صباح ناقص التأويل

لم يكتمل هذا الصباح لأن وردته الوحيدة في الحقول تنام خائفة من الحطاب أن يأتي قبيل الفجر يكسر زهوها ويبيعها للمترفات من الأوانس في مدائنه البعيدة ..   لم يكتمل هذا الصباح لأن شمساً لستُ أعرفها تطل على التلال تداعب الأشجار تفتح للنهار نوافذاً أخرى تجرب أن تكون بداية للأغنيات البكر لكن دونما وعد يباغتها الظلام .. لم يكتمل هذا الصباح لأن طفلاً في العراء يقاوم الإقصاء من رجل الحدود يقاوم السفر الطويل إلى متاهات المنافي لم يكتمل هذا الصباح لأن هذا الطفل لم يعرف سريراً منذ أول طلقة للحرب لم يعرف طريقاً للمنام ومنذ أول قطرة سالت على الأزهار لم يعرف بلاداً غير هاذي الخيمة المنثور فيها بين أرتال الركام .. لم يكتمل هذا الصباح لأن سيدة تصلي خلف جدران الكنيسة تمسح الدمعات عن وجناتها وتعود للمقهى تعد الشاي لامرأة أمام المسجد الأقصى تصلي كي تعود القدس آمنة تصلي .. بيد أن رصاصة ثقبت ضلوع الأرض وانكسر السلام .. لم يكتمل هذا الصباح لأن عاشقة ترتب في المساء سرير لهفتها تبالغ في تبرجها وتجلس في انتظار حبيبها الما عاد يأتي منذ خانته البلاد ..  لم يكتمل هذا الصباح تقول شاعرة تواعد ظلها وتطل من شرفاتها العليا  لتبتكر المجاز لم يكتمل هذا الصباح لأن من أحببتهم غابوا ووحدي أنفث الأشعار في ورق البنفسج ثم أطفئها ليشتعل الفراغ لم يكتمل غير الصباح تقول سيدة تدون في الكتاب فصول وحدتها وتجلس في انتظار يمامة أخرى تبادلها الهباء ..