
تحظى الدرعية بأهمية كبيرة في تاريخ المملكة العربية السعودية فهي عاصمة الدولة السعودية الأولى، ومنها انطلقت مسيرة توحيد هذه البلاد تحت راية التوحيد، ونهضة الوطن التي عمت جميع أرجائه، حيث قيض الله عز وجل لهذه البلاد قيادة حكيمة سعت لرفعة شأنه وتعزيز مكانته على مدى السنين، حتى غدت المملكة العربية السعودية نموذجًا يحتذى به في النهضة والتطور وجودة الحياة. تضم الدرعية العديد من الأحياء، ويعد حي الطريف القلب النابض لها، واكتسب أهمية كبيرة وشهرة عالمية بعد أن أصبح ثاني موقع في السعودية يتم اختياره كأحد مواقع التراث العالمي من قبل منظمة اليونسكو عام 2010 بعد جهود كبيرة بذلتها الحكومة أيدها الله لترميمه وتطويره وتحويله إلى موقع تراثي بمواصفات عالمية، وقد زاره منذ ذلك التاريخ العديد من رؤساء الدول، ومنهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي تجول في أرجاء الحي عام 2019 برفقة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد يحفظه الله، كما احتضن الحي الليلة التراثية المصاحبة لمجموعة العشرين التي رأستها المملكة عام 2020، وزاره مؤخرًا ضيوف ملتقى «صناع التأثير». شكّل اختيار «حي الطريف» بمحافظة الدرعية شمال 20 كلم غرب مدينة الرياض ليكون ضمن قائمة التراث العالمي تقديرًا عالميًا للقيمة التاريخية لهذا الموقع الأثري، وإبرازًا للمكانة الآثارية للمملكة. وكان تسجيل الدرعية التاريخية ضمن قائمة التراث العالمي التابعة لمنظمة اليونسكو يمثل أحد أهداف الخطة التنفيذية لتطوير الدرعية التاريخية التي وضعتها الهيئة الملكية لمدينة الرياض بالتعاون مع الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، لما لهذه الخطوة من أهمية في دعم مشاريع التطوير السياحي في الدرعية التاريخية، وزيادة قيمتها الأثرية والتراثية والمعنوية. مكانة الدرعية وأحيائها كانت الدرعية تعرف قديمًا بـ «العوجاء» وهي واحة غنّاء تتزين بالنخيل وتتميز بالنسيج العمراني الفريد الذي يشكل لوحة فنية راقية للعمارة التقليدية في نجد، ووعاءًا تراثيًا وثقافيًا تطل من خلاله على العالم. تضم الدرعية العديد من الأحياء مثل حي الغصيبة الرئيسي، وأحياء الطريف والظهيرة والطرفية والبجيري والعودة والبليدة والسريحة، وتتميز هذه الأحياء العامرة قديمًا بأنها تشترك في كثير من عناصرها العمرانية التي تمثل مفهوم العمران الإسلامي الذي يميز بالخصوصية واحترام الجار، إلى جانب المظهر العام للبيوت الذي يوحي بالحياة البسيطة والبعد عن البذخ، ويتوسط هذه الأحياء المسجد الجامع الذي كان يعد مكان العبادة والاجتماع والشورى. ويشكل حي الطريف التاريخي تحفة معمارية تجسد التطور العلمي والثقافي الذي تميزت به الدولة السعودية الأولى، وجاء اسمه من موقعه حيث يقع في الطرف الشرقي، وتتميز أبنية هذا الحي العريق بتصاميمها الفريدة والطابع النجدي المميز، حيث تتكون من عدة طوابق شيدت باستخدام الطين والمواد الطبيعية المستمدة من البيئة المحيطة، وقد برهنت هذه المباني