في ملتقى قراءة النص (21)..

نادي جدة الأدبي يولي اهتمامه بالمرويات الشعبية.

آثر النادي الأدبي الثقافي بجدة أن يكون عنوان ملتقى قراءة النص (21) التاريخ الأدبي والثقافي في المملكة العربية السعودية بين الشفاهية والكتابية، الذي نظمه على مدار ثلاثة أيام، وكرّم فيه المؤرخ محمد عبد الرزاق القشعمي نظير جهوده في توثيق الأدب الشفاهي، مخصصًا الشكر للوجيه الشيخ سعيد بن علي العنقري على دعمه للملتقى ماديًا ومعنويًا. ووصى النادي الأدبي بجدة بتأسيس مركز وطني لتدوين التراث الشفوي، والعمل على ديمومة الملتقى لحاجة المشهد الثقافي والأدبي لمخرجاته، وتشجيع المرويات الشعبية ودعمها، والاستفادة من التقنيات الحديثة في رصد التراث وجمعه، وتوثيق الفنون، والأهازيج، والحكايات الشعبية، والسعي من خلال الأبحاث المؤصلة إلى ردم الفجوة بين الأدب المكتوب والرواية الشفهية. وقدم الملتقى - الذي حظي بحضور نخب ثقافية وأدبية - بباقة من الفقرات، منها عرض فيلم وثائقي عن المكرم محمد القشعمي، وكلمة لمعالي الدكتور المستشار بالديوان الملكي فهد السماري أوضح فيها أن القشعمي خرج علينا بمرحلة جديدة في التاريخ الشفوي، وابراز جهود شخصيات أخرجها للنور، مقدمًا عملًا ابداعيًا تولد من محبة وشغف”. ندوة تكريمية عن جهود المؤرخ محمد القشعمي ونظّم ملتقى قراءة النص (21) ندوة عن المحتفى به المؤرخ محمد القشعمي بعنوان “ ذاكرة الثقافة وعرّاب التدوين” احياها كل من الدكتور محمد السيف والاستاذ عدنان العوامي والأستاذ محمد الهلال، وأدارها الدكتور محمد الربيع. ووصف الدكتور محمد السيف المؤرخ محمد القشعمي بالجامع للموروث الشفاهي “فهو يتقد وطنية وحِسًّا، ويعشق التحدي، ويرى المستقبل بعين البصير، ويوظف خبرته المديدة في الاعمال الشفاهية، فجاءت عاجزة عن الراصد ان يحصيها”. وقال عدنان العوامي:” بحسب اطلاعي لم يسبق محمد القشعمي أحد في عناوين كتبه وخروجه عن المألوف مثل عنوان كتابه احمد السباعي رائد الادب والصحافة المكية وغيرها من العناوين”. بينما ذكر محمد الهلال “ان كل مشاريعي الثقافية تبدأ من عند محمد القشعمي، فأدهشني باهتمامه بكل مشروع ثقافي اعمل عليه، وعادتي الا أصعد على منصة أمام الجمهور، ولم اتجرأ الليلة الا من أجل محمد القشعمي”. استطلاعات حول الثقافة الشافهيه قرأ الدكتور حسن حجاب الحازمي ورقة بحثية عنوانها “من الشفاهية إلى التدوين جهود العقيلي في توثيق الأدب الشعبي في الجنوب”متناولًا سيرته ومنجزاته الأدبية، متعقبًا بالتحليل أسلوب وطريقة العقيلي في تحويل الأدب الشعبي في منطقة جازان من أدب إلى أدب مكتوب. كما شاركت الدكتورة لمياء باعشن ببحث عنوانه “الحكاية الشعبية من الشفاهة إلى التدوين: التبات والنبات نموذجًا”، مشيرة أن “المرويات الشفهية تعمل كمستودعات للغة واللهجة، كونها تجسد التعبيرات اللغوية الفريدة المتأصلة في الثقافة المحلية” موضحة غياب طقوس الحكي الجمعي نتيجة عوامل التمدن السريع. وأورد الدكتور أحمد اللهيب