
عرفت الدكتور عبدالرحمن محمد الطيب الأنصاري خلال تردده على النادي الأدبي بالرياض وحضور مناسباته الثقافية. وازدادت معرفتي وقربي منه من خلال مشاركته وعضويته للجنة العلمية التي كانت تعمل على إنجاز (موسوعة الأدب العربي السعودي الحديث.. نصوص مختارة ودراسات) التي نشرتها دار المفردات للنشر إذ كلفت بالمشاركة بإعداد تراجم الكتاب المذكورين بالموسوعة. كنت وقتها أعمل بمكتبة الملك فهد الوطنية فدعوته لزيارتها والتسجيل معه ضمن برنامج (التاريخ الشفوي للمملكة) فرحب مشكوراً وتمت الزيارة في 28/7/1420هـ وعلى مدى ثلاث ساعات استعرض المحطات المهمة في حياته بدءاً من ولادته وطفولته بالمدينة المنورة، ودراسته بها ثم ابتعاثه للدراسة الجامعية بمصر ثم الدراسات العليا بإنجلترا، وعودته لجامعة الملك سعود وتأسيسه لقسم الآثار، والتثقيف في الأماكن الأثرية ومنها منطقة (الفاو) وآثار الجوف، وقدوم الحضارة من الشمال للجنوب، وعن محاضرته أو الندوة التي شارك فيها في لندن وشكك بوجود قبيلة قحطان مما أثار حولها كثيراً من الردود والاستنكار، وأخيراً عضويته بمجلس الشورى. ثم افتتاحه لمكتب للدراسات التاريخية وتأليفه للكتب المعنية بالآثار ومشاركته بالإشراف على مجلة المنهل بعد وفاة صاحبها ابن عمه عبد القدوس الانصاري. اتصل بي بصفته عضواً بالمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، وكان مقرها تونس وكانت المنظمة تصدر (موسوعة أعلام العلماء والأدباء العرب والمسلمين) وكان ممثلاً لجامعة الملك سعود مع ممثلين من تونس وسوريا ومصر وقازاخستان والهند وطهران، والأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي، ويشرف على الموسوعة الدكتور المنجي بوسنينة المدير العام للمنظمة. وطلب مني المشاركة بالكتابة عن المغتربين من أبناء الجزيرة العربية مع تأسيس المملكة العربية السعودية وهم: عبدالله القصيمي وعبدالرحمن منيف وسليمان الدخيل. كتبت ما تيسر، وبعد فترة طلب مني الترجمة لعدد آخر من أبناء المملكة، وهم: عبدالله عريف، وأحمد السباعي، ومحمد الطيب الساسي، ويوسف ياسين، وكانت الموسوعة تصدر عن دار الجيل في بيروت، وقد صدر مجلدها الأول بتاريخ 1425هـ 2004م صدر منها حتى حرف العين قرابة 30 مجلداً. استمر تواصلي مع الدكتور الأنصاري بزيارته بمكتبه أو عن طريق مندوب يزودني بما صدر من مكتبه، ويطلب بعض ما صدر من سلسلة (هذه بلادنا) عندما كنت أعمل برعاية الشباب أو بعض إصدارات المكتبة وبالذات المعنية بالآثار والتاريخ. وقد سألني بعيد وفاة الأستاذ عبدالكريم الجهيمان عن مصير مكتبته، فقلت قد تهدى لمكتبة الملك فهد الوطنية أو جامعة الملك سعود، فقال إنه لا يفضل ذلك إذ أن المكتبة والجامعة بها كثير من المكتبات الخاصة وأنه يفضل لو تهدى لجامعة شقراء لكونها حديثة النشأة ولكون شقراء مسقط رأسه، وأضاف أنه كتب وصيته وأوصى بمكتبته لجامعة المدينة المنورة حيث ولد. أعد زملاؤه وتلامذته كتاباً بعد تقاعده (دراسات في تاريخ الجزيرة العربية وحضارتها) والكتاب معد من لجنة برئاسة الدكتور أحمد الزيلعي بمناسبة بلوغ الدكتور الأنصاري السبعين من عمره. شارك الأنصاري بموسوعة الأدب العربي السعودي مع الفريق العلمي بالمجلد الأول مقدمات عامة وبالمجلد السادس السيرة الذاتية. جاء في ترجمته بالموسوعة: «..