
ضمن فعاليات مبادرة الشريك الأدبي - الموسم الرابع، احتضنت مكتبة صوفيا بالرياض جلسة سقراطية بعنوان “اسأل حتى أراك” قدمها الأستاذ نايف الفيصل وسط حضور نوعي وتفاعل لافت. الجلسة التي تميّزت بحوار فلسفي مفتوح سعت إلى تحفيز التساؤلات الفلسفية، وتعزيز مهارات التفكير الناقد، وإعادة الاعتبار لدور السؤال في تشكيل المعرفة والوعي. * السؤال.. مرآة الفكر وجوهر الفلسفة أكد الفيصل خلال الجلسة أن الإنسان يُعرف بأسئلته قبل إجاباته، وأن السؤال ليس مجرد أداة للاستفهام، بل انعكاس لهويته الفكرية واهتماماته وأولوياته. مشيرًا إلى أن التساؤل هو جوهر الفلسفة، وأن القيمة الحقيقية للفكر لا تكمن فقط في الوصول إلى إجابة، بل في فهم لماذا تبدو تلك الإجابة صحيحة أو خاطئة. كما أوضح أن الاعتياد على تلقي الإجابات الجاهزة يُهمّش دور العقل في التفكير والنقد، ويجعل الفلسفة تفقد جوهرها الحيوي. وأضاف أن السؤال ليس رفاهية، بل ضرورة فكرية، ليس فقط في الفلسفة، بل في الحياة ذاتها. كما شدّد على أهمية تعليم الأطفال كيف يفكرون، قبل أن نلقّنهم بماذا يفكرون، لأن بناء العقل النقدي يبدأ من القدرة على التساؤل الحر. ويرى الفيصل أن الفلسفة لم تكن يومًا وسيلة للوصول إلى إجابات قطعية، بل هي رحلة مستمرة نحو مزيد من الأسئلة، إذ لو كانت الفلسفة تقدم حقائق نهائية، لانتهت وقضت على نفسها. * الحضور في قلب التجربة.. صناعة الأسئلة والتفاعل المباشر لم تكن الجلسة إلقائية، بل تجربة حوارية تفاعلية شارك فيها الحضور بطرح الأسئلة الفلسفية وبعض التطبيقات العملية ، كما قاد الفيصل تمرين “دوامة الأسئلة” حيث بدأ بسؤال فلسفي وتوالت الأسئلة من الحضور أسئلةً ترد على الأسئلة مما خلق حوارًا مفتوحًا ومهارة في صناعة السؤال الفلسفي. * السؤال لا يموت.. والجلسة لم تنتهِ! لم تكن الجلسة مجرد لقاء فكري عابر، بل امتدت آثارها إلى أبعد من ذلك، حيث غادر الحضور وهم يحملون أسئلتهم معهم، وبقيت الجلسة حية في تساؤلاتها، ليواصل المشاركون رحلتهم في البحث عن المعنى، مؤكدين أن الحوار الحقيقي لا ينتهي بانتهاء الجلسة، بل يستمر في العقول والأفكار.