على متانتها وقدرتها على الصمود لقرون طويلة، لتكون شاهدًا حيًا على عبقرية الإبداع المعماري في تلك الحقبة. أُسس حي الطريف عام 1766 على ضفاف وادي حنيفة، وفي القرن الثامن عشر وبداية القرن التاسع عشر تنامى الدور السياسي والديني للحي، وأضحى مركزًا للسلطة وانتشار الإصلاح. شكّل حي الطريف دورًا محوريًا كقاعدة للحكم في الدولة السعودية الأولى، وكمركز حضاري نابض بالحياة في الدرعية، عاصمة الدولة السعودية الأولى (1727-1818م)، فمنه كانت تصدر الأوامر والتعليمات للقادة والرعية، وفيه تعقد المعاهدات وإليه تفد الوفود المبايعة، كما كان منطلقًا للعلماء والدعاة المخلصين الذين كان همهم نشر الفكر السلفي الصحيح، وإزالة الأفكار والمعتقدات الخاطئة. ويضم الحي عددًا من القصور التاريخية والمتاحف والمساجد، ويحيط به سور يعد لوحة معمارية متفردة، حيث يحيط بالحي المهم الذي كان يضم عددًا من القصور التي شيدت في عهد الدولة السعودية الأولى، ويعلو السور عددًا من الأبراج الضخمة للمراقبة لا تزال قائمة حتى الآن، وبجواره العديد من الأماكن الأثرية كقرى عمران وسمحان وبرج سمحة وبرج شديد اللوح وسور قليقل وحصن الرفيعة، وأبراج المغيصبي وبرج الفتيقة، وبرج فيصل وأبراج القميرية، وقصر الأمير سعد بن سعود، وبرج الحسانية، ومسجد الظهيرة وغيره. الخصوصية المعمارية لحي الطريف وتطور البناء فيه ذكرها المؤرخ الإنجليزي «وليام فيسي» الذي قال إن الطراز المعماري وأساليب البناء الفنية في الدرعية القديمة تندر في منطقة نجد حيث شهد الحي مهارات استخدام الحجر والطين التي وصلت إلى أعلى المستويات في ذلك الوقت، كما ظهرت الزخارف العمرانية والنقوش في المسكن التقليدي لتعطي دلالة على انتقال المسكن من مرحلة تأمين المأوى كحاجة ضرورية إلى مرحلة الرفاهية والاستمتاع بالأشكال الفنية والتشكيلية. قصور حي الطريف تتعدد القصور في حي الطريف التاريخي، وتتميز بقوة البنيان ومسقطها الرأسي الذي يتخذ شكل المربع، بينما ترتفع غالبية هذه القصور حول فناء مركزي في وسطها، وتنوعت تصميماتها الأساسية وارتفاعاتها فكان من بينها قصور من طابق واحد مثل قصر ناصر، وأخرى من طابقين تم تشييدهما حول الفناء الداخلي مثل قصر سعد، إلى جانب قصور من ثلاثة أو أربعة طوابق مثل قصور سلوى التي كان ارتفاعها أطول من عرضها، وقد كانت الجدران الخارجية سميكة، مثل الجدران في باقي العمران النجدي، تطل على الخارج على واجهات تخلو بصفة رئيسية من الملامح ماعدا فتحات التهوية الزخرفية التي تأتي على شكل مثلثات، وما يزال العديد من الجدران يجد فيها الرائي المنعة والقوة. ويتفق العديد من المؤرخين على أهمية الأسوار التاريخية بصفتها أهم الملامح العمرانية ودرعًا منيعًا بمثابة خطوط الدفاع الأولى عن المدينة، وأهمية استكشافية لمراقبة تحركات العدو في أوقات الحرب، والمساعدة على رصد وصول القوافل التجارية في أوقات السلم، بالإضافة إلى إطلاق الإنذار المبكر لمواجهة أسراب الجراد الصحراوية، وتمثل البوابات الموجودة في