إمكانية التوقف عند النّظرية الشّفاهيّة بأنّها ذاتُ علاقةٍ قويّةٍ بالبدائيّةِ البشريّة، وأنّها منحت الخلودَ لأعمالٍ بشريّة كانت جديرةً بالبقاء ؛ نظرًا لأنّها قدمت نماذج عليا من الإبداع البشريّ. ودارت ورقة الدكتور أحمد الهلالي حول “تقنيات المثل الحواري في الثقافة السعودية الشعبية “ وان الأمثال ضرب من الأدب الجمعي العربي، زاد حضوره حين اختزن القرآن الكريم عددًا كبيرًا من الأمثال، وظل إلى عهد قريب يحظى بمكانة الرفيعة. رصد الانتقالات من الشفاهي إلى الكتابي تناول فيها الدكتور صالح معيض الغامدي “جهود محمد القشعمي في تدوين السير الذاتية السعودية الشفوية” داعيًا من خلالها إلى دراسة السير الذاتية الشفوية التي قام القشعمي بتسجيلها وتدوينها. أما الدكتور أحمد صالح الطامي فرصد “تجليات التاريخ الثقافي في يوميات الشيخ محمد العبودي” واستجلاء ما تحمله يومياته من تسجيل لحركة التطور الثقافي في جوانبها التعليمية والفكرية والاجتماعية التي جرى تسجلها قبل أكثر من ثمانين عامًا في يومياته. وتناول الدكتور سعود الصاعدي “جدلية الشفاهي والكتابي في ثقافة الصحراء” من خلال نار المرخ وتوطين الحكايات، وان التوطين يبدو في دلالة من دلالاته شكلًا من أشكال الكتابة، باعتبار جذره المعجمي يعني الإقامة والسكن، ومعنى أن يقيم الشيء أي أن يستقر فتكون له حدوده، وذلك ما تعنيه الكتابة في جذرها اللغوي. وركزت الدكتورة إيمان العوفي على البودكاست بورقة عنونتها “الشّفاهيّة الجديدة بين تواصل النّصّ وتداخل النّسق” وقراءة في ثقافة التّدوين الصّوتيّ Podcast “وما أنتجته الشّفاهيّة الجديدة بوصف البودكاست تدوينًا صوتيًّا يجمع بين الشّفاهيّة والكتابيّة. ورصدت الدكتورة هيفاء رشيد الجهني مسيرة “السرد الشعبي السعودي من الشفاهة إلى الكتابة” وبوصف الأدب الشعبي بأحد أنواع التراث الذي يستضيء به الفكر والثقافة الإنسانية. توظيف الذكاء الاصطناعي عُنيت ورقة الدكتور شتيوي الغيثي “بتحوّل الأنواع الأدبيّة بين الشفاهيّة والكتابيّة”، وأن الثقافة العربية اتكأت على الثقافة الشفاهيّة بوصفها الثقافة المتاحة، ولعبت دورًا أساسيًا في نشوء بعض الأنواع الأدبية وخفوت أخرى”. وذهب الدكتور عبد الرحمن بن حسن المحسني، إلى استنطاق ما حفظته النقوش الصخرية بتوظيف الذكاء الاصطناعي” في دراسة تناولت عرضًا لقرابة ثلاثين نقشًا من النقوش الصخرية الأثرية، وتقديم عرض لهذه النقوش الصخرية. واستعانت الدكتورة سميرة الزهراني برواية استراحة الخميس لغازي القصيبي نموذجًا لبحث “التداخل السردي بين الشفاهية والكتابية ودلالاته الإبداعية في السير الذاتية” وتوثيق دلالات التداخل السردي بين الشفاهية والكتابية في فن السير الذاتية السعودية. من جهته اخذ الدكتور سلطان العوفي مذكرات “في قلب العاصفة” للأمير خالد بن سلطان أنموذجًا كشف من خلاله عن بلاغة المذكرات، مستعينًا بكتاب”مقاتل الصحراء”. أما مشاركة الدكتور خالد الجريان فحول “السيرة الذاتية بين القصة