اقتراحات في «الملتقى الأول للعناية بالمكتبات الخاصة»..

إنشاء مكتبات السجون واهتمام «العامة» بالتاريخ الشفوي.

بدعوة كريمة من رئيس مجلس إدارة جميعة العناية بالمكتبات الخاصة بالمملكة الدكتور محمد بن عبدالله المشوح، لحضور الملتقى الأول المنعقد في مركز الملك خالد الحضاري بمدينة بريدة يومي الأربعاء والخميس 18-19/12/2024م لكوني من أصحاب المكتبات الخاصة. رافقت الأستاذ الدكتور عبداللطيف بن محمد الحميد أحد أعضاء مجلس إدارة الجمعية، ومدير الجلسة الأولى. فور وصولنا ظهراً اتجهنا لمنزل الأستاذ الدكتور حسن بن فهد الهويمل حيث يلتقي به لفيف من الأساتذة أذكر منهم محمد العبدالرحمن العمار أول مدير لرعاية الشباب بالقصيم والذي سبق أن عملت معه عامي 93-1394هـ والأستاذ على بن عبدالله الخليفة وآخرين. اتجهنا بعد صلاة الظهر إلى منزل الوجيه عبدالله الشريدة لتناول طعام الغداء لبعض الضيوف وفي مقدمتهم معالي الشيخ الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد. وفي المساء اتجه الجميع إلى مركز الملك خالد الحضاري حيث يقام الاحتفال بحضور سمو أمير المنطقة فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز بعد جولة في معرض نوادر المكتبات الخاصة. بدأ الحفل ومن فقراته كلمة رئيس المجلس الدكتور المشوح يليه معالي الدكتور صالح بن حميد، ثم طلب سمو الأمير الكلمة ورحب وشكر ثم طالب الجميع بالاهتمام بالكتاب وتشجيع الشباب على القراءة مع الحوافز المشجعة. ومما قاله سمو الأمير عن أهمية الكتاب وكونه يسهم في تعزيز ثقافة القراءة وشأن المكتبات في المجتمع منوهاً بالجهد الكبير لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله- في تعزيز حب القراءة والمعرفة لدى الأجيال. وقال: «إن خادم الحرمين الشريفين – يحفظه الله- كان الداعم والمحفز الأول في إنشاء مكتبتي الخاصة التي أعدها مصدر الهام وثقافة في مسيرتي الشخصية والمهنية. ونوّه سموه على عظم مسؤولية وزارة التعليم في تعزيز العناية بالكتب والمكتبات وتشجيع الطلاب على القراءة، مؤكداً أن القراءة ليست مجرد متعة بل هي غذاء للعقل وأساس لتطور الأمم، مؤكداً أهمية إطلاق مبادرات تعزز الاهتمام بالمكتبات والأنشطة غير الصفية. وتعيد للكتاب مكانته في حياة الأجيال الجديدة..». بعد توزيع الجوائز على رعاة الملتقى ومنها هيئة المكتبات، وعائلة الرواف والسلمان وجمعية العناية بالمكتبات. بدأت الجلسة الأولى برئاسة الدكتور الحميد وهي (جهود المؤسسات والجهات الحكومية في العناية بالمكتبات الخاصة وهم: مجمع الملك عبدالعزيز للمكتبات الوقفية يمثلها الدكتور فهد بن مبارك الوهبي، ودارة الملك عبدالعزيز ويمثلها الدكتور عبدالله المقرن ومكتبة الملك فهد الوطنية ويمثلها الأستاذ بسام اليوسف، وجامعة القصيم ويمثلها الأستاذ عبدالله المحيميد. بعدها حضرنا حفل العشاء وإلقاء بعض القصائد بمنزل أبناء الرواف. وفي صباح اليوم التالي الخميس كانت الجلسة الثانية بعنوان (تجربتي في مكتبتي). أدارها الدكتور عبدالله بن عبدالرحمن الحيدري، وشارك بها كل من الدكاترة: محمد بن عبدالرحمن الربيع، وفهد بن سعد