الأسوار المداخل والمخارج الوحيدة في البلدة حيث يتم التحكم بنظام بها لتوفير الأمان للسكان. وهناك خاصية يشترك فيها حي الطريف مع سائر فن العمارة التقليدية في الدرعية القديمة والطراز المعماري في نجد، وهي التقسيم الثلاثي، فلا بد من توفر ثلاثة أقسام هي قسم الرجال وقسم العائلة وقسم الخدمات. مشروع تطوير حي الطريف يهدف تطوير الحي إلى إبرازه كموقع تاريخي أثري متحفي تتكامل فيه جوانب العرض بين الشواهد المعمارية والبيئة الطبيعية للحي إلى جانب العروض التفاعلية والأنشطة الحية، ضمن أُسس تُعنى بمفاهيم المحافظة والترميم، على اعتبار حي الطريف أهم معالم الدرعية التاريخية لاحتضانه المباني الأثرية والقصور والمعالم التاريخية لفترة الدولة السعودية الأولى. وتشمل مشاريع تطوير الطريف ما يلي: 1 مجموعة المتاحف - متحف الدرعية بقصر سلوى: يهدف هذا المتحف إلى التعريف بتاريخ الدولة السعودية الأولى من خلال منظومة من المكونات المتحفية والأنشطة المناسبة التي يحويها قصر سلوى (مقر الحكم آنذاك). يوفر المتحف تجربتين للزوَّار، الأولى هي للعرض المتحفي المغلق داخل الوحدتين الخامسة والسادسة من قصر سلوى وذلك بعد ترميمهما وإضافة هيكل حديث بداخلهما لاستيعاب المعروضات المتنوعة، والتي تشمل اللوحات والمجسمات والقطع المتحفية والأفلام الوثائقية. والتجربة الثانية هي للعرض المفتوح بين الأطلال، حيث يمكن للزوَّار التجوُّل بين الأطلال المرممة لبقية وحدات القصر، ضمن ممر مخصص لذلك يحتوي على نقاط للتوقُّف مظلَّلة ومزودة بالشاشات التعريفية لأهم فراغات القصر والأحداث التي جرت فيها. - متحف الحياة الاجتماعية: يختص هذا المتحف بعرض الحياة الاجتماعية خلال الدولة السعودية الأولى فيما يتعلَّق بالمهن وأنماط العيش والمناسبات وغيرها، وذلك من خلال الأقسام التالية: •قصر عمر بن سعود، حيث يتم عرض الحياة الاجتماعية في جانبها المتعلِّق بالدرعية كحيِّز جغرافي. •المباني الطينية المجاورة لقصر عمر بن سعود، وفيها يتم عرض الحياة الاجتماعية في باقي أجزاء الجزيرة العربية التي امتدَّ لها نفوذ الدولة السعودية الأولى. •معرض تقنيات البناء التقليدية، وذلك في المباني الطينية المجاورة لمعرض الحياة الاجتماعية، حيث يتم عرض طرق ومواد البناء التقليدية. •بيوت الإيجار اليومي، حيث تم ترميم وتهيئة عدد من البيوت الطينية المجاورة لمعرض تقنيات البناء التقليدية وتزويدها ببعض التجهيزات الحديثة وجعلها متاحة للإيجار اليومي، لتوفير تجربة العيش التقليدي للزوَّار. - متحف الخيل العربية: ويختص هذا المتحف بعرض الخيل العربية خلال الدولة السعودية الأولى، حيث يتناول التعريف بنشأتها وأصولها وخصائصها وتربيتها وما إلى ذلك. ويحتوي هذا المتحف على قسمين: •القسم الأوَّل : ويشمل متحف الآثار والمقتنيات والتعريف بالخيل العربية، وقد تمَّ اختيار المباني الطينية التي تقع شمال قصر ثنيان بن سعود لتكون مقرَّاً لهذا القسم. حيث تمت المحافظة على المحيط الخارجي للمباني وإنشاء مبنى حديث بالداخل. •القسم