، وليس مجرد تاريخ حديث. الاحتفاء بيوم التأسيس ليس مجرد احتفال، بل هو تأكيد للهوية، واستلهام من التاريخ لبناء المستقبل». قصة مجدٍ صنعتها عزيمة الرجال من جانبه، استهل الدكتور أحمد بن عبدالعزيز سندي مشاركته بحمد الله الذي أنعم علينا بوطنٍ عظيمٍ، وقيادةٍ رشيدةٍ وحازمةٍ، وشعبٍ طموحٍ لا يعرف المستحيل، وقال: «نحتفي في كل عام بذكرى تأسيس هذا الكيان الشامخ الأصيل الذي أرسى قواعده الإمام محمد بن سعود قبل ثلاثة قرون، ليكون منارةً للوحدة والاستقرار، ولبنةً أولى لمسيرة عظيمة قادتها المملكة نحو المجد. ويوم التأسيس ليس مجرد ذكرى، بل هي قصة مجدٍ صنعتها عزيمة الرجال وإرادة الأبطال، وقصه خالدة وراسخة لكافة السعوديين، وهم يحتفلون بملك العزم والحزم، وذلك خلال ما قدمه تجاه خدمة دينه ثم بلاده الغالية والشعب السعودي الكريم، عبر عطاء متواصل وعمل دؤوب في سبيل رفعته في كل المحافل وعلى رؤوس الأوطان». ويضيف: «واليوم، تحت راية التوحيد وبقيادة سيدي خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد – حفظهما الله – تواصل المملكة مسيرتها نحو المستقبل برؤيةٍ طموحة وضعت من عرابها سمو سيدي ولي العهد، جعلت بلادنا في مصاف الدول المتقدمة، حيث حققت المملكة إنجازات في شتى الجوانب وعلى جميع الأصعدة يشهد لها العالم، من مشاريع بنية تحتية عملاقة تربط أرجاء الوطن، ومن قفزاتٍ اقتصادية ورياضية وتنموية عظيمة، تعزز مكانتنا في مجموعة العشرين، إلى ريادةٍ علمية وتقنية تسهم في بناء اقتصادٍ معرفي مستدام، كما أن المملكة، بقلبها النابض بالحرمين الشريفين، تواصل دورها الريادي في خدمة الإسلام والمسلمين وتعزيز الحوار والتسامح بين الشعوب. ويوم التأسيس مناسبة لنجدد العهد على مواصلة البناء، مستلهمين من الماضي عزاً، ومن الحاضر شرفاً، ومن المستقبل أملاً». حكم الإمام سعود بن عبدالعزيز في مكة المكرمة واستعرض أ. أحمد صالح حلبي جانباً من تاريخ مملكتنا الحبيبة وهو حكم الإمام سعود بن عبدالعزيز في مكة المكرمة، وعدّ يوم التأسيس دعوة للأجيال لقراءة تاريخ بناء الدولة السعودية على يد الإمام المؤسس محمد بن سعود المولود في الدرعية عام ١٠٩٠هـ / ١٦٧٩م، والذي نشأ وترعرع فيها، وكان مشاركاً في الأحداث أثناء عهد جده وأبيه عندما تولوا الأمارة فيها، مما أكسبه خبرة في الحكم. وأضاف: «الإمام محمد بن سعود الذي تولى إمارة الدرعية، عمل على تأسيس وحدتها وتأمين استقرارها الداخلي ومحيطها الخارجي، وحماية طرق الحج والتجارة، فانطلقت الدولة السعودية لتشكل بداية المرحلة الأولى من توحيد الدولة السعودية الأولى التي عملت بعد دخول مكة المكرمة تحت حكمها على تأمين دروب الحجيج واستقرار السكان، فقال الإمام  سعود بن عبدالعزيز في رسالته لأهالي مكة المكرمة بعد دخوله لها: لكافة أهل مكة والأبوات والعلماء وقاضي السلطان:” السلام على من اتبع الهدى، أما بعد .فأنتم جيران الله وسكان حرمه، آمنون بأمنه، إنما ندعوكم لدين الله ورسوله {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُون}، فأنتم في وجه الله ووجه أمير المسلمين سعود بن عبدالعزيز، وأميركم عبدالمعين بن مساعد، فاسمعوا له وأطيعوا ما أطاع الله والسلام»، ومثلت هذه الرسالة الضمان لأمن سكان مكة المكرمة وحجاج بيت الله الحرام، وقام الإمام سعود بن عبدالعزيز بن محمد بن سعود ببعض الأمور التي تتفق مع الشرع الحنيف من تأمين الناس على أرواحهم وأموالهم، وإلغاء الضرائب بغير وجه حق، وإزالة الأعمال الشركية وهدم القباب». ----- الأميرة سميرة آل سعود: هذه الدولة المباركة بنيت على أسس راسخة وترابط وثيق بين القيادة والمواطنين سألنا الأميرة سميرة بنت عبدالله بن فيصل الفرحان آل سعود عما يعنيه يوم التأسيس فأجابت: «في الثاني والعشرين من فبراير من كل عام نقف وقفة «هل الطيب» حيث نتذكر هذا اليوم العظيم في تاريخ الدولة السعودية مع الانطلاقة