الجهني، وعائض بن بنية الردادي، وصالح بن مقبل العصيمي، وعبدالعزيز بن إبراهيم العمري، وناصر بن إبراهيم الحارثي. كل تحدث عن مكتبته الخاصة وكيف بدأت وعن دورها ومحتوياتها ومراحل تطورها وما آلت إليه. وأتيحت الفرصة للمداخلات والتي لم تتح ليلة البارحة لضيق الوقت، فتحدث عدد من الضيوف كنت أحدهم بعد أن شكرت الجمعية، ذكرت بدايتي مع القراءة وأول كتاب اقتنيته، وبعض الطرائف التي بدأها من قبلي الأستاذ محمد بن عبدالله الحمدان صاحب مكتبة قيس. والدكتور فايز الرشدان وغيره اقترحت أن تضم التوصيات ما ذكره سمو الأمير ومعالي الشيخ الحميد للاهتمام باللغة العربية والمكتبات وتشجيع النشء على المطالعة، طلبت إضافة التوصيات التالية: 1- قلت إن هناك لجنة وطنية أنشئت بقرار لمجلس الوزراء في 2/1/1422هـ لرعاية السجناء وذويهم والمفرج عنهم يرأسها المهندس/ أحمد بن عدلان الشمراني، طالبت بالتنسيق معهم ومع المسؤولين بوزارة الداخلية لإنشاء مكتبات في سجون المملكة، وتخصيص أماكن مناسبة وتزويدها بالرفوف والمقاعد والطاولات وتشجيع الموقوفين على المطالعة وتخصيص الجوائز والحوافز وتشجيع الشباب منهم على مواصلة دراستهم وتوفير وسائل الراحة والانتساب بالمدارس والجامعات. 2- طالبت بالتوصية بحث وزارة الثقافة بإعادة النظر بالمكتبات العامة والتي سمعت بقفلها أو إلغائها أو تقليصها بعدد محدود بعد أن كانت لا تقل عن 85 مكتبة في جميع أنحاء المملكة وتفعيلها وتشجيع إقامة المحاضرات والندوات والأمسيات وتخصيص قسم للتسجيلات مع كبار السن في جميع مناطق المملكة عن التاريخ الشفوي وعن سيرة ومسيرة كل من الرواد في التعليم وجميع النواحي الاجتماعية والحرفيين وغيرهم. 3- الطلب من الجامعات قبول الاهداءات وبالذات مكتبات الرواد ورجال العلم والمعرفة وإتاحتها لطلابها ولتكن مراجع للباحثين والدارسين. وذكرت أمثلة لمكتبات لم يتم قبولها مثل المكتبات الخاصة للرواد مثل عبدالكريم الجهيمان وسعد البواردي وعبدالعزيز المانع وفهد السنبل والتي لم تقبلها الجامعات وحتى الكتب الخاصة لمؤلفين سعوديين. وذكرت أنني بعثت بعض مؤلفاتي لبعض الجامعات من سنتين وحتى الآن لم تسجل أو يصلني ما يفيد قبولها. أشكر للجمعية جهودها وما تقدمه من تسهيلات، وما توفره للمهتمين، وأرجو لها التوفيق والنجاح، وأن تواصل مسيرتها بعقد مثل هذا اللقاء وتكراره وأن يكون بداية ناجحة موفقة لتتواصل وتؤتي ثمارها. لم أعرف الكثير عن الجمعية، ولكني بحكم رفقتي لأحد أعضائها الدكتور الحميد عرفت أن زملاءه مع المشوح والحيدري، المدون والباحث النشط أحمد بن عبدالمحسن العساف والدكتور فهد بن سعد الجهني. سبق أن سمعت بمقر الجمعية ومكان تجميع المكتبات الخاصة والمهداة، وأنهم خصصوا مقراً في شارع عثمان بن عفان بالرياض قرب جامعة الإمام وأن أي أحد يرغب باقتناء ما يهمه من الكتب فيمكنه الحصول عليها مجاناً، وخوفاً من أن تستغل للاتجار بها وبيعها بالحراج أو عند أبواب المساجد كما سمعت. أو قد تهان وتوضع في مكان لا يناسب. فأرجو أن توضع في مكان مناسب وتتاح لمن يهتم ويقدرها مثل السجون ودور الرعاية وغيرها. متمنياً للجمعية التوفيق.