الثاني: ويحتوي على عرض حي لمجموعة محدودة من الخيول لتسليط الضوء على أنواعها وسياستها. وقد تمَّ اختيار الإسطبلات التاريخية للإمام عبد الله بن سعود والتي تقع إلى الجنوب من قصره بعد ترميمها لتكون مقرَّاً لعروض الخيل العربية. - المتحف الحربي: ويختص هذا المتحف بعرض وسائل الحرب والدفاع خلال الدولة السعودية الأولى. حيث يتم عرض المقتنيات والآثار الخاصة بالحرب، إضافة إلى أنواع المعارك التي خاضتها الدولة السعودية الأولى وتكتيكات الحرب في المباني الطينية، كما تم تخصيص قصر ثنيان بن سعود بعد ترميمه وتدعيمه لعرض قصة الدفاع التي خاضتها الدولة لكون القصر أحد أهم الحصون التي لعبت دورًا فعَّالًا في الدفاع عن الدرعية. كما يشمل هذا المتحف مقر فرقة العرضة، وذلك في المباني الطينية التي تقع شرق قصر ثنيان بن سعود. وتشارك هذه الفرقة بعروضها في الساحة التي تقع شمال قصر ثنيان بن سعود. ويوفِّر هذا المقر مكانًا لتدريباتهم ومنطلقًا لعروضهم. - متحف التجارة وبيت المال: ويختص هذا المتحف بعرض النظام الاقتصادي وطرق التجارة وأنواع الموازين والعملات إلى جانب عرض أنواع (الوقف) وكرم الضيافة خلال الدولة السعودية الأولى. تم تخصيص بيت المال بعد ترميمه وتأهيله وسبالة موضي بعد إعادة بنائها على نفس نمطها القديم ليكونا مقرَّاً لهذا المتحف. - متحف العمارة التقليدية: يعرض هذا المتحف تاريخ فن البناء في منطقة نجد والتقنيات والمواد المستخدمة والمراحل المتتالية للبناء التقليدي في الدرعية، بالإضافة إلى لوحات عن تاريخ البناء بالطين حول العالم. 2 - المباني الإدارية - مركز استقبال الزوار: هو مبنى حديث بالكامل عند مدخل حي الطريف ويطل على الوادي، أُخذ في تصميمه اعتبارات المكان والوظيفة واحترام القيمة التراثية والطبيعية. ويهدف المركز إلى تزويد زوَّار الطريف بالمعلومات اللازمة عن الطريف والأنشطة التي تتم بداخله، كما يحتوي على الخدمات اللازمة للزوَّار مثل التذاكر والإسعافات الأولية، بالإضافة إلى توفير مكان لمشاهدة عرض الصوت والضوء الرئيس على جدران قصر سلوى. - مركز توثيق تاريخ الدرعية: هو مركز بحثي معني بتوثيق تاريخ الدرعية يتبع لدارة الملك عبد العزيز. حيث تم تخصيص قصر إبراهيم بن سعود بعد ترميمه وتأهيله ليكون مقرَّاً لهذا المركز. ويحتوي على مكاتب إدارية ومكتبة وقاعات إطِّلاع للباحثين والزوار. - مقر إدارة حي الطريف: وهو مقر يحتوي على فريق إدارة الحي المعني بأعمال التشغيل والتنظيم لكافة الأنشطة الثقافية والترفيهية والخدمية التي يتضمَّنها الحي، فضلًا عن أمور الأمن والسلامة. تم تخصيص قصر فهد بن سعود بعد ترميمه وتهيئته ليكون مقرَّاً لهذا المركز. 