حصل على البكالوريوس من قسم اللغة العربية بكلية الآداب جامعة القاهرة 1960، كما حصل على الدكتوراه من جامعة ليدز بإنجلترا 1966م. عمل بالتدريس في قسم التاريخ ثم قسم الآثار والمتاحف بكلية الآداب. جامعة الملك سعود، وشغل المناصب التالية: وكالة ثم عمادة كلية الآداب، رئاسة قسم التاريخ ثم قسم الآثار، الإشراف على مركز خدمة المجتمع والتعليم المستمر بجامعة الملك سعود. أشرف على تأسيس فرع الآثار في قسم التاريخ بكلية الآداب، وإنشاء جمعية التاريخ والآثار عام 1386هـ 1966م ورأس الندوة العلمية الثالثة لدراسة تاريخ الجزيرة العربية التي عقدت بالجامعة، وعمل مديراً للتقنيات الأثرية لمنطقة الفاو. اختير عضواً بمجلس الشورى لدورتيه الأولى والثانية، وهو عضو في كثير من اللجان العلمية، محلية وعربية وعالمية، مثل المجلس الأعلى للآثار بالمملكة، المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، الهيئة الدولية لكتابة تاريخ الإنسانية التابع لمنظمة اليونسكو. ومن مؤلفاته وبحوثه : المواصلات والاتصالات في المملكة العربية السعودية عام 1319 – 1419هـ. قرية الفاو وصورة للحضارة العربية القديمة قبل الإسلام. كتابات من قرية الفاو، مجلة كلية الآداب. جامعة الملك سعود. منطقة الجوف في عصور ما قبل الاسلام – مجلة الجوية ... ». وهذا وقد أصدرت وزارة المعارف- وكالة الآثار والمتاحف – سلسلة آثار المملكة – لعدد من مناطق المملكة-، وقد تولى الأنصاري رئاسة لجنة الإشراف العلمي. وفي عام 1420هـ 2000م أصدرت مؤسسة عبدالرحمن السديري مجلة آثار باسم (أدوماتو) الاسم القديم لدومة الجندل. وهي مجلة نصف سنوية محكمة تعني بآثار الوطن العربي، رأس تحريرها عالم الآثار السعودي الدكتور عبدالرحمن الطيب الأنصاري. حاز الأنصاري على أوسمة وجوائز نذكر منها : وسام الاستحقاق من الدرجة الأولى من المملكة العربية السعودية عام 1982م. جائزة مؤسسة التقدم العلمي الكويتية عام 1984م. وشاح الثقافة والفنون من وزارة الثقافة بالجمهورية اليمنية 1998م. درع اتحاد الآثاريين العرب – الجامعة العربية .. القاهرة 2001م. ترجم له أحمد سعيد بن سلم في (موسوعة الأدباء والكتاب السعوديين خلال مائة عام) وذكر أنه درس بالمدينة المنورة حتى نهاية المرحلة الثانوية من المعهد العلمي السعودي. وأن أطروحته للدكتوراه من جامعة ليدز بإنكلترا بعنوان (تاريخ قبل الإسلام). وذكر من مؤلفاته، 1- ظاهرة الهروب في أغاريد طاهر زمخشري صدر على 1380هـ 1960م. 2- ظاهرتان في حياة أبي الطيب المتنبي.. نسبه تنبؤه صدر عام 1381هـ 1961م. 3- مصادر تاريخ الجزيرة العربية – بالاشتراك – صدر عام 1399هـ. 4- قرية الفاو صورة للحضارة العربية قبل الإسلام في المملكة العربية السعودية. طبع باللغتين العربية والانجليزية صدر على 1402هـ. 5- العلا والحجر صورة من الحضارة العربية، صدر عام 1406هـ 1986م. وترجم له في (موسوعة الشخصيات السعودية) من مؤسسة عكاظ للصحافة والنشر وإضافة لترجمته رئاسته لمجلس إدارة الجمعية الوطنية الخيرية للمتقاعدين 1426هـ 2005م. وكتب عنه محمد بن صالح عسيلان في (إشراقات طيبة) وعلى مدى 25 صفحة استعرض سيرته ومسيرته العلمية وضمنها مقابلة له وتوجيه أسئلة، قال منها إن والده توفي وهو في التاسعة من عمره، وأن قدوته ابن عمه عبد القدوس الانصاري. وقال إنه عضو بمجلس إدارة مكتبة الملك عبدالعزيز العامة، وعضو مجلس أمناء جائزة الملك عبدالله للترجمة، وعضو الهيئة الاستشارية لوزارة الثقافة والإعلام.. الخ. واضاف أنه نال جائزة الأمير (الملك) سلمان للريادة في تاريخ الجزيرة العربية كما أضاف من مؤلفاته المشتركة: 1- حائل ديرة حاتم، 2- نجران منطقة القوافل، 3- تيماء ملتقى الحضارات، 4- الطائف إحدى القريتين، 5- عسير حصن الجنوب الشامخ. كما أصدر سلسلة (قرى ظاهرة على طريق البخور)، القطيف والأحساء (آثار وحضارة) وكتاب الباحة (الجمال الباسم)، وكتاب خيبر: الفتح الذي سرّ به النبي صلى الله عليه وسلم. وكتاب الجوف (قلعة الشمال الحصينة).