الخطة السعودية للعقدين القادمين
التطلُّعات الوطنية التي أعلن عنها سمو ولي العهد محمد بن سلمان لقطاع البحث والتطوير والابتكار في المملكة العربية السعودية للعقدين المقبلين، تستند إلى أربع أولويات هامة رئيسة؛ صحة الإنسان، واستدامة البيئة والاحتياجات الأساسية، والريادة في الطاقة والصناعة، واقتصاديات المستقبل. الهدف هو تعزيز تنافسية المملكة عالمياً؛ ودعم مكانتها كأكبر اقتصاد في المنطقة. ليس من المستغرب أن تأتي “صحة الإنسان” على رأس الأولويات، فالمملكة تستهدف إيجاد حلول جذرية للأمراض وتحقيق حياة صحية أفضل من خلال مواجهة التحديات الصحية. المؤهلات متوفرة والحمد لله، ومنها البنية التحتية المُتقدمة للبحث الطبي، وأفضل منظومة للرعاية الصحية في المنطقة، إضافة لتأسيس قاعدة موسعة للبيانات الجينية. نحن ماضون بتوفير أعلى معايير الرعاية الصحية لجميع أفراد المجتمع، بمن فيهم المواطن والمقيم والزائر، والحصول على أحدث المعدات والتقنيات الدوائية. الأولوية الثانية هي استدامة البيئة والاحتياجات الأساسية. يشهد العالم على تفوق المملكة في تحلية المياه، وتطوير تقنيات صديقة للبيئة لمواجهة تحديات نقص المياه والأمن الغذائي. كذلك تقود السعودية مبادرات مزدهرة كُبرى للحفاظ على البيئة، وتوفير المتطلبات الأساسية للإنسان من الماء والغذاء بشكل دائم. إضافة لذلك، نعمل عبر أساليب علمية حديثة على احتجاز واستخدام الكربون، وإنتاج الكهرباء منخفضة التكلفة، وتشجيع الممارسات الزراعية في جميع أنحاء المملكة. أما الأولوية الثالثة فهي الريادة في الطاقة والصناعة، وتستند على قيادة المملكة لقطاع الطاقة، وما تمتلكه من ثروات طبيعية وميزات تنافسية في مجال الصناعة. هذه الخاصية تؤهل المملكة لتصبح قوة صناعية عالمية لإنتاج الطاقة البديلة كالهيدروجين الأخضر، وطاقة الرياح، والطاقة الشمسية. نحن نعمل لضمان استمرارية الطلب على النفط، وتجديد مشاريع التعدين بشكل مستدام، والتأكيد على الاستغلال الأمثل للصناعات المتقدمة ذات القيمة العالية. وأخيراً، أولوية اقتصاديات المستقبل التي تستهدف تعزيز الابتكار في التقنيات الرقمية، وبناء مدن ذكية صديقة للإنسان وخالية من الانبعاثات، وتحسين عناصر الحياة الحضرية القادمة. إضافة لذلك، نولي اهتماماً خاصاً لاستكشاف أعماق البحار وخوض الفضاء، لتأمين غد أفضل للأجيال الجديدة. لدينا المزايا التنافسية، والدليل نجاحنا بالاستثمار في مشاريع هامة مثل “نيوم” و “البحر الأحمر”، إضافة لموقعنا الجغرافي المميز، والبنية التحتية الصلبة، والمواهب الشابة الواعدة. لهذه الأسباب، أضحت المملكة محط أنظار المستثمرين وأصحاب الريادة والنفوذ حول العالم. هدفنا كما أوضح الأمير محمد بن سلمان، أن تصبح المملكة “من رواد الابتكار في العالم، وأن يصل الإنفاق السنوي على القطاع إلى 2.5% من إجمالي الناتج المحلي، للمساهمة في تنمية وتنويع الاقتصاد الوطني من خلال إضافة 60 مليار ريال إلى الناتج المحلي الإجمالي في عام 2040”. كذلك طرح سموه وعداً أمام الشعب السعودي، أن المملكة تعمل على استحداث آلاف الوظائف النوعية عالية القيمة في العلوم والتقنية. آخر الكلام. خبرتنا بالسجل الطموح لسمو الأمير محمد بن سلمان، أنه إذا قال صَدَق، وإذا وعد أوفى. *كاتب سعودي