3 - السوق التراثي ومجمع المطاعم - السوق التراثي: تم ترميم وتهيئة مجموعة من المباني الطينية التي تطل على أحد الشوارع الرئيسة بالحي والتي تمتد من بيت المال إلى قصر عمر بن سعود لتحتوي على سوق يعرض المنتجات الحرفية التراثية. - مجمع المطاعم: تم تخصيص مجموعة من المباني الطينية ضمن السوق التراثي لتكوِّن مجمعًا للمطاعم. حيث يجد فيها الزوَّار حاجتهم من المأكولات والمشروبات ضمن بيئة تقليدية مميَّزة. ويتضمَّن هذا المجمع أماكن داخلية وأخرى خارجية في الساحة التي يطل عليها قصر عبد الله بن سعود. 4 - شبكات المعلومات والوسائط المتعددة - شبكات المعلومات: وهي الشبكات التي تربط الأنظمة المختلفة لمباني وفعاليات الحي، حيث تتجمَّع في غرفة تحكُّم رئيسة تسمح بمتابعة وتنظيم جميع هذه الأنظمة والبرامج. - الوسائط المتعددة: يحتوي الطريف على عدد من عروض الصوت والضوء والوسائط المتعددة، فهناك عرض الصوت والضوء الرئيس الذي يُعرض على الجدران الخارجية لقصر سلوى ويُشاهد من مركز استقبال الزوار. ويحكي هذا العرض قصة الدولة السعودية الأولى في مدة زمنية مقدارها 15 دقيقة. كما توجد أيضًا (خمسة) عروض قصيرة للوسائط المتعددة موزعة على عدد من المواقع بالحي، وتحكي هذه العروض عدة جوانب من مواضيع الحياة الاجتماعية خلال الدولة السعودية الأولى، وتبلغ مدة العرض حوالي 5 دقائق. 5 - المساجد - جامع الإمام محمد بن سعود: يمثِّل جامع الإمام محمد بن سعود معلمًا بارزًا من معالم حي الطريف، وقد لعب دورًا كبيرًا في عهد الدولة السعودية الأولى على مختلف الفترات. ومن هذا المنطلق تم التعامل مع هذا الجامع بصورة تعكس أهميته وتاريخه، حيث تم ترميم الجزء المتبقّي من الجامع وتأهيله ليكون مهيئًا للصلاة فيه، وتم عرض آثار الجامع بنوعيها، الجزء الظاهر منها والجزء الذي تم اكتشافه بواسطة الحفر الأثري، والذي يعكس فترات البناء المختلفة للمسجد. 6 - الأعمال الخارجية وترميم المباني الطينية - الأعمال الخارجية: وتشمل أعمال التنسيق الخارجي للفراغات العامة ورصف الطرق والممرَّات بالطريف، إلى جانب أعمال الإضاءة والاستراحات ودورات المياه ومواقف النقل الداخلي للجولات السياحية. كما يشمل ذلك جسر الشيخ محمد بن عبد الوهاب، وهو الجسر الذي يقود إلى مدخل الطريق من مؤسسة الشيخ بالبجيري. وهو عبارة عن جسر جديد وحديث اعتُبر في تصميمه النواحي الوظيفية والجمالية وزاوية الرؤية. - ترميم المباني الطينية: إلى جانب المباني التي تم تهيئتها واستخدامها في وظائف أخرى كالمتحفية أو الإدارية أو الخدمية، توجد مباني أخرى تم ترميمها أو تدعيمها دون أيّ استخدام لها، وهي تنقسم إلى: •مباني تم ترميمها بالكامل، وذلك للحفاظ عليها وجعلها متاحة للزوَّار مثل قصر عبد الله بن سعود وقصر ثنيان بن سعود. •مباني تم فقط ترميم واجهاتها الخارجية، وذلك للحفاظ على الطابع العمراني للحي واستكمال البيئة المتحفية. ندوة دولية لليونسكو استضاف حي الطريف التاريخي في سبتمبر من العام الماضي 2023، ندوةً دوليةً لمناقشة دور القطاع الخاص في حماية وحفظ التراث الثقافي والطبيعي العالمي، عقدتها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) بالتعاون مع الميثاق العالمي للأمم المتحدة، وذلك للمرة الأولى في المملكة، بالتزامن مع الدورة الخامسة والأربعين للجنة التراث العالمي التابعة