الأولى لتأسيس هذه الدولة المباركة وبنائها على أسس راسخة وترابط وثيق بين القيادة والمواطنين، وهذا ما جعل الخبير في التاريخ، خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز يصدر أمراً ملكياً كريماً في 27-1-2022م ينص على الاحتفاء بهذا اليوم ليكون ذكرى واعتزاز بالجذور الوطيدة لهذه الدولة المباركة، والتي لها عمق ضارب في أطناب التاريخ، منذ تأسيس الدرعية على يد الأمير مانع بن ربيعة المريدي قبل أكثر من خمسة قرون، أي في عام 1446م، ولكن الإمام محمد بن سعود رفع قواعد الدولة السعودية الأولى من الدرعية «يوم بدينا» في عام 1727م، واستمرت حتى وصلت إلى الوحدة الكاملة على يد الملك عبدالعزيز في عام 1902م، وأطلق عليها اسم المملكة العربية السعودية، وقد سار الملوك من بعده على هذا النهج، حيث شهد الوطن تطورات أذهلت العالم لأنها بنيت على عمق تاريخي موغل في القدم، وبهذه المناسبة السعيدة على قلوبنا نرفع أكف الضراعة إلى الله بأن يحفظ الوطن بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، وأن يديم علينا نعمة الأمن والإيمان والسلامة والإسلام، وكل عام ووطننا بعز ونصر وتمكين في يوم تأسيسه الذي يسكن القلوب». ---- أ. غدير حافظ: يوم يعكس عمق تاريخنا وهويتنا الراسخة وثراءنا الثقافي والفني العريق وبسؤال الفنانة غدير حافظ عن المعاني التي تستحضرها في يوم التأسيس، أجابت قائلة: «في يوم التأسيس، نستذكر بكل فخر جذور هذا الوطن العظيم، حيث بدأ الملك الإمام محمد بن سعود -رحمه الله- مسيرة بناء الدولة السعودية قبل ثلاثة قرون. هو يوم يعكس عمق تاريخنا وهويتنا الراسخة، ويجسد ذكرى تأسيس هذا الكيان المبارك على مبادئ العدل والوحدة والاستقرار، ويوم التأسيس ليس مجرد ذكرى، بل هو تأكيد على امتدادنا التاريخي وثراءنا الثقافي والفني العريق، ودعوة للأجيال القادمة للحفاظ على هذا الإرث العظيم. نحتفي اليوم بماضينا العريق، ونستلهم منه العزيمة لمستقبلٍ أكثر إشراقاً وازدهاراً وإبداعاً وتألقاً تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد -حفظهما الله-. كل عام ووطني شامخ بأمجاده، مزدهر بإنجازاته، ومستمر في مسيرته نحو الريادة». ------ أ.د هيفاء فدا: استلهام تاريخنا المجيد يعزز مسيرتنا المستمرة نحو مستقبل مشرق ولدى سؤال أ.د هيفاء بنت عثمان فدا عن أهمية هذا اليوم الذي نحتفي به في كل عام، أجابت بالقول: «بكل فخر واعتزاز، نحتفي بذكرى تأسيس دولتنا السعودية، مستذكرين إرث الإمام محمد بن سعود الذي أسس قواعد المجد قبل ثلاثة قرون. إن هذا اليوم، الذي أقره خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، يرمز إلى عمق تاريخنا وجذورنا الراسخة، وفي ظل قيادتنا الحكيمة، شهدت بلادنا نهضة حضارية شاملة، حيث تتنافس إنجازاتنا مع الدول المتقدمة في مختلف المجالات. نعتز بما تحقق ونؤكد على استمرار مسيرتنا نحو المستقبل المشرق، مستلهمين تاريخنا العريق وطموحاتنا الكبيرة». ----- أ. مشاعل القاضي: ملحمة بطولية قادها الأجداد وكتب تاريخها الآباء وحصد ثمارها الأبناء وتوجهنا بسؤال للأستاذة مشاعل القاضي عما يعنيه لها هذا اليوم فقالت: «في يوم تأسيس المملكة العربية السعودية، نكتب صفحة جديدة من تاريخنا المجيد، وهو يوم مميز لجميع السعوديين، نحيي فيه ذكرى تأسيس هذه الدولة التي جمعتنا تحت راية واحدة هي راية التوحيد، منذ عهد الدولة السعودية الأولى وحتى عهد الملك المؤسس عبدالعزيز طيب الله ثراه، الذي قاد حملة عسكرية لاستعادة الرياض، بعد ذلك بدأ في توحيد القبائل والمناطق المختلفة ولا شك أنه يوم مهم لكل الشعب لأنه يدل على الوحدة والانتماء للمملكة العربية السعودية، ويحكي مسيرة نفخر بها ونتغنى بها وهي ملحمة بطولية قادها الملك عبد العزيز وشارك بها الأجداد وكتب تاريخها الآباء وحصد ثمارها الأبناء. هنيئًا لنا بقيادتنا الرشيدة وكل عام ووطننا بألف خير».