قراءة الفقراء.

هناك خيارات متعددة للقراءة للفقراء أو لمن لديهم أولويات أخرى تتقدم عليها. ومهما كان سبب عدم شراء هؤلاء للكتب فإن لهم الحق في القراءة، وعلى المجتمع واجب دعم ذلك الحق وتذليل أي صعاب يمكن أن تقف في طريقه. ويمكن للقراء الفقراء أن يبتاعوا من الكتب المستعملة المتوفرة في الأسواق في غير مكان من مدن العالم، والتي تتميز بانخفاض كبير في أسعارها عن أسعار الكتب الجديدة. وخلاف ما قد يتصور البعض فإن كثيرًا من هذه الكتب في حالة سليمة، ومنها ما هو شبيه بالجديد، أي إنه لم يُقرأ، وربما لم تُقلّب صفحاته بعد لسبب ما، ولذلك فإن هذه الكتب تُعد خيارًا ممتازًا لمن لا يستطيع إنفاق ماله على كتب جديدة. كما أن خيار الكتب الرقمية (المسموح بتداولها)، التي تأتي بصيغ متعددة أشهرها (PDF)، مناسب جدًّا خاصة إذا ما كانت مجانية. وهناك نسخ من هذه الكتب يمكن شراؤها بأسعار أقل بكثير من أسعار الكتب الورقية. ويقوم بعض من يرغب في التوفير بتبادل الكتب مع غيره من القراء بعد الانتهاء من قراءتها، أو المشاركة في برامج تبادل الكتب التي تقام على الدوام، ومنها ما يحصل في المملكة، وأشهرها برنامج تبادل الكتب الذي يقام عدة مرات كل عام في مركز الملك عبد العزيز الثقافي (إثراء)، حيث تتوفر آلاف الكتب التي يمكن الاختيار من بينها، وهي في حالة سليمة وبعضها جديد. وهنا دعوة لكل من انتهى من قراءة أي كتاب ولا يتوقع أن يحتاج إليه مستقبلًا أن يعرضه (للبيع أو كهدية) لمن يرغب في اقتنائه أو قراءته، بدل تكديسه في مكتبته الشخصية دون فائدة، تقديرًا للشجرة التي صُنع منها على أقل تقدير، وإعطائها عمرًا جديدًا. ومن المعلوم أن أسعار الكتب تتفاوت من بلد لآخر، ربما تصل إلى أقل من ربع قيمة نفس الكتاب ونفس الطبعة. وهناك خدمة تُقدم في بعض الدول حيث يمكن أن يقدم أي شخص طلبًا لشراء كتب من معرض كتاب وشحنها له، لتصله إلى بلده دون أن يسافر كل تلك المسافة، وبسعر أقل بكثير مما لو اشتراها في بلده. هذه بعض الخيارات التي يمكن للفقراء أن يقوموا بها من أجل الانخراط في سلك القراءة الذي يبدو أنه في حال انحسار (نأمل أن يكون وقتيًّا) لعدة أسباب، ذكرنا بعضها في مقالات سابقة.