«ورشة».. مشروع ثقافي سعودي جديد يعيد تعريف المجلات الثقافية:
د.علي المجنوني: نتوجه لعموم القراء بمفهوم واسع للثقافة.

في ظل الزخم الثقافي الذي تشهده المملكة، تبرز منصة “ورشة” كمشروع طموح يعكس الحيوية والتجدد في المشهد الثقافي المحلي. أعلنت المنصة مؤخرًا عن قرب إصدار مجلة “ورشة”، التي تهدف إلى مواكبة التحولات الثقافية والفنية في المملكة وتسليط الضوء على الظواهر والتجارب الحديثة برؤية تحليلية شاملة. في هذا الحوار الخاص مع «شرفات»، يكشف رئيس تحرير مجلة «ورشة» الدكتور علي المجنوني تفاصيل المشروع الذي يتطلع إلى أن يكون إضافة نوعية للمجلات الثقافية السعودية. من خلال طموحات تتجاوز المألوف، تسعى المجلة لتقديم محتوى هجين ومتعدد الوسائط يجمع بين التحليل الثقافي والتفاعل المجتمعي. كما يعرض رئيس التحرير خطط المجلة لمواكبة التطورات، وتوسيع نطاقها محليًا ودوليًا، ومواجهة التحديات في ظل السرعة والكثافة التي يتميز بها الحراك الثقافي السعودي. وهنا نص الحوار: *استقبل المجتمع الثقافي بحفاوة رسائل منصة “ورشة” على تطبيق “إكس”، حيث أعلنتم عن قرب إصدار مجلة “ورشة” التي تهدف إلى مواكبة الحراك الثقافي في المملكة وتسليط الضوء على التطورات الثقافية والفنية بمنظور متجدد. أنت كرئيس تحرير للمجلة، كيف تصف لنا هذا المشروع الثقافي الجديد؟ كيف يمكن لك ان تقدمه للجمهور؟ وهل حددتم موعد إطلاق العدد الأول؟ -يستمد هذا الحدث أهميته من مجموعة عوامل. أولها قلة المجلات الثقافية في المشهد السعودي، فالمجلات ذات الطابع الثقافي تعد على أصابع اليد الواحدة. وهذا لايتوازى مع غنى المشهد الثقافي في المملكة العربية السعودية من ناحية، ولا يعكسه بحال من الأحوال من ناحية أخرى. ثانيا ما تتفرد به مجلة ورشة عن غيرها من المجلات هو أنها معنية برصد الحراك الثقافي الزاخر المتجدد وتنا وله بالتأمل والتحليل. فالمجلة تحمل على عاتقها مهمة فهم الظواهر الثقافية ورصد أثرها على المستفيدين منها. ومن ثم فإنها موجهة إلى عموم القراء لا سيما أولئك الذين لا يصنفون أنفسهم على أنهم مثقفين أو يرجح اهتمامهم بمجلة ثقافية. ثالثا تعتمد المجلة مفهوما واسعا للثقافة لا يقصر تركيزه على النتاج الثقافي التقليدي، وإنما يشمل جميع مناحي الحياة تقريبا، فكما هو معلوم هناك بعد ثقافي لكل ما يفعله الإنسان وما يُفعل به. هذه الملامح وغيرها تجعل من إصدار مجلة في هذا الوقت أمرا ملح ويبعث على الاستبشار، وأتوقع أن يتلقاها المجتمع السعودي بهذه الروح نتواجد حيث يكون القارئ *هل ستكون مجلة “ورشة” منصة رقمية فقط، أم هناك خطط لإصدار نسخة ورقية مستقبلًا؟ وكيف ستتفاعل مع التطورات التقنية الحديثة في مجال النشر؟ -مجلة ورشة ستكون ورقية إضافة إلى منصة إلكترونية وحسابات خاصة على منصات التواصل الاجتماعي، ولا بد لمجلة تلزم نفسها بمراقبة التطورات أن تكون حيث يوجد القارئ. المجلة حيوية تستمد حيويتها من المشهد الذي تواكبه. سيكون المحتوى الموجود في كل وعاء من هذه الأوعية مراعيا لطبيعة الوعاء ومستغلا لطاقاته التعبيرية والتقنية على حد سواء. ونطمح إلى أن تكون هناك أشكال أخرى للمحتوى الذي نقدمه في القريب العاجل إن شاء الله المملكة بوصفها «ورشة» هائلة للأفكار *كيف ستتميز مجلة “ورشة” عن المجلات الثقافية الأخرى في المملكة؟ وما هي القضايا الرئيسية التي ستركزون عليها في محتواها؟ -مثلما اسلفت الذكر أعلاه تميز مجلة ورشة نفسها عن باقي الإصدارات الثقافية في المشهد بتركيز على الحيوية والتجدد في هذا المشهد. وهذا ما نسعى إلى عكسه في طبيعتي مواد المجلة وفي تصميمها وفي روحها. ويمكن لمس هذا الشيء بدءا من اسم المجلة، فنحن ننظر إلى زخم التطورات المتلاحقة في المملكة العربية السعودية بأنه بمثابة ورشة هائلة للأفكار والرؤى والتجارب والإنجازات. ما يتحقق ليس إلا خطوة في سبيل ما لم يتحقق بعد. ونحن نعلم أن متابعة مشهد بهذه الحركة وهذا الزخم يشكل تحديا خاصا للإعلام الثقافي، ولكننا قبلنا التحدي ونرجو أن نوفق فيه. منفتحون على كل أنواع الإنتاج *هل تخططون لتوسيع منتجاتكم لتشمل مبادرات ثقافية أو محتوى جديدًا خارج إطار المجلة؟ -نحن بالفعل منفتحون على أشكال الإنتاج الثقافية المختلفة وحتى وإن كانت المجلة في جزء منها ورقية فإن لدينا بابا خاصا عبارة عن فعالية حضورية تتناول في كل مرة قضية ثقافية الطابع نستضيف فيها مجموعة من الخبراء والمختصين نجمعهم على طاولة الحوار من أجل التفكير معا ونتناقش حول القضية من أجل إيجاد حلول عملية لها. هذه الورشة المصغرة تشمل اجتماعات مصغرة تشبه مجموعات التركيز المعتمدة في الأبحاث، ويتبعها اللقاء الحضوري الذي يجتمع فيه الضيوف والجمهور. ثم يجد جزء من مخرجات هذه الورشة طريقه أخيرا إلى المجلة الورقية على شكل تقرير مفصل يشمل مقدمة النظرية عن القضية المطروحة للنقاش ومجريات الورشة إضافة إلى استطلاعات للرأي. هذا محتوى هجين متعدد الأوجه كان القصد منه استغلال مقاربات مختلفة لمناقشة الموضوع والتفكير فيه أيضا ذكرت في معرض حديثي عن حضور المجلة الكترونيا أن المحتوى هناك سيكون مختلفا وسيستغل الطاقات التعبيرية والتقنية للوسيط الرقمي، وهذا معناه أن المحتوى الصوتي والمرئي سيكون حاضرا. معنيون بالمشهد المحلي أولا *هل ستقتصر المجلة على تناول الشأن الثقافي المحلي فقط، أم ستفتح نافذة على القضايا الثقافية العربية والعالمية؟ -الجزء الأكبر من مواد المجلة معني بالمشهد المحلي، لأننا نعتقد أن الحراك الذي يحدث فيه بحاجة إلى رصد ومتابعة وتحليل فكانت هذه هي المهمة الأولى التي قررنا أن نتصدى لها. لكننا نعلم أن ما يحدث في المشهد المحلي ليس منقطعا عما يحدث خارجه. كما أن كثيرا مما يحدث في الخارج هو نشاط ثقافي سعودي، ولذلك خصصنا بابا من أبواب المجلة لمتابعة الإنتاج الثقافي الذي يحدث خارج الحدود إيمانا منا بأهميته واتصاله بكل ما يحدث هنا. التحدي الأكبر هو سرعة التطورات *كل مشروع جديد يواجه تحديات. ما هي أبرز الصعوبات التي واجهتكم في إطلاق المجلة؟ وكيف تغلبتم عليها؟ -أكبر التحديات التي واجهها المشروع ونواجهها هي سرعة التطورات التي تحدث في المشهد وكثافتها. وأعتقد أن هذا التحدي هو ما يجعله العمل في مجلة ورشة مثيرا للاهتمام. لدينا باب مخصص لتناول مشروع تنموي قيد الإنجاز، نطمح فيه إلى قراءة المشروع وتقديم تصورات عن أثر على الناس بشكل عام، وعن أثره الثقافي بشكل خاص. الزاوية التي نتناول منها مواضيع كهذه تحتم علينا أن نكون منفتحين على الاحتمالات وأن نلتقط الحركة الموجودة في هذه المشاريع بحيث نكون قادرين على فهمها وتحليلها. *كيف ترى دور شركاء “ورشة” في تحقيق رؤيتها الثقافية؟ وفي رأيك، ما الذي يحتاجه القطاع الثقافي في السعودية اليوم لدعم مبادرات مثل “ورشة” وضمان استدامتها؟ - مجلة ورشة تنظر إلى نفسها بوصفها منتجا عضويا ينتمي إلى بيئة حيوية متجدده ومتغير على الدوام، ومثل ما هي فاعل ثقافي هناك فاعلون ثقافيون كثر في المشهد يؤدون أدوارا مختلفة ولكنها جميعا تشكل النسيج الذي يبدو عليه المشهد. ولذلك فإنها لا تعمل بمفردها ولها شركاء تفخر بمد جسور التواصل معهم وتتطلع إلى العمل معهم بفعالية وإيجابية. حينما تصورنا ورشة في البدء كنا على يقين أن ورشة تأتي لتسد فجوة موجودة في المشهد وهي المتابعة الحثيثة لورشة هائلة واعتماد منظور للثقافة يشمل مناحي حياة الفرد والمجتمع. أيدينا مفتوحة للجميع *بوصفك رئيسا لتحرير «ورشة»، ما هي رسالتك للمثقفين، الكتّاب، والقراء في المملكة؟ وكيف يمكنهم المساهمة في إنجاح هذا المشروع الثقافي الطموح؟ -لا غنى للعاملين في المشهد الثقافي على وجه الخصوص عن التعاون، ولذا فإن ورشة تفتح ايديها للكتاب والقراء استعدادا لسماع آرائهم وتعليقاتهم وبحث فرص التعاون معهم.