لليونسكو، التي استضافتها المملكة العام الماضي. وناقشت الندوة الإمكانيات المتنوعة للقطاع الخاص للإسهام في حماية وتعزيز مواقع التراث العالمي؛ بهدف وضع خارطة طريق تهدف إلى تطوير شراكات القطاع الخاص بشكلٍ فعّالٍ ومبتكرٍ ومرن، وإمكانية مشاركتها بدورٍ فاعلٍ في حماية وصون التراث العالمي، حيث شارك في الندوة قرابة أربعين شخصًا من ممثلي الشركات وأعضاء الميثاق العالمي للأمم المتحدة، بالإضافة إلى خبراء من لجنة التراث العالمي واليونسكو ووزارة الثقافة. وكانت الندوة حدثًا ثقافيًّا يتم تنظيمه للمرة الأولى في حي الطريف التاريخي، ونوقشت فيها عدد من الموضوعات المهمة خلال جلستين، الأولى حول موضوع التراث العالمي وتغيّر المناخ، والثانية تحت عنوان «الأولوية لأفريقيا والتراث العالمي». زيارة الرئيس الفرنسي زار فخامة رئيس الجمهورية الفرنسية إيمانويل ماكرون، مطلع شهر ديسمبر الماضي 2024، حي الطريف التاريخي بالدرعية، وذلك على هامش زيارته الرسمية للمملكة العربية السعودية، وكان في استقباله صاحب السمو الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان، وزير الثقافة، بحضور معالي وزير التجارة الدكتور ماجد بن عبدالله القصبي، ومعالي وزيرة الثقافة بالجمهورية الفرنسية رشيدة داتي، وسفير خادم الحرمين الشريفين لدى الجمهورية الفرنسية فهد الرويلي، ومعالي نائب وزير الثقافة حامد بن محمد فايز، ومعالي مساعد وزير الثقافة راكان بن إبراهيم الطوق، والرئيس التنفيذي لهيئة تطوير بوابة الدرعية جيري إنزيريلو. وتجوّل فخامة الرئيس ماكرون والوفد المرافق له في حي الطريف التاريخي بالدرعية، واطلع على الحي وما يمثله من قيمة تاريخية للمملكة العربية السعودية بوصفه نقطة الأساس التي انطلقت منها الدولة السعودية، ولكونه أحد المواقع المسجلة في قائمة اليونسكو للتراث العالمي، كما تخلل الجولة عرض للخيول وزيارة لمتحف الدرعية. وشهدت الزيارة عرضًا لأوجه التعاون الثقافي المتنامي بين المملكة والجمهورية الفرنسية في مختلف المجالات الثقافية، واستعراضًا لآفاق هذا التعاون والفرص المستقبلية الكبيرة، إلى جانب توقيع عدة برامج تنفيذية بين كيانات ثقافية سعودية وفرنسية. وبحضور فخامة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وقّع صاحب السمو الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان، وزير الثقافة، ومعالي وزيرة الثقافة بالجمهورية الفرنسية رشيدة داتي، تسعة برامج تنفيذية بين عددٍ من الهيئات الثقافية السعودية ونظيراتها الفرنسية، وذلك على هامش زيارة فخامة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الرسمية للمملكة العربية السعودية. ويأتي توقيع هذه البرامج التنفيذية في إطار تعزيز الشراكة الثقافية بين المملكة العربية السعودية والجمهورية الفرنسية، وضمن جهود وزارة الثقافة والهيئات الثقافية في تمكين القطاعات الثقافية، وتعزيز التبادل الثقافي الدولي باعتباره أحد أهداف الإستراتيجية الوطنية للثقافة، تحت مظلة رؤية المملكة 2030.