والتاريخ والأحداث والمشاهدات” وقراءة أدبية لرحلة الأمل والألم للشيخ الأديب أحمد بن علي آل الشيخ مبارك. لمحة حول أهازيج الحصاد. تناول الدكتور حمد الدُّخِّيل “الأصول الثقافية للأدب السعودي بين الشفاهية والكتابية” وأن العرب في ثقافتهم أمة شفهية، إلى ان انتشرت الكتابة التي استمرت جنبًا إلى جنب حتى منتصف القرن الثالث الهجري. أما الدكتور عبدالله الزهراني فجعل من ورقته التي قدمها عنه الدكتور عبدالرحمن العتل من كتاب “وحي الصحراء” رصدًا للحركة الثقافية والأدبية، والإشارة إلى أن هذه الحركة منذ تأسيسها تطوّرت تطوّرًا لافتًا. وأشار الباحث الدكتور محمد بن راضي الشريف، في ورقته ألى رواية أبي علي الهجري للشعر الشفهي في كتابه “التعليقات والنوادر” وانفرده بذكر قصائد لشعراء عاشوا ما بين القرن الأول والرابع الهجريين. وأما ورقة الدكتورة بسمة القثامي فتناولت “تسرّيد الثقافة والتاريخ في نماذج من السير الذاتية السعودية” وان السيرة الذاتية تُعد فنًا متمايزًا من حيث جمعها بين تجارب الذات وتعالقها مع التاريخ والثقافة والأدب. واختارت الدكتورة شوقية الأنصاري، من أدب الطفل وأجناسه التفاعلية من الغنوة الشفهية للكتابة الرقمية: المعجم اللغوي مسرحًا لبحثها، وتأتي دراستها مواكبة لنمو اللغة وتجدّد فنون آدابها. واتخذ الباحث والكاتب خالد الطويل من “أهازيج الحصاد” في منطقة المدينة المنورة وضواحيها، مختبرًا لبحثه، كون أهازيج الحصاد تمثّل تراثًا شفويًا إنسانيًا غنيًّا يعكس فرحة المزارعين بمواسم الحصاد وثقافتهم وتقاليدهم. البودكاست الوجه الجديد الثقافي شارك الدكتور منصور بن عبدالعزيز المهوس، بورقه وسمها بـ”حكاية الأثر الثقافي لمحمد الخضير في سيرته رحلة بين قرنين من المشافهة إلى الكتابة” وتناول التأريخ الثقافي في المملكة في جانبه التعليمي، وما قدمه أحد رواد الشيخ محمد بن إبراهيم الخضير -رحمه الله- من جهود ذكرها في سيرته. واتخذ الباحث الدكتور نايف إبراهيم كريري من البودكاست الرقمي أنموذجًا، بوصفه الوجه الجديد للإعلام الأدبي والثقافي، وظهور عدد كبير من البودكاستات الأدبية والثقافية التي تقدم محتوى متنوعًا يجذب فئات مختلفة من الجمهور. وسخر الباحث أحمد بن طريّح العمري كتاب “من البادية إلى عالم النفط” لعلي النعيمي مجالًا للبحث حول تجربة الكاتب بين السيرة الذاتية في صورتها التي تُعنى بالفرد منذ ولادته، ونشأته، وتعليمه إلى العمل؛ وبين المذكرات الأدبية التي تبحث موقع الكاتب. أما الدكتورة جميلة بنت خلف الشاماني، فقد ذهبت في ورقتها إلى بحث تجليات ودلالات الحرفة اليدوية في نماذج من الشعر السعودي، عبر إخضاع مادة بحثها للمنهج السيميائي. بدورها جعلت الدكتورة قُدَاس بنت خالد الخضيري من كتاب “مشيناها” للدكتور عبدالرحمن الشبيلي أنموذجًا، لدارسة “الإعلامُ السعوديُّ القديم وثقافةُ الشِّفاهيَّة” ودوره في المشهد الثقافي والأدبي في السعودية؛ واسهامه في تعزيز الهوية الوطنية والعربية والإسلامية.