وحي المجاز.

على مرفأِ الإحساسِ مدّ ظِلالَهُ وحاصر عطراً في الشعورِ فنالَهُ وشبّك في الوجدانِ لحناً بفكرةٍ وعبّدَ حرفاً ثمّ سارَ خلالَهُ تحرّكَ من خلف الضلوعِ مسيرَةً وصادفَ بدرًا واستراحَ حِيالَهُ تلقيتُهُ مثلَ الحبيبِ إذا انثنى تمايل غنجاً ثم حرّك شالَهُ ومثلَ منامٍ فوقَ سُهدينِ عالقٍ يرومُ لـهُ الحزنان يبغي وِصالَهُ أَسَلْتُ لهُ من مهجةِ الروحِ جدولاً وروّيتُهُ حتى ارتويتُ زُلالَهُ بعاطفةٍ كالبحرِ يمتدُّ باسماً وفي العُمْقِ تخشى الفلسفاتُ سؤالَهُ حنوناً أتى للمفرداتِ كوالدٍ رأى قسوةَ الدنيا فضمّ عيالَهُ وغمّسَهُم في القلبِ حتى تقاطروا من الحُبِّ فاستلقى وهدّأَ بالَهُ لَعَمرُكَ إنّ الشِّعرَ صوتٌ مُنَكّهٌ إذا مالَ ركنُ الذوقِ شدّ حبالَهُ يضيء المدى، يغري العصافيرَ صوتُهُ يسامرُ فكرَ المنطويْ وخيالَهُ أقامَ عروشَ الحُبِّ دونَ جحافلٍ وصوّبَ نحوَ الحاقدين نبالَهُ وخيّم في الإبداعِ وانسابَ فكرةً تفوحُ سلاماً ثم صاغَ مقالَهُ أحاسيسُنا أقلامُنا منهُ تنتشي إذا اللّغوُ غطّانا أبانَ جمالَهُ يجوبُ مدارَ الحُسْنِ في ظرفِ لمحةٍ يحلّيه شرقاً كي يُذيبَ شَمالَهُ هو الشعرُ يستسقيْ من الماءِ حكمةً ويملأُ من لونِ الصباحِ سلالَهُ هو الشعرُ ضمّ المستحيلَ لحزبِهِ فأصبحَ عمّ المستحيلِ وخالَهُ فإن شئتَ أنْ تدعو نجوماً من المدى إليكَ، فحرِّضْ عبقراً ورجالَهُ