أيها الكارهون.. لن تجدوا ماءاً عكراً لتصطادوا فيه.

المملكة العربية السعودية كانت دائماً محوراً للثناء و للانتقاد على المسرح العالمي. في مهرجان جوي أوورد، عبّر الأمير عبدالرحمن بن مساعد عن رأيه لمنتقدي المملكة بعبارة لافتة: “أيها الكارهون.. لن تجدوا ماءاً عكراً لتصطادوا فيه.” هذه الاستعارة، الغنية بالمعاني الثقافية، تبرز لحظة حاسمة في رواية المملكة للدفاع عن نفسها ضد ما الحملات المفتعلة الشرسة و المضللة التي تهدف إلى تشويه سمعتها. مهرجان جوي أوورد، أتت كلمة سمو الأمير عبدالرحمن بن مساعد ليست دفاعاً فحسب، بل تأكيداً على قوة التحمل الصادق ضد كذب الحملات المضللة. هذا السياق هو الحاسم؛ فهي كلمة لم تُقل في الممرات الدفاعية لصنع السياسات بل في احتفال ثقافي فني عام و بحضور عالمي،و بالتالي سيصل الشعوب و المجتمع الدولي على حد سواء. استعارة “ماء عكر” تحمل معنى خاص. في العديد من الثقافات، بما في ذلك الثقافة العربية، الماء رمز للحياة، و الوضوح، و النقاء. تقول الكلمة بأنه لا يمكن العثور على ماء عكر، مما يعني أنه لا يوجد مادة للاتهامات التي يتم توجيهها ، لا فضائح أو فساد حقيقي يمكن استغلاله للمكاسب الشخصية أو السياسية. هي دعوة للنظر إلى ما وراء الكواليس، ما وراء عناوين الصحف التي غالباً ما ترسم صورة كارهة أحادية الأبعاد عن السعودية. يمكن تفسير هذه العبارة كرد فعل مباشر للحملات و الروايات التي تركز على حقوق الإنسان، الحريات السياسية، أو دور السعودية في الصراعات العالمية ، و بقوله أنه لا يوجد “ماء عكر”، يتحدى الأمير عبدالرحمن النقاد للعثور على قضايا حقيقية، جوهرية، بدلاً من الاعتماد على الاستفزاز أو تزوير حقائق. دور السعودية في السياسة الدولية، خاصة في الشرق الأوسط، هو نقطة أخرى للحملة الشرسة ، و تشير الاستعارة إلى أن المملكة واعية بهذه الروايات و متأكدة من أن أفعالها، عندما تُفحص بعدالة، لا توفر “الماء العكر” الذي يحتاجه الكارهين لمواصلة ادعائهم. الدفع نحو التنويع الاقتصادي بعيدًا عن الاعتماد على النفط هو مجال آخر حيث ينشأ النقد، خاصة حول الشفافية و وتيرة التغيير و تُفسر كلمة الأمير هنا كتطمين على أن المسار واضح، على الرغم من التحديات. هذا الإعلان العلني يحمل تداعيات تتجاوز الدفاع المباشر ، إنه بيان ثقة في الجدول الوطني و دعوة لتقصي الحقائق بدلاً من الأفكار المسبقة. “أيها الكارهون.. لن تجدوا ماءًا عكرًا لتصطادوا فيه” هي أكثر من كلمة دفاعية؛ إنها رواية للتحدي و دعوة لفهم أكثر واقعية للسعودية فيه تتحدى المجتمع الدولي للنظر إلى ما وراء العناوين، و التفاعل الصادق مع الإنجازات، و الاعتراف بجهود الحكومة للتنقل من خلال منظرها الاجتماعي السياسي المشرّف. ستُذكر هذه العبارة من الأمير عبدالرحمن بن مساعد في مهرجان جوي أوورد كنقطة تحول في كيفية أوصلت السعودية هويتها و سياساتها على المسرح العالمي دون أي تكلّف و أسمعت العالم حجم الثقة بما قامت به المملكة العربية السعودية من إنجازات وما ستقوم به في كل لحظة و